ولاية الفقيه لن تحكمنا ولن تحكم أي دولة عربية
من تحت الرماد تتقد الجمرة فتشتعل ناراً، ومشهد ملاحقة الحوثيين في اليمن هو الجمرة التي اتقدت من تحت الرماد فأشعلت بشرارتها المشهد لتعيد الأمور لنصابها الطبيعي، اليوم الشعب اليمني هو من ينتفض لا الحزب ولا الجيش ولا أية مؤسسة بل الشعب هو من يقول لخدم إيران: لا.
ولاية الفقيه لن تحكمنا ولن تحكم أي دولة عربية، ولن يكون لأتباعها حكم علينا حتى لو استعانوا بشياطين الإنس والجن، حتى لو كانت معهم أمريكا أو أوروبا أو منظمات دولية أو جماعات دينية أخرى تعينهم لو حتى زُوِّدوا بالسلاح والعتاد حتى لو لجأوا للإرهاب.
منظر لن يُمحَى من الذاكرة العربية، ولن يُمحَى من الذاكرة الإيرانية، مشهد أرجو أن يتذكّره عملاء إيران في كل أرض عربية، هذا المشهد هو الذي ينتظرهم أينما حلّوا، طال الزمن أو قصر، هذا المشهد التاريخي هو الذي يتماشى من منطق الأمور وسلامته، فلا يمكن أن تكون عميلاً لدولة أجنبية وتستعين بالسلاح والتهديد والترهيب لتقود الناس وتحكم، ثم تصدّق أنك ممكن أن تعيش آمناً مستقراً بين من تخونهم وتتآمر عليهم.
هذا المشهد المهيب هو ما يخشاه عميل إيران في لبنان لذلك هو متخفٍ في جحره وهو ما يعيشه وسيعيشه أي عميل عراقي لإيران في العراق، فالعراقيون سيثأرون لعروبتهم عاجلاً أم آجلاً، وهو ما عاشه كل عميل إيراني بحريني أو سعودي أو كويتي لأنه يرى في منامه أن مصيره هو مصير الحوثي.
ولاية الفقيه لن تحكمنا ولن تحكم أي دولة عربية، ولن يكون لأتباعها حكم علينا حتى لو استعانوا بشياطين الإنس والجن، حتى لو كانت معهم أمريكا أو أوروبا أو منظمات دولية أو جماعات دينية أخرى تعينهم، لو حتى زُوِّدوا بالسلاح والعتاد حتى لو لجأوا للإرهاب، مصيرهم مصير الحوثي، إنها صنعاء التي تلحق بالبحرين فتبتر اليد الإيرانية معها.
اليمنيون صبروا على حكم الحوثيين ثلاثة أعوام استولوا فيها على مقاليد السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية وحتى العسكرية، سلمها لهم علي عبدالله صالح بيده ومعهم كانت قطر وإيران مساندة، ومعهم كانت الأمم المتحدة ممثلة بجميع مندوبيها الذين حضروا بحجة حل الصراع فكانوا يديرونه لصالح الانقلابيين إذ ساووا بينهم وبين الشرعية، كل هؤلاء ساندوا الحوثي، بمعنى أن التجربة اليمينية هي أزهى عصور إيران في حكم عاصمة عربية توفرت لها المساندة من أقوى الدول، وتمكنت من خلالها من جميع السلطات ووصلت إيران من خلالها للبحر الأحمر حلمها القديم والدائم، وظنت أن المسألة انتهت إلى هنا.
وحدها السعودية من قررت إطلاق عاصفة الحزم للتصدي لتمددهم، ولولا العاصفة لكانت صواريخهم تصل إلى البحرين والإمارات، وقدمت البحرين شهداءها ومعها الإمارات والسعودية، وتصدوا لأخطر التهديدات بالتصدي للخيانة القطرية وتصدوا للحرب الإيرانية عليهم في أرضهم، وصبروا وصابروا مساندين أشقائهم في اليمن الذين حرروا 85% من أرض اليمن، واليوم تتحرر البقية بانتفاضة شعبية لتعلم إيران ويعلم عملاؤها أن مصيرهم سيكون حياً يشهدونه أمام أعينهم.
أتمنى من تلفزيون البحرين أن يعيد في اليوم ألف مرة منظر اليمنيين وهم يطاردون الحوثيين، فتلك دروس تاريخية لابد أن تحفظها الذاكرة العربية إلى الأبد.
نقلاً عن " الوطن " البحرينية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة