هذه الحرب على جبهات عدة تصل بنا إلى النصر المؤزر بإذن الله
نتذكر كلنا جيدا كيف ظهر المجانين عبر التاريخ في مشاهد كوميدية ساخرة مضحكة مبكية في الوقت نفسه، بدءاً بنيرون الذي أشعل النيران في روما وجلس مستمتعاً بمشهد الحريق، إلى هتلر الذي أحرق أوروبا والعالم وقبلهما ألمانيا، وعندما لم يعد يجد ما يحرقه، أحرق نفسه مع عشيقته، مروراً بنابليون المريض بجنون العظمة، وصولاً إلى خامنئي الذي يسعى لتصدير الثورات الطائفية والأفكار العنصرية الشعوبية إلى العالم فإذا به محاصرٌ في عقر داره بثورة تنشب أقوى بعد كل محاولة إخماد لروحها الثائرة الحرة.
ولا أغفل عن الذَّنَب والأداة الإيرانية الحوثي الذي أطلّ علينا مهددا متوعداً، مرسلاً صواريخه إلى الديار المقدسة، ملعوناً من الله في الدنيا والآخرة، خاسئاً في سعيه اللئيم المريض، عنصرياً بغيضاً، وحاقداً يبث سموم الطائفية والتقسيم في الجسد اليمني الواحد، باستهدافه البهائية والأحمدية وغيرهما من الأقليات التي أمعن الحوثيون فيها ظلماً وتهديداً وتشريداً، كما فعلوا مع كل فئات الشعب اليمني الشقيق الأخرى.
الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، تعلمان أي مرض وأي جنون عظمة أصابا الحوثي خاصةً بعد تراجعه المستمر على الأرض، وغدره بحليفه عبدالله صالح، واقتراب قوات الجيش اليمني البطل وجنود التحالف البواسل من عقر داره في صعدة.
ولكنْ، للحديث وجهٌ آخر ووجهةٌ أخرى، فالإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، تعلمان أي مرض وأي جنون عظمة أصابا الحوثي، خاصةً بعد تراجعه المستمر على الأرض، وغدره بحليفه عبدالله صالح، واقتراب قوات الجيش اليمني البطل وجنود التحالف البواسل من عقر داره في صعدة، ناهيك عن أن الإمارات والسعودية تعملان على الأرض، وتحاربان إلى جانب حلفائهما المخلصين في التحالف العربي، على أكثر من جبهة، بحسب مفهوم ومبدأ أنّ الانتصار يكمن في الانتظار، والصبر والتمسك بالقرار، وصولاً إلى النصر والتحرير الكامل لتراب اليمن، واندحار المشروع الإيراني في المنطقة العربية كلها، وهذه المبادئ تعلمناها في مدرسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مواقفه التي أعلنها مراراً وتكراراً في الأزمات العديدة التي عاشها وطننا العربي.
وهذه المهمة التي يتم تنفيذها على جبهات عدة ستصل بنا إلى النصر المؤزر بإذن الله، من خلال الشجاعة والبسالة في التحرير من جهة، وبالإعمار من جهة ثانية لمناطق اليمن التي دمَّرها الحوثي والمشروع الإيراني، وبالعون الغذائي والطبي والإنساني الذي يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي، ببناء مؤسسات الدولة الشرعية التي تبسط سلطتها وسيادتها على الأرض وتعزز مقدّراتها اقتصادياً ومجتمعياً في كل مكان يتم تحريره واستعادته.
هنا تحضرني كلماتٌ حكيمة لمعالي أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في وصفه لتصريحات عبدالملك الحوثي الفارغة التي هدّد فيها المملكة العربية السعودية والإمارات بالصواريخ واستخدام طائرات دون طيار، "إن عبدالملك الحوثي في كلمته بمناسبة إشعاله للحرب في اليمن يهدّد بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، كلمات فارغة لا تعكس تراجعه الميداني اليومي، الحوثي يدفع ثمن غدره بشريكه".
إنه مرض جنون العظمة يا الحوثي، إنها علامات الهزيمة الواضحة اللاحقة والماحقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة