هذا مقطع مصور لمسؤول أمريكي تم تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أثار ضجة كبيرة بالإعلان عن إلقاء القبض على كيميائي أمريكي شهير صنع فيروس كورونا المستجد ثم باعه للصين.
المقطع المصور صحيح، ولكن ببساطة.. جرى تحريف معلوماته وتزييف ترجمته إلى العربية بطريقة تعكس خبرة في صناعة الشائعة، وخطورة تداول المعلومات غير الموثوقة، واستقصائها من مصادر غير رسمية.
فالمقطع اجتزأ الحقائق وقدم معلومات حقيقية ثم بنى عليها معلومات غير صحيحة ساردا رواية مثالية تصلح أن تكون درسا عن طريقة صناعة الشائعة.
فهذا مسؤول أمريكي ولكنه ليس المتحدث باسم وزارة الصحة الأمريكية كما يدعي المقطع، بل إنه المدعي العام الأمريكي لمقاطعة ماساتشوستس أندرو ليلينج.
والسلطات الأمريكية ألقت القبض على الكيميائي الأمريكي الدكتور تشارلز ليبر؛ لأنه قدم مساعدة علمية سرية لجمهورية الصين الشعبية في تكنولوجيا النانو، وهي قضية لا علاقة لها بتصنيع كورونا المستجد.
والشائعة ككرة الثلج كبرت أكثر أثناء تدحرجها على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تبنت بيانا مزعوما عن وزارة العدل الأمريكية ادعى أن الكيميائي الأمريكي المعتقل تشارلز ليبر، مسؤول عن الأسلحة البيولوجية ومرتبط بعقود عمل مع وزارة الدفاع الأمريكية، على الرغم من أن وزارة العدل الأمريكية أعلنت في بيان رسمي توقيف الدكتور ليبر رئيس قسم الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية في جامعة هارفارد في قضية لا علاقة لها بالفيروس التاجي.
فالدكتور ليبر متهم رسميا بالكذب حول صلاته بالصين في طلبات منح المعاهد الوطنية للصحة، التي تتطلب الكشف عما إذا كان يعمل مع أي قوة أجنبية أو تقاضى أجورا منها.
فالرجل كان يتقاضى 50000 دولار من جامعة ووهان للتكنولوجيا كراتب شهري، 158 ألف دولار كنفقات معيشة، وأكثر من 1.5 مليون دولار لإنشاء مختبر أبحاث لتكنولوجيا النانو في جامعة ووهان للتكنولوجيا، وهو ما تحظره القوانين الأمريكية والذي تحاكمه عليه الآن.
كما أن الدكتور ليبر واحد من بين 200 من أعضاء هيئة التدريس الأمريكية الذين طلبت المعاهد الوطنية للصحة التحقيق بسلوكهم المشكوك فيه لجهة المشاركة في برنامج آلاف المواهب الذي تديره الحكومة الصينية لتجنيد العلماء والباحثين في الولايات المتحدة لمشاركة خبراتهم البحثية ومعارفهم في التكنولوجيا المتطورة مع الصين.