صحيفة فرنسية: مشاركة نساء العراق بالاحتجاجات مؤشر لثورة حقيقية
موجة جديدة من الاحتجاجات غير المسبوقة في العراق، تدخل يومها الرابع، رغم تخطي حصيلة القتلى 60 شخصا.
اعتبرت صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية أن مشاركة النساء للمرة الأولى في مظاهرات العراق مؤشر لاندلاع "ثورة حقيقية" في هذا البلد.
وأشارت إلى أن هتافات المتظاهرين لها طابع خاص هذه المرة، فضلا عن الطابع العفوي والموحد والمستقل عن أي قيادة سياسية أو مجتمعية للاحتجاجات.
وتحت عنوان "الجمعة الدامية في العراق وسط رفض عميق للنظام"، قالت الصحيفة الفرنسية إن المتظاهرين نزلوا مرة أخرى إلى الشوارع، بحشود وكثافة أكبر من المرات الماضية، في عدة مدن، ولكن الاختلاف هذه المرة المشاركة البارزة للمرأة العراقية في الاحتجاجات.
- متظاهرو العراق يعلنون الأحد عصيانا مدنيا بجامعات بغداد
- رئيس وزراء العراق يأمر قوات مكافحة الإرهاب بفض احتجاجات بغداد
وأضافت الصحيفة أن المتظاهرين العراقيين لا يزالون يطالبون بـ"سقوط نظام اللصوص"، وخرجوا في شوارع العاصمة بغداد والمدن الجنوبية الأخرى، يوم الجمعة.
ولفتت إلى أن حركة الشباب المحتجين تتميز بعفويتهم واستقلالهم ورفضهم أي استقطاب سياسي.
ورأت الصحيفة الفرنسية أيضا أن "مشاركة النساء لأول مرة في المظاهرات يوم الجمعة، وهن اللواتي لا يظهرن بشكل ملحوظ في الأماكن العامة للذكور في العراق، علامة جديدة على الثورة".
ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله إن "الفرق هذه المرة في الاحتجاجات هو مشاركة الشابات لأول مرة، للمطالبة بحقوقهن كمواطنات".
مضيفا "هذا مؤشر لثورة حقيقية للمرة الأولى منذ احتجاجات إسقاط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين".
من جانبه، قال رئيس تحرير موقع "العالم الجديد" الإخباري العراقي منتظر ناصر، إن "هذه الأحداث هي ثورة للعراق"، مشيرا إلى أن هتافات المتظاهرين لها طابع خاص هذه المرة، فضلا عن الطابع العفوي والموحد والمستقل عن أي قيادة سياسية أو مجتمعية.
وأضاف ناصر، في تصريحات للصحيفة الفرنسية، أن "غالبية المتظاهرين العراقيين الشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما ويمثلون جيل ما بعد حزب البعث، حيث لم يختبروا نظام ما قبل 2003"، في إشارة إلى نظام صدام.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين نددوا بمحاولات استقطاب بعض الأحزاب السياسية للحركات الاحتجاجية، خصوصا الموالية لإيران.
وواصل العراقيون الاحتشاد في ساحة التحرير ببغداد، رغم تخطي حصيلة القتلى 60 شخصا في الموجة الثانية من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي انطلقت مساء الخميس.
وتشكل هذه التطورات أكبر تحدٍّ لحكومة عبدالمهدي منذ توليه السلطة قبل عام.
ورغم تعهد رئيس الوزراء بإصلاحات وقراره إجراء تغيير وزاري موسع، فإنه يواجه صعوبات حتى الآن في تهدئة سخط المحتجين.