اليوم العالمي للاجئين.. كيف عمقت كورونا جراح النازحين؟
عصفت جائحة فيروس كورونا بأوضاع اللاجئين وضاعفت من أوجاع النازحين الذين أجبرتهم الحروب على التخلي عن منازلهم والهروب لأرض الله الواسعة.
ويحل اليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو/حزيران من كل عام، وهو التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة للاعتراف بشجاعة وإنسانية الملايين الذين أجبروا على الفرار من العنف والاضطهاد والحرب.
تقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن يوم اللاجئ العالمي هو "مناسبة لبناء التعاطف والتفاهم لمحنة اللاجئين ولإدراك قدرتهم على الصمود في إعادة بناء حياتهم".
وارتفع عدد اللاجئين حول العالم في عام 2020 إلى ما يقرب من 82.4 مليون شخص، بنسبة زيادة تقدر بـ4٪ فوق الرقم القياسي المرتفع بالفعل وهو 79.5 مليون في نهاية عام 2019.
"لكل منا دور" جوهر حملة يوم اللاجئ العالمي هذا العام، بهدف تذكير العالم بأن كل شخص، بما في ذلك اللاجئون، يمكنه أن يساهم في المجتمع، وأن كل بادرة لها أثر في الجهود الرامية لإيجاد عالم أكثر عدلاً وشموليةً ومساواةً.
تم الاحتفال باليوم العالمي للاجئين لأول مرة على مستوى العالم في 20 يونيو 2001 ، احتفاء بالذكرى الخمسين لاتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين.
هذا التاريخ كان يُعرف في الأصل باسم "يوم اللاجئ الأفريقي"، قبل أن تحدده الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميًا كيوم دولي في ديسمبر 2000.
اليوم العالمي للاجئين يعد مناسبة لإعادة التأكيد على الالتزام الدولي المقدس بتخفيف المعاناة من خلال الإغاثة الإنسانية، ومضاعفة جهود التوصل إلى حلول دائمة للاجئين، بما في ذلك من خلال إعادة التوطين.
أيضا هذا اليوم يذكرنا بدور الحكومات الضروري للمشاركة في الجهود الدبلوماسية لوضع حد للصراعات المستمرة التي تجبر اللاجئين على البحث عن الأمان في مكان آخر.
جائحة كورونا واللاجئين
تشير تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد اللاجئين اليوم أكثر من أي وقت مضى، رغم القيود والإغلاقات المفروضة على الأشخاص والبلدان بسبب جائحة COVID-19.
أحد أسباب ارتفاع عدد اللاجئين حول العالم مؤخرا هو وباء كورونا، الذي أدى إلى ارتفاع نسب البطالة والفقر وأعداد الأطفال العاملين وفاقدي السكن والسند، وبالتبعية ارتفاع أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء أيضا.
وتشير التوقعات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع في العالم سيتراوحون ما بين 119 و124 مليون نتيجة الوباء.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت إن "النزاعات القائمة والجديدة فضلا عن فيروس كورونا المستجد كان لها تبعات مأساوية على حياة النازحين في العام 2020".
ورغم النداء العاجل الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة في مارس 2020 من أجل وقف إطلاق نار على مستوى العالم خلال الجائحة، تواصلت النزاعات والاضطهادات لترفع أعداد اللاجئين.
وقالت المفوضية الأممية، في بيان بهذه المناسبة، إن عدد الأشخاص الفارين من الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في عام 2020 ارتفع إلى ما يقرب من 82.4 مليون شخص بالفعل من 79.5 مليون في نهاية عام 2019، أي أن نسبة الزيادة فاقت 4%.
وقالت إنها تتوقع تزايد عدد النزاعات في عام 2021 في ظل تخفيف القيود المفروضة على الدول نتيجة تفشي فيروس كورونا، مشيرة إلى أن دول جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وسوريا تواجه خطر المجاعة.
وحذرت من تفاقم أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في ظل استمرار النزاعات، والطقس القاسي، والنقص الحاد في الغذاء بسبب الوباء.
أعداد النازحين في عصر كورونا
بفعل الوباء سجل عدد طالبي اللجوء والمهاجرين انخفاضا كبيرا، إذ تراجعت طلبات اللجوء بنسبة الثلث مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، حسب المفوضية.
ومع ذلك، لا يزال عدد النازحين الذين بلغوا 11.2 مليون خلال 2020 أعلى من العدد المسجل خلال عام 2019،
ومعظم النازحين قسرا يعيشون في ظروف غير مستقرة على هامش المجتمع، مع أمل ضئيل في العودة إلى ديارهم في أي وقت قريب.
وفقا للمفوضية الأممية، فإن عدد النازحين تضاعف خلال عقد من الزمن، ما يعني أن أكثر من 1% من سكان العالم اضطروا إلى النزوح والفرار بعيدا عن موطنهم، بسبب تعرضهم إلى الاضطهاد والنزاعات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفي خضم الجائحة، أغلقت نحو 168 دولة حدودها كليا أو جزئيا ولم تستثن 90 دولة طالبي اللجوء من هذه الإجراءات.
أيضا جعلت بعض الإجراءات المتخذة في إطار مكافحة الجائحة من الصعب على اللاجئين التمتع بالأمن، وفقا للمفوضية.
ودفع وباء "كوفيد-19" كثير من البشر إلى النزوح الداخلي في ظل وجود قيود على السفر تحد من قدرتهم على التنقل عبر الحدود الدولية، إذ اضطر أكثر من نصف النازحين، أي نحو 48 مليون شخص، إلى النزوح الداخلي، وفقا للمفوضية.
وقالت المفوضية، في تقرير بعنوان "اتجاهات عالمية"، إن 250 ألف نازح فقط تمكنوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية، بينما أعيد توطين 34 ألف شخص في بلدان ثالثة، موضحة أن بلوغ عدد النازحين 100 مليون في العالم مسألة وقت لا أكثر.
وأضافت أنه بالرغم من أن الوباء جعل عبور الحدود أصعب من ذي قبل بهدف الفرار، فإن بعض البلدان استمرت في ضمان وصول النازحين إلى أراضيها.
ويأتي أكثر من ثلثي النازحين من 5 بلدان فقط، من بينها سوريا، حيث دخلت الحرب الأهلية عامها العاشر واضطر 13.5 مليون شخص إلى النزوح أي أكثر من نصف سكان البلد.
ونحو نصف النازحين فروا إلى الخارج بينما اضطر الباقون إلى النزوح الداخلى، وتستضيف البلدان المجاورة نحو ثلاثة أرباع النازحين إلى الخارج.
ويشمل النازحون أيضاً عدداً متزايداً من الأطفال الذين ولدوا لاجئين، إذ إن نحو مليون طفل ولدوا كلاجئين ما بين 2018 و2020، وفقا للمفوضية.
أوضاع اللاجئين في ظل الحروب
دفعت الصراعات المشتعلة في أجزاء مختلفة من العالم الملايين على الفرار والنجاة بأرواحهم من براثن العنف والاضطهاد، والنزوح إلى دُنيا قاسية تخلو من مظاهر الحياة الآدمية ليعيش معظمهم في عوز شديد وظروف معيشية صعبة.
وبلغ عدد اللاجئين حتى منتصف 2020 رقما قياسيا متخطيا 80 مليونا حول العالم، وبزيادة تقدر بأكثر من 10 ملايين عن آخر تعداد رسمي أعلنته المفوضية العليا لشئون اللاجئين في 2019.
وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي على أن النزاعات الدامية والحروب في عدة مناطق في العالم هي سبب انتقالات السكان القسرية، ونبه إلى أن الوضع سيتفاقم في حال لم يوقف قادة العالم الحروب.
ويضم الرقم المعلن 79.5 نحو 45.7 مليون نازح داخليا و29.6 مليون لاجئ، بالإضافة إلى أشخاص آخرين اضطروا لمغادرة بلدهم، فضلا عن 4.2 ملايين طالب لجوء.
وحثت المفوضية العالم على أن يتذكر أن "وراء كل رقم شخص أجبر على ترك منزله وقصة تهجير ونزع ومعاناة. إنهم يستحقون اهتمامنا ودعمنا ليس فقط بالمساعدات الإنسانية ولكن في إيجاد حلول لمحنتهم".
بينما كشفت مساعدة المفوض السامي جيليان تريجز أن "48٪ من اللاجئين هم من الأطفال أو الشباب، ما يعني أن لدينا بالفعل أجيال من الأطفال الذين انفصلوا عن بلدانهم الأصلية".
وقالت تريجز لإذاعة "صوت أمريكا لوريل بومان": "الأمر المروع للغاية هو أنه على مدى السنوات العشر الماضية، تضاعف عدد اللاجئين أو النازحين قسراً.
يشار إلى أن العنف في سوريا وفي جمهورية الكونغو وموزمبيق والصومال واليمن تسبب في عمليات نزوح ولجوء جديدة خلال آخر عامين.
وسجل ذلك أيضا في منطقة الساحل الوسطى في أفريقيا حيث يتعرض المدنيون لعنف وحشي، لا سيما الاغتصاب والتصفيات الجسدية، بحسب المفوضية.
تغذية اللاجئين
بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، ناشد برنامج الأغذية العالمي لتقديم الدعم الدولي لملايين اللاجئين المعوزين، الذين يواجه العديد منهم الجوع بسبب نفاد الأموال لإطعامهم.
ويساعد برنامج الغذاء أكثر من 115 مليون شخص في 80 دولة، لكنه لم يتلق حتى الآن سوى 55% فقط من مبلغ 15.3 مليار دولار الذي تحتاجه لتنفيذ عملياتها المنقذة للحياة هذا العام.
لتغطية نفقاتهم، اضطر البرنامج العالمي إلى إجراء تخفيضات شديدة في الحصص الغذائية لملايين اللاجئين في شرق وجنوب أفريقيا، وكذلك الشرق الأوسط.
وكشف المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي تومسون فيري، أن "ما يقرب من ثلاثة أرباع اللاجئين في شرق أفريقيا وحدها قد خفضوا حصصهم الغذائية إلى النصف".
وقال فيري إن برنامج الأغذية العالمي يحتاج بشكل عاجل إلى 4.5 مليار دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لاستعادة تلك الفوائد.
وحذر من انقطاع المساعدة المقدمة لنحو 242000 لاجئ في الأردن في نهاية أغسطس ما لم يتلق البرنامج المزيد من التمويل.
وقال فيري: "إذا لم نحصل على المال فقد نضطر إلى تعليق الأنشطة ما يؤثر على الفئات الضعيفة التي تعتمد على دعم برنامج الأغذية العالمي، خاصة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأمهات الحوامل والمرضعات".
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز