تفخيخ المستشفيات وزرع الألغام.. فظائع حوثية جديدة بالحديدة اليمنية
مليشيا الحوثي تحول المرافق الصحية في الحديدة إلى ثكنات ومقرات لاجتماعات قياداتها باعتبارها مواقع محمية من ضربات التحالف.
صعدت مليشيا الحوثي الانقلابية من جرائمها الإرهابية في مدينة الحديدة غربي اليمن، فلم تكتفِ بعسكرة الأحياء السكنية بل بدأت بتفخيخ المرافق الصحية.
وتعيش مليشيا الحوثي حالة من الهلع مع تقدم القوات اليمنية المشتركة إلى مداخل مدينة الحديدة لتحريرها، ما جعلها تلجأ إلى ارتكاب جرائم حرب في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران حولت المرافق الصحية إلى ثكنات ومقرات لاجتماعات قياداتها باعتبارها مواقع محمية من ضربات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وكشف مدير مكتب الصحة بالحديدة الدكتور علي الأهدل لـ"العين الإخبارية" أن المليشيا الحوثية منذ توسعها العسكري خصصت غرفا عسكرية داخل المستشفيات لقياداتها العسكرية، لا سيما تلك الواقعة في المدينة قرب ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن المليشيا حولت "مستشفى 22 مايو" قبل تفخيخه إلى ثكنة عسكرية، كما خزنت الأسلحة في مستشفيات "العلفي" ومركز "الفشل الكلوي" وشيدت المتاريس في مستشفيات "الثورة" و"السلخانة" و"زبيد".
وردا على ما ورد في معلومات وصلت لـ"العين الإخبارية" بتخزين المليشيا أسلحة في الطابق الثاني من مستشفى "العلفي"، أكد الدكتور الأهدل أن المليشيا سبق واستخدمته مخزنا للأسلحة.
وأردف "عندما كنت مسؤولا عن مركز (الفشل الكلوي) داخل مدينة الحديدة كنت أحد من شاهدوا الحوثيين يقتحمون المركز بالقوة ويخزنون عددا من الصواريخ، وهو الأمر الذي جعلنا نغادر الحديدة تحت مخاوف استخدامنا مع المرضى دروعا بشرية".
وأضاف أن المليشيا عزلت كوادر "العلفي" و"العسكري" ودربت عناصر غير مؤهلة علميا للقيام بالعمل الطبي وضمتهم للطواقم الطبية المرتبطة بما يسمى "وزارة الدفاع" الواقعة في العاصمة المختطفة صنعاء.
وتابع قائلا "تلقينا من كوادر طبية العديد من البلاغات تكشف عن ممارسات لا أخلاقية يتعرض لها المرضى داخل مستشفى (العسكري) بعد أن حوله الحوثيون لمركز رئيسي لعلاج جرحاهم، لا سيما بعد تزايدهم في الساحل الغربي".
وذكر المسؤول اليمني أن قذائف وصورايخ مليشيا الحوثي دمرت مستشفى حيس الريفي وأخرجته كليا عن الخدمة، كما استهدفت طاقم الهلال الأحمر الإماراتي الذي تكفل بتأهيله، وقد تسبب ذلك القصف في وفاة عامل بناء متأثرا بإصابته.
ولفت إلى أن صواريخ الحوثي طالت مستشفيات "الدريهمي" و"التحيتا"، إذ لا تزال حتى اللحظة عددا منها معرضة للقنص، ما جعل العاملين بالمستشفيات الريفية يحولون منازلهم كمقرات طارئة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمواطنين، فيما تكفل الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان بتوفير العلاجات الدوائية.
نهب المساعدات الطبية ونقل قادة المليشيا بسيارات المنظمات
ولم تتوقف الجرائم والانتهاكات الحوثية عند ذلك، بل تجاوزت جرائم الحرب إلى مصادرة شحنات الدواء وإرسالها لفرقها الطبية بجبهات القتال، كما أشركت عددا من عناصرها داخل طواقم المنظمات الدولية واستخدمت سيارات وشاحنات المنظمات في تأمين تنقلات قياداتها ونقل الأسلحة من مكان إلى آخر، وفقا للمسؤول اليمني بقطاع الصحة بالحديدة.
وذكر الدكتور الأهدل أن الحوثيين عينوا مشرفين عسكرين بالقوة داخل المستشفيات الحكومية وحرموا المواطنين من الخدمة الطبية، علاوة على إفراغ الصيدليات العامة واستحداث أخرى خاصة بعناصرهم إثر نهب الأدوية من المنظمات الدولية والشركات الدوائية.
مستودعات الأمم المتحدة ثكنات عسكرية
وكشفت تقارير يمنية أن مليشيا الحوثي استحدثت عددا من "المتاريس" الدفاعية داخل مستودعات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في أعقاب انهيار صفوفها في شارع الـ"50" لتكتب صفحة جديدة في سجلها الأسود المزدحم بجرائم الحرب الذي نفذتها بالحديدة.
وخلافا للمرافق الطبية، لجأت مليشيا الحوثي الإرهابية إلى زرع آلاف الألغام في الشوارع الرئيسية بمداخل مدينة الحديدة، ونشر دبابات في الأحياء السكنية الجنوبية والشرقية، ومنع المدنيين من النزوح بهدف استخدامهم دروعا بشرية.