السبسي وخطأ إشراك الإخوان بالحكم.. مواجهة مؤجلة في تونس
أثارت تصريحات الرئيس التونسي حول "خطأ" إشراك حركة النهضة في الحكم التكهنات حول مواجهة مرتقبة بين الإخوان والأحزاب في تونس
أثارت تصريحات الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حول "خطأ" إشراك حركة النهضة في الحكم التكهنات حول مواجهة مرتقبة بين "النهضة"، حركة الإخوان في تونس، وبقية أطراف الحكم في البلاد.
- السبسي: أخطأنا بالتحالف مع الإخوان ويجب مراجعة الدستور
- تعديل وزاري في تونس يشمل حقائب الدفاع والداخلية والمالية
وبالأمس، قال السبسي إن التحالف مع حركة النهضة في الحكم كان خطأ منذ بدايته، مُرجعاً ذلك التحالف إلى نتائج الانتخابات البرلمانية 2014، التي فاز فيها حزب نداء تونس بالمرتبة الأولى، وتلاه حركة النهضة من حيث عدد المقاعد.
تحالف على مضض
مختار محمد غباشي، الباحث السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لبوابة "العين" الإخبارية إنه رغم الخلافات بين حركة النهضة وحزب نداء تونس الذي أسسه السبسي، إلا أن الرئيس التونسي مجبر على التحالف مع "النهضة".
وأضاف غباشي أن حركة النهضة تمثل "معادلة صعبة داخل الساحة السياسية التونسية، وفي حال انسحابها من الائتلاف الحاكم لسقطت الحكومة؛ نظراً لأن باقي الأحزاب صغيرة ذات مقاعد قليلة في البرلمان".
ورجح غباشي أن سبب تصاعد الخلاف بين "النهضة" و"نداء تونس" يعود إلى دعوة الرئيس التونسي الأخيرة إلى المساواة بين الرجال والنساء في المجالات كافة.
وطرح السبسي أثناء الاحتفال بـ“عيد المرأة" في تونس، في 13 أغسطس/اّب الماضي، موضوع المساواة بين المرأة والرجل في الإرث، معتبراً أن بلاده تتجه نحو المساواة بين النوعين في جميع الميادين. كما طلب السبسي من الحكومة التراجع عن منشور يمنع زواج التونسيات المسلمات من غير المسلمين.
ولقت تلك الدعوات من السبسي انتقادات من أعضاء بحركة النهضة.
خلاف أيديولوجي جذري
وأرجع مختار غباشي الخلاف بين الطرفين إلى اختلاف التوجهات والمبادئ لدى كل منهما: فحركة النهضة ذات مرجعية دينية، في حين يعد "نداء تونس" ذو مرجعية علمانية مدنية.
وعن توقيت تصريحات السبسي عن الخطأ بإشراك "النهضة" في الحكومة، توقع غباشي أن تكون الانتخابات البلدية المقبلة سبباً من أسباب إبراز الحكومة للخلافات بين الحزبين الكبيرين في البلاد.
ومن المتوقع أن تشهد تونس في ديسمبر/كانون الأول المقبل، أول انتخابات بلدية منذ 2011، وهي انتخابات تعول عليها حركة النهضة لتوسيع قاعدتها بالشارع السياسي التونسي، خاصة بعد إجراءاتها الأخيرة من التبرؤ من التنظيم الدولي للإخوان.
وينظر البعض إلى أن تصريحات السبسي تعد تحذيراً للمستقلين الذين تحاول "النهضة" مؤخراً استقطابهم لخوض الانتخابات المحلية من خلالهم.
ورغم ما تقوله "النهضة" عن قدرتها على فصل العمل الدعوي عن السياسي، إلا أن السبسي في تصريحاته، أمس، قال إنها لم تنجذب إلى "المدنية"، معتبراً أن "نداء تونس" أخطأ التقييم عندما ظن أن إشراك "النهضة" في الائتلاف الحكومي سيجعلها "مدنية".
ويعتبر مراقبون أن تصريحات الرئيس التونسي عن خطأ التحالف مع "النهضة" تأتي ضمن تحركات الحكومة التونسية في منع تأسيس أية كيانات أو أحزاب على أساس ديني أو استعمال المرجعية الدينية لغايات دينية.
وكانت حركة النهضة أعلنت في مايو/ أيار 2016، تحولها إلى حزب سياسي وترك العمل الدعوي "للمجتمع المدني ليعالجها".
شد وجذب
وتوقع مختار غباشي ألا تتصاعد الخلافات بين الحركتين (النهضة ونداء تونس)، وأن يكون هناك فقط شد وجذب بين الطرفين يتم من خلاله محاولة التوصل إلى تسوية ترضي الطرفين.
واعتبر غباشي أن التعديل الوزاري التونسي، بالأمس، كانت تطبيقاً للتسوية بين الطرفين.
وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بعض التغيرات الوزارية في الحكومة، شملت 10 وزارات على رأسها وزارت الدفاع والداخلية والمالية في تعديل هو الأول بعد تولي الشاهد مهامه قبل عام.
وأبرز ذلك التعديل الخلافات بين الحركتين؛ حيث تأجل لأسابيع بسبب مفاوضات "بطيئة" بين الحزبين الكبيرين؛ كانت ترى حركة النهضة أنه لا داعي لتغيير وزاري كبير، في حين رغب حزب نداء تونس في تعديل شامل وإعادة هيكلة تركيبة الحكومة.
وعزز "نداء تونس" حصته إلى 6 وزارات في الحكومة، في حين أصبحت "النهضة" ممثلة بـ4 حقائب. يأتي ذلك بعد مطالبات من أعضاء بنداء تونس للشاهد، بمنح حزبهم المزيد من الحقائب الوزارية التي تتناسب مع نتائج انتخابات 2014 التي فاز فيها الحزب بالمرتبة الأولى.
aXA6IDE4LjE5MS45My4xOCA= جزيرة ام اند امز