سؤال وحيد يشغل عقول جميع الجماهير قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات البطولة الأقوى في عالم كرة القدم، وهو: مَن يفوز بكأس العالم 2022؟
32 منتخبا تدخل مونديال قطر 2022 بأهداف مختلفة، فمنها الذي يبحث عن الفوز بكأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، ومنها الذي يبحث عن اللقب الغائب منذ سنوات طويلة، ومنها الذي يسعى للحفاظ على لقبه، ومنها الذي يرغب في الظهور المشرّف، ومنها الذي يرغب في الخروج بأقل خسائر.
وعلى اختلاف تلك الأهداف، يبقى الهدف الأسمى والأعظم بين جميع هذه المنتخبات هو إسعاد جماهير بلادها، التي تزدحم خلفها وتحتشد وتؤازر في أهم محفل عالمي لكرة القدم، حتى وإنْ لم تكن كاملة الإيمان بحظوظها.
بالتأكيد هدف الفوز بكأس العالم ليس عامًّا بين جميع المنتخبات المشاركة في المونديال، ولكنه يبقى مقصورًا على بعض المنتخبات مما تُعرف بـ"منتخبات الصفوة"، والتي توجد في المستوى الأول.
تبقى الإجابة عن سؤال "مَن يفوز بكأس العالم 2022؟" صعبة، بل وقد تعتمد على الحظ أكثر من الواقع والمنطق، لا سيما إذا أتت تلك الإجابة قبل انطلاق البطولة، ورؤية مستويات المنتخبات خلال الحدث نفسه عن قرب.
ورغم الاعتراف بذلك، فإن كل الأدلة تشير إلى أن هذه النسخة من كأس العالم ستكون لاتينية، وستعود إلى أحضان قارة أمريكا الجنوبية بعد غياب استمر 20 عاما، منذ فوز البرازيل بمونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002.
ولا شك أن كلمة لاتيني هنا ستكون مقصورة على منتخبَيْن فقط، وهما البرازيل والأرجنتين، حيث نجح المنتخبان في تقديم مستويات قوية للغاية في العامين الأخيرين قبل انطلاق مونديال قطر.
وعلى الرغم من ذلك، فإن كأس العالم طالما شهدت إقصاءات مفاجئة لمنتخبات المستوى الأول، بل والمرشحة الأولى للفوز بالمونديال، كان بعضها من دور المجموعات، أو حتى في الأدوار الإقصائية الأولى.
وبعيدًا عن الفائز في أرض الملعب، سيكون هناك فائز أكبر وأهم خارج الملعب، يتمثل في المليارات من محبي كرة القدم حول العالم، فلا أجمل من أن يجتمع هؤلاء على الاستمتاع بـ64 مباراة بين 32 منتخبا، سواء كانت منتخباتهم حاضرة في المونديال، أو لم يحالفها الحظ بالمشاركة.
ستأتي الصرخات مع كل هدف، والآهات مع كل فرصة، والرقصات مع كل انتصار، والدموع مع كل انكسار، لتُوحّد العالم بأكمله.. توحد بين انفعالاته ومشاعره، وتحقق ما أكدته كرة القدم على مر العصور: هنا تتوحَّد الشعوب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة