لا بد من التفريق بين الاحتياجات مقابل الكماليات، وما بين الرغبات والأمنيات.
لعلي أستهل بسؤال، لطالما اعتدت أن أبدأ به دوراتي التدريبية وكان محور ارتكاز كتابي "أو كلما اشتهيت.. اشتريت؟!"، ألا وهو: "هل تزيد حاجتك، إذا زاد مستوى دخلك؟".
المعتقد الخاطئ لدينا هو ارتباط زيادة الدخل بزيادة الحاجات في علاقة توصف بأنها طردية، في حين الصحيح هو بقاء الاحتياجات على مستوى ثابت لا تزيد، وإذا زادت تزيد مع تقدم الزمن لظروف خاصة وبمقدار طفيف في الغالب، كقدوم فرد جديد إلى العائلة.
يقع كثير من الناس في هذه المصيدة ويجيب بنعم.. بل يسارع البعض ويضيف عليها تأكيداً يعكس مدى ثقته بإجابته الخاطئة.. الإجابة هي: لا بكل تأكيد.
المعتقد الخاطئ لدينا هو ارتباط زيادة الدخل بزيادة الحاجات في علاقة توصف بأنها طردية، في حين الصحيح هو بقاء الاحتياجات على مستوى ثابت لا تزيد، وإذا زادت تزيد مع تقدم الزمن لظروف خاصة وبمقدار طفيف في الغالب، كقدوم فرد جديد إلى العائلة.
وكعادتي، لا أحب تعقيد المصطلحات إذا لم تكن هناك حاجة أكاديمية، أو نقاش بين مختصين، فإذا جئنا لتعريف الاحتياجات، فهي الأشياء الأساسية التي يؤثر عدم وجودها على حياتنا، كالطعام والمنزل.. بينما الكماليات - من اسمها- هي الأشياء المكملة والتي تجعل حياتنا تبدو أسهل بوجودها.
وبسبب توافر القدرة الشرائية العالية لنا كأفراد في هذا البلد الحبيب – نسأل الله أن يديمها نعمة – وتوافر كل ما نتمناه حولنا، فإن التفريق بين الاحتياجات والكماليات أصبح أمراً في غاية الصعوبة لدى مختلف شرائح المجتمع.
هل تعتبر السيارة حاجة أساسية؟ أم أنها إضافة كمالية؟ أنا أتفق وبكل تأكيد على أنها حاجة أساسية، ولكن نوع السيارة وسنة صنعها، هو ما يصنف ضمن الكماليات.
ثم يأتي بعد ذلك الرغبات والأمنيات، وهي مستوى أعلى من الكماليات، هي أمور تتمنى القيام بها أو الحصول عليها، وعادة ما تكون صعبة المنال، أو تحتاج إلى وقت طويل أو مال كثير، وليس لها أي تأثير سلبي على حياتنا إذا لم نقم بها.
للأسف الشديد لم يعد السفر الترفيهي اليوم شيئاً ضرورياً بحد ذاته، ولكن الوجهة هي الشيء الضروري الذي لا غنى عنه، في حين أن الحقيقة هي أن السفر يصنف من ضمن الرغبات والأمنيات، فهو يلطف جو العائلة ويجدد حياتها، ولكن ماذا سيحدث لو توقفوا عن السفر؟ في الحقيقة لا شيء.
ختاماً، لا بد من التفريق بين الاحتياجات مقابل الكماليات وما بين الرغبات والأمنيات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة