مع تفاقم نقص الغذاء.. هل ينقذ استزراع اللحوم العالم من الجوع؟
كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن الجوع، وحجم استهلاك العالم من الطعام، والحاجة لتوفير بدائل غذائية، لا تؤثر على المناخ أو صحة الإنسان.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة الأخيرة أن العالم يبتعد أكثر فأكثر عن تحقيق هدف القضاء على الجوع، وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بجميع أشكاله بحلول عام 2030، وأن عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم قد ارتفع إلى حوالي 828 مليون شخص في عام 2021، أي بزيادة قدرها نحو 46 مليون شخص منذ عام 2020
وتمر عملية توفير الغذاء بعدة خطوات مثل، غرس البذور، والنمو والمعالجة والنقل والتوزيع، والتحضير والاستهلاك والتخلص منه في بعض الأحيان، وكل خطوة من هذه الخطوات تولد غازات دفيئة تحبس حرارة الشمس، وتساهم في تغير المناخ.
وشدد الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس المصرية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" على أنه "يجب الاعتراف بوجود الجوع، وطبعا لتقرير الأمم المتحدة عدد سكان العالم يصل إلى 7.1 مليار نسمة بينهم 1.1 مليار نسمة يعانون من سوء التغذية، و800 مليون نسمة على مستوى العالم يعانون من الجوع، ومع حلول عام 2050 سيصل تعداد سكان العالم إلى 9.2 مليار نسمة، ويتوقع بلوغ عدد الذين يعانون من مشكلات الغذاء إلى 2 مليار نسمة.
وحول العوامل التي ساهمت في ارتفاع مؤشر الجوع قال الأكاديمي المصري إنه "هناك عوامل كثيرة منها: محدودية الأرض والمياه، وزيادة نسبة التصحر وانخفاض إنتاجية المحاصيل في بعض الأماكن، ثم التغير المناخي الذي أدي إلى ارتفاع الاحتباس الحراري، وهذا يؤثر بكل تأكيد على الثروة النباتية والحيوانية.
بخصوص الحلول التي يجب اتباعها لتفادي هذه المخاطر، قال جلال: "هناك حلول عديدة، فالعالم يتجه نحو التقنيات الحديثة، وبعد الحرب العالمية الثانية تم استخدام هذه التقنيات في عمل الثورة الخضراء، وساهمت بشكل كبير في الحماية من الجوع، إذ زادت إنتاجية المحاصيل، وهذا ساهم في الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي".
وأضاف: "معظم من يعانون سوء التغذية يتركزون في أماكن معينة، مثل الصحراء الكبرى في أفريقيا، وبعض دول جنوب وشرق آسيا، وبعض دول أمريكا الجنوبية، والعديد من دول الشرق الأوسط، ولا أبالغ إذ قلت أن الجوع الخفي طال بعض الدول الأوروبية، فهناك 40 مليون سيدة في العالم من بينهم 40% في أوروبا فقط يعانون من نقص الحديد، وأنيميا الدم، لذا لا تختلف مشكلة سوء التغذية كثيرا بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة".
وحول فكرة استزراع اللحوم التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، قال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس المصرية إن "فكرة الاستزراع جرى تطبيقها في العديد من المجالات، أولها في مجال النبات، فهناك نباتات كثيرة جرى إنتاجها عن طريق زراعة الأنسجة والخلايا، وتمت في مصر سنة 1986 بإنشاء أول معمل لزراعة الأنسجة النباتية، علما بأن معظم فاكهة الموز والفراولة في مصر هي نتاج زراعة الأنسجة.
وأوضح جلال أنه بعد ذلك انتقل هذا الموضوع إلى الحيوانات، والعالم يعمل على هذا التوجه منذ ما يزيد عن سنوات طويلة وحقق نجاحًا، ففي سنة 2013 شهدت هولندا مؤتمرًا صحفيًا أُعلن فيه إنتاج أول قطعة برجر من عملية الاستزراع.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز