لماذا لم تكتمل محاولة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس؟
كانت طواقم إدارات هيئة قناة السويس، على موعد مع حل نهائي لأزمة السفينة الجانحة "إيفرجيفن" مساء السبت، قبل أن تحدث مفاجأة باللحظات الأخيرة.
هذه المفاجأة، كشف عنها رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، في مؤتمر صحفي تابعت تفاصيله "العين الإخبارية"، قائلا إن محاولة التعويم لم تكتمل لأسباب خارج تحكم فرق الإنقاذ، "تغير مستوى مياه القناة بسبب جزر في ذلك الوقت".
وقال ربيع: "كنا نتوقع الانتهاء من أزمة السفينة مساء الجمعة، لكن مياه قناة السويس تشهد حاليا مدا وجزرا، ما يؤثر بشكل سلبي على جهودنا في إعادة تعويم السفينة، وتصويب مسارها.. لكن الجزر الذي طرأ سيؤخر حل الأزمة".
ورفض إعطاء موعد محدد لحل أزمة السفينة العالقة، وتسمى "إيفرجيفن" وتستأجرها شركة "إيفرجرين" التايوانية، من شركة "شوي كيسن" اليابانية، ومسجلة في دولة بنما.
لذلك، لم تنجح جميع المحاولات حتى الآن في تعويم السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، والتي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وبحسب الشركة اليابانية المالكة للسفينة، فإن توقعات بأن مقدمة السفينة رست بعمق 10 أمتار على الأقل في ضفة القناة، إلى جانب عوالق أعاقت إزاحة السفينة، تمثلت في الشعاب المرجانية التي كانت حتى نهاية الأسبوع الماضي تعوق تحركها.
وعلى الرغم من نجاح إدارات هيئة قناة السويس في إعادة تشغيل رفّاس (أحد محركات السفينة)، إلى جانب دفتيها عن اليمين والشمال، إلا أن استجابة السفينة لمحاولات الجر لا تزال تواجه صعوبات كبيرة.
وبسبب الجزر في مياه قناة السويس، اضطرت الطواقم لاستئناف إزالة الأتربة من محيط مقدمة السفينة أمس السبت، بعد أن تمكنوا من إزاحة نحو 17 ألف طن من الأتربة والرمال.
وقال ربيع في مؤتمره الصحفي أمس، إن عدد القاطرات التي تسحب السفينة الجانحة، بلغ حتى أول من أمس الجمعة، نحو 14 قاطرة، بينها قاطرات عملاقة، "وتمكنا من إزاحة مقدمة السفينة بـ0.4 درجة باتجاه القناة".
ومن الأسباب الأخرى التي أخرت عمليات إعادة تعويم السفينة الجانحة، صعوبة أرض قناة السويس، التي تتضمن صخورا صلبة، تضاف إلى المصاعب التي تقع خارج سيطرة الطواقم ممثلة بالمد والجزر الحاد.
وقال ربيع أمس: "من الصعب تحديد موعد لحل الأزمة في الوقت الحالي، نأمل تحسنا في استجابة السفينة لمحاولات السحب، بعد تشغيل الدفتين والرفّاس، لكن في نفس الوقت نشهد تغيرا في منسوب مياه القناة".
ومرت من قناة السويس سفن أكبر حجما من "إيفرجيفن" ولم تواجه أي صعوبات في العبور.
وبشأن تبعات جنوح السفينة، قال ربيع إن 321 سفينة عالقة على طرفي القناة شمالا وجنوبا، "ماليا، نفقد بين 12 مليون دولار يوميا على شكل إيرادات عبور، تتكبدها حاليا هيئة قناة السويس".
وجنحت سفينة الحاويات "إيفر جيفن"، التي تعد أطول من أربعة ملاعب لكرة القدم، بالعرض في مجرى قناة السويس صباح يوم الثلاثاء، ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة منذ ذلك الحين في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية.