«عملية السقوط».. لماذا تخلى الحلفاء عن غزو اليابان؟
كانت عملية السقوط الخطة المقترحة لغزو الحلفاء جزر اليابان قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها ألغيت عقب استسلام اليابان.
العملية كانت تتكون من شقين: عملية "الأوليمبية" وعملية "التاج"، وكان مقررا أن تستخدم جزيرة أوكيناوا، التي استولت عليها القوات الأمريكية قبل وقت قصير، كنقطة انطلاق للعملية الأوليمبية في نوفمبر/شرين الثاني 1945 بهدف الاستيلاء على جزيرة كيوشو، في أقصى الجنوب، وفقا لموقع ذا كولكتور الكندي، المعني بالتاريخ.
ووفقا لخطط الحرب تقرر انطلاق عملية التاج أوائل عام 1946، لاحتلال سهل كانتو، بالقرب من طوكيو، على الجزيرة اليابانية الرئيسية هونشو.
وفي حال تنفيذ هذه الخطة العسكرية كان العالم سيشهد أكبر عملية إنزال بحري في تاريخ البشرية، حيث جهّز الحلفاء أكثر من 5 ملايين عسكري استعدادا لتوجيه ضربة أخيرة لليابان.
ووفقا للموقع ذاته، فقد جعلت جغرافية اليابان خطة الغزو واضحة تماما لليابانيين أيضا، الذين كانوا قادرين على التنبؤ بدقة بخطط غزو الحلفاء، وبالتالي تعديل خطتهم الدفاعية لتنظيم دفاع شامل عن كيوشو.
وبحسب المسؤولين العسكريين اليابانيين كان من الضروري إعداد خطة دفاعية يتم من خلالها حشد ما تبقى من موارد البلاد لإعاقة تقدم الحلفاء، وتكبيدهم خسائر جسيمة أملا في إجبارهم على الجلوس لطاولة المفاوضات وإقناعهم بالتوصل لهدنة تنهي الحرب بدلا من اتفاقية استسلام مذلة لليابان وإمبراطوره.
الخطة كيتساغو:
أعد المسؤولون اليابانيون خطة "كيتساغو Ketsugō" لحشد ما تبقى من موارد البلاد. وعلى الرغم من النقص الحاد في المحروقات، جمّع اليابانيون آلاف الطائرات الحربية المتبقية بالبلاد، واتجهوا لتدريب مزيد من الطيّارين للقيام بعمليات انتحارية (كاميكازي) ضد سفن وجنود الحلفاء حال نزولهم على أرض أرخبيل اليابان.
إلى جانب الطائرات الانتحارية جهّز اليابانيون زوارق انتحارية لاستهداف الأمريكيين، وتحدّثوا عن امتلاكهم أكثر من ألف طوربيد من نوع كيتان المزودة بنحو 1500 كيلوغرام من المتفجرات، إضافة للمئات من قوارب "شينيو shin'yō" الصغيرة الانتحارية المجهزة بنحو 300 كلغ من المتفجرات.
الاستعدادات الأمريكية
كان الجنرال دوغلاس ماك آرثر هو المسؤول عن التخطيط لعملية السقوط، وعقب استسلام ألمانيا بدأ النقل السريع للقوات من أوروبا، وبدأت بعض الوحدات التدريب بالفعل، وقام آخرون بتجميع أحدث المعدات، حيث استبدلوا طائرات B-17 بطائرات بي-29 لإعادة الإمداد، وتحولت الفلبين وهاواي إلى مراكز للإمداد.
نهاية ذرية
وعلى الرغم من التخطيط، تزايد القلق بشأن التكلفة في الأرواح، إذ لن تتحمل الولايات المتحدة المنهكة من الحرب خسائر فادحة بعد 4 سنوات من الحرب، فقد أثبتت السيطرة على أوكيناوا أن اليابان ستقاتل بمرارة، حيث أدت الهجمات الانتحارية لليابانيين إلى إلحاق الضرر بـ400 سفينة ومقتل 12000 أمريكي، وتوصلت المخابرات الأمريكية إلى وجود 2500 انتحاري بالقرب من كيوشو، بالإضافة إلى آلاف آخرين في مكان قريب.
في ذلك الوقت، كان تطوير القنبلة الذرية يخضع لحراسة مشددة للغاية (ولم يعرف حتى نائب الرئيس آنذاك هاري ترومان بوجودها حتى أصبح رئيسا)، ولم يعرف سوى عدد قليل للغاية من كبار المسؤولين بشأن القنبلة النووية.
ومع تولي ترومان الرئاسة في الولايات المتحدة قرر استخدام القنبلة الذرية لمشروع مانهاتن. وفي 6 أغسطس/آب أحرقت القنبلة الأولى مدينة هيروشيما، وطلب ترومان استسلام اليابان، ولم تستسلم اليابان إلا بعد إسقاط القنبلة الثانية على مدينة ناغازاكي في 15 أغسطس/آب، وهو ما جعل عملية السقوط غير ضرورية.