الـ 21 من يونيو/حزيران 2017، لم يكن يوما عابرا، فقد حفرته ذاكرة الشعوب وهي تشاهد معاول "داعش" تحول جامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل العراقية، من صرح شامخ شاهدا على التسامح والتعايش إلى ركام
ما هدمه الإرهاب في ذلك المسجد الذي أعلن منه زعيمه المقتول أبو بكر البغدادي، عام 2014، إقامة خلافة مزعومة، تكفلت دولة الإمارات بترميم معالم المدينة الواقعة شمالي العراق، في إطار مشاركتها بمشروع "إحياء روح الموصل"، الذي يشمل عملية ترميم الجامع ومنارته الحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة.
يمثل مشروع إعادة بناء وترميم الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل العراقية إحدى الدلالات التاريخية على جهود دولة الإمارات ومسيرتها الملهمة في الحفاظ على التراث الإنساني والثقافي على مستوى العالم، ودورها الرائد في نشر مبادئ الأخوة الإنسانية والوسطية والانفتاح ونبذ التعصب والتطرف الفكري والديني والثقافي.
مشروعٌ خرج للنور في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، في اتفاقية موقعة بين الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، ضمن جهود إعادة إعمار المعالم التاريخية في مدينة الموصل، وإعادة بنائها، لا سيما جامع النوري ومئذنته الشهيرة المائلة المعروفة باسم المنارة الحدباء التي يزيد عمرها عن 840 عاما.
جهدٌ يترجم مسيرة دولة الإمارات الملهمة في الحفاظ على التراث الإنساني والثقافي ليس فقط في العراق، بل على مستوى العالم، ورسالتها في نشر التسامح ومبادئ الأخوة الإنسانية ونبذ الفكر المتطرف.
ويبعث هذا المشروع الحضاري، الذي يمتد لخمس سنوات وبتكلفة 50.4 مليون دولار، رسالة للشباب العراقيين عنوانها مستقبل أكثر اشراقا كونهم مشاركين فاعلين في مسيرة الإعمار حيث يدعم المشروع بعد اكتماله السياحة الثقافية والتنمية في المجتمع الموصلي، ويساهم في بناء مدينة حيوية مزدهرة تنشر قيم التسامح والمصالحة والانفتاح وتعود لسابق عهدها منبرا للعلم والثقافة.
وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، نورة بنت محمد الكعبي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات (وام)، إن إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء يحمل بين طياته السلام والتعايش في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب والثقافات.