بالصور.. إيزيديات هربن من داعش يستعدن كرامتهن بلوحات ذاتية
الفتيات كن متحمسات جدا لأن العالم سيرى لوحاتهن، في محاولة منهن لاستعادة كرامتهن وإنسانيتهن التي دمرها داعش.
منذ 3 سنوات، اختطف تنظيم داعش الإرهابي كلا من ليزا ونسرين وحنان وجميلة. كان عمر نسرين آنذاك لا يتعدى الـ9 سنوات، فيما كانت الأخريات في العشرينيات من العمر.
- اعترافات داعش.. جرائم بشعة بحق "الإيزيديات"
- صدمة حادة.. كيف عاشت الإيزيدية "سهيلة" 3 سنوات في أسر داعش؟
وكآلاف الإيزيديات، شاهدت تلك السيدات رموز داعش المتشحة بالسواد وهم يقتحمون منازلهن، ويقتلون أزواجهن وآباءهن، ويفرقونهن عن أبنائهن، ويأخذونهن كسبايا لهم.
ولم تكن القرية التي يعيش فيها الـ4 بعيدة عن جبل سنجار؛ ذلك المكان المقدس الذي تمت محاصرته من قبل مقاتلي داعش وقتلوا فيه العديد من الإيزيديين في مجزرة وصفت دوليا بإبادة جماعية.
ومع بداية ترنح خلافة داعش، هربت الفتيات الـ4 وهن على قيد الحياة، لكنهن يشعرن وكأنهن في جهنم. وفي محاولة للتغلب على صعابهن، تعلمن الرسم.
وتساعدهن في ذلك فنانة بريطانية تدعى هانا توماس تعمل لصالح جمعية "عالم صغير واحد" الخيرية. وقامت هانا بتنظيم ورشة عمل فنية في دهوك بالعراق كجزء من جهود المساعدات الدولية.
وشاركت توماس لوحات ذاتية للإيزيديات الـ4 مع موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، وأوضحت مغزى كل لوحة منها. وقالت "توماس" إن الفتيات كن متحمسات جدا لأن العالم سيرى لوحاتهن، في محاولة منهن لاستعادة كرامتهن وإنسانيتهن التي دمرها داعش.
وأردفت أن ليزا هي أكبر من في المجموعة ولديها 4 أطفال، لا يزالون محتجزين لدى داعش فيما عدا الصغيرة الرضيعة. وقتل زوجها خلال الهجمات، وتم احتجازها في سجن تحت الأرض لمدة عامين قبل أن تتمكن من الهرب. ورسمت ليزا نفسها بثوب أبيض إيزيدي تقليدي وهي تضع قلادة على هيئة حروف كردية معناها بالعربية "إلى الله".
أما نسرين، فهي أصغر فتيات المجموعة، عزمت على الهرب بعد 7 شهور من احتجاز التنظيم لها وتفريقها عن والدتها التي لم ترها منذ سنوات. وقامت إيزيديات أخريات بتبنيها بطريقة غير رسمية.
وعن لوحة نسرين، قالت "توماس" إنها كانت مختلفة تماما عن ما مرت به في قبضة داعش؛ حيث قامت برسم صورة مثالية لنفسها، وكانت تبدو فيها أكبر سنا ووضعت زهورا في شعرها.
وحنان أيضا أم، لكنها لم تر ابنتها ذات الـ6 سنوات منذ أن فرقهما داعش. وعلى عكس باقي السيدات، أظهرت حنان داعش في لوحتها وصورت اللحظة التي قام فيها التنظيم بتفريقها عن طفلتها.
وقالت "توماس" عن لوحة حنان، إن أرضيتها كانت حمراء في إشارة لدماء الشهداء الإيزيديين الذين قتلهم داعش واختطف زوجاتهم وأبناءهم. كما رسمت حنان نفسها وابنتها وهما تبكيان. وبدا رمز داعش في اللوحة أكبر حجما منهما وأكثر سيطرة.
وأخيرا رسمت جميلة نفسها بحجاب أبيض أيضا، وكانت تبكي هي الأخرى في لوحتها لأنها كانت تريد التعبير عن مرارتها. ولونت جميلة دموعها باللون الذهبي لتشير إلى أنها دموع غالية جدا وذات قيمة كبيرة.
وتعليقا على رسومات المجموعة بشكل عام، قالت "توماس" إن بعض الفتيات رفضن رسم الدموع، وبعضهن قمن برسمها، فيما أظهرت أخريات ثقافتهن في اللوحات مثل العلم الإيزيدي.
وأضافت أن جميعهن أردن رسم أنفسهن بفساتين بيضاء لم يتمكن أي منهن من ارتدائها أثناء احتجاز داعش لهن، حيث كان لباسهن مقتصرا على الأسود والبني فقط.
واختتمت بأن جميع اللوحات تعكس شعور الإيزيديات بأن داعش لم يكسرهن وأنهن على الرغم من شعورهن بالأسى والحزن يحافظن على قوتهن.