رياح نقص إمدادات الطاقة تزيد برودة شتاء أوروبا
لم تتوقف جولات قادة الاتحاد الأوروبي بين شرق الكرة الأرضية وغربها بحثا عن إمدادات بديلة للغاز الروسي، الذي أصبح شحيحا في القارة العجوز.
ويمكن أن تعاني أوروبا شتاء أكثر برودة مع رياح وأمطار أقل من المعتاد، وفقًا لوكالة التنبؤ الجوي الأوروبية، مما يزيد من التحديات التي تواجه الحكومات التي تحاول حل أزمة الطاقة في القارة.
في بيان نهاية الأسبوع الماضي أوردت تفاصيله صحيفة فايننشال تايمز، قالت فلورنس رابير المديرة العامة للمركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، إن المؤشرات الأولية لشهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، تشير لترجيحات أن تجلب معها نوبات أكثر برودة ورياحا أقل.
- أمن خطوط الطاقة.. هناك كلفة إضافية ترهق ميزانيات أوروبا
- حرب الطاقة تعيد بريطانيا لعام 1753.. إضاءة بالشموع وأندية بلا "حمامات"
ليس هذا فقط، بل إن الأمطار ستكون أقل تساقطا، ما يعني أن توليد الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة (الكهرومائية) ستكون أقل خلال الشهرين القادمين.
التوقعات، التي تستند إلى بيانات العديد من أنظمة التنبؤ بالطقس الأخرى بما في ذلك تلك الموجودة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا واليابان، تمثل مشكلة محتملة لواضعي السياسات.
تتمثل هذه المشكلة، في أنهم ما زالوا يحاولون محاربة تكاليف الطاقة المرتفعة للشركات والأسر بسبب الضخامة خفض واردات الغاز من روسيا.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بفطم نفسه عن الغاز الروسي بحلول عام 2027 من خلال التنويع في مصادر طاقة متجددة ومتابعة صفقات الغاز مع دول أخرى.
وانخفضت بالفعل صادرات الغاز من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي من نحو 41% من إجمالي الإمدادات إلى 9% منذ أن اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط الماضي.
بينما الأعاصير الأخيرة عبر المحيط الأطلسي قد تسبب طقسا أكثر اعتدالًا ورطوبة ورياحا على المدى القصير. لكن الطقس الأكثر برودة في وقت لاحق من العام سيكون متسقًا مع الظروف الجوية المعروفة باسم النينو.
والنونو هي نمط طقس مشتق من تبريد سطح المحيط الهادئ، مما يؤدي إلى تغيرات في أنماط الرياح وهطول الأمطار في مناطق مختلفة.
يعمل الاحترار العالمي على تغيير طبيعة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير، مما يجعلها أكثر تواتراً وشدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما لا يقل عن 1.1 درجة مئوية نتيجة للنشاط البشري منذ عصور ما قبل الصناعة.
ومن الصعب أيضًا التنبؤ بالطقس في أوروبا، نظرا لأن الظروف تمليها عدة عوامل بعيدة بما في ذلك الرياح المدارية والضغط السطحي عبر المحيط الأطلسي وهذه كلها قد تجل من الصعب التنبؤ بالطقس لما بعد ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبالعودة إلى الأعاصير التي يشهدها المحيط الأطلسي، فإن الفترة المقبلة قد تكون صعبة على أوروبا، بسبب أن كل صادرات أمريكا من الغاز الطبيعي المسال يمر عبر المحيط الأطلسي، الأمر الذي سيعطل جزءا من الإمدادات لأوروبا.
هذه مسألة هامة، كانت ألمحت إليها روسيا في حديثها عن بدائل الغاز الذي تبحث عنه أوروبا في السوق الأمريكية، بأن المحيط الأطلسي في معظم شهور الشتاء يشهد طقسا يسا يؤثر على حركة الملاحة البحرية.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg
جزيرة ام اند امز