مقاربتي لموضوع جماعة «الإخوان» في اليمن، وغير اليمن، تستدعي التصريح بأمر مهم
مقاربتي لموضوع جماعة «الإخوان» في اليمن، وغير اليمن، تستدعي التصريح بأمر مهم، أنه ما دام بمحض إرادتهم، علّقوا على جباههم عنوان «الإخوان المسلمين» ووفقاً للقاعدة الأصولية، أنه «إذا سلمت بالمقدمات لزمتك النتائج». فمقدمات ذلك أن جماعة «الإخوان» لها صفة الشخصية العامة، بشيوعها والإسلام ملكنا جميعاً، فيحق لنا مساءلتهم على مواقفهم تجاه الأمة، في هذه المرحلة الحرجة بالذات، بعد تمرد ميليشيات «الحوثي» وقوات صالح، على النظام الشرعي وقد كانت جماعة «الإخوان» جزءاً منه، قد استسلمت وخفت صوتها، عجزاً. وظلت مواقفهم متأرجحة في دعم «عاصفة الحزم» رغم أن عدداً من كبار قادتها أعلنوا تأييدهم، وفيما بعد اتضح أنه، مناورة تكتيكية لامتصاص نقمة الناس ضدهم، وقد أشارت مصادر عليمة، أن قوات الجيش الوطني اليمني مدعوماً من قوات التحالف، قد حققت تقدماً عسكرياً كبيراً في مدينة تعز، وكانت على مقربة من تحرير وسط المدينة لولا تخاذل عناصر «الإخوان». إذا كان «الإخوان» في اليمن يعدون الأمر في هذه المرحلة الحرجة عادية، وهم منغمسون في السياسة، ويشاهدون الموقف المخزي في تحالف الحوثيين «أنصار الله» والرئيس المخلوع مع إيران وتوغلهم في علاقات دينية وسياسية، على غير رغبة عامة الزيدية، وهم عشرة ملايين وإخوانهم السنة بخمسة عشر مليون الذين يعدون «الحوثيين» مبتدعة بإدخال الإمامية في المذهب الزيدي الأصيل، ولكن هم مكرهون مثل باقي الشعب اليمني، ومن الأهمية أن نذكر مستوى تقارب «الزيدي» والسُّني، المتمثل في اختيار الإمام الجليل الشوكاني الصنعاني- رحمه الله- ليكون أحد مراجع السنة، وهذا الأمر قد يغيب عن كثيرين من السنة والزيدية.
وعلى إخوان اليمن مسؤولية تاريخية والنأي وأخذ الحياد السلبي، يحسبونه طريقاً للانتظار المؤلم، لمشاهدة من المنتصر وهذا كسر لعصا القياس، ما سيزيد القضية عواراً، بعد أن لا تفرق الجماعة بين مرشد «الإخوان» ومرشد الثورة (ولاية الفقيه) وعندها يسبق السيف العذل. وهل يشرف حزب «الإصلاح» اليمني أن يكون مع «الحوثيين» وعفاش، مطايا الفرس لدخول يمن العروبة!
ولن يشفع لحزب الإصلاح مسوّغاته، شرطاً في تغيير مواقف دول التحالف من الإخوان. سوابق «الإصلاح» في مواقف معروفة كانت خادعة، مثل، عرقلة تحرير عدن ومأرب وحالياً تعز، فالمبادرة مطلوبة، قبل فوات الأوان، وخاصة اليمن الآن تشهد انتصارات لقوات الشرعية.
وكما يقول كيسنجر فإن «الخيانة مسألة تواريخ» فسياسياً لا يمكن لـ«الإخوان» أن ينظروا إلى مصالح الدولة الوطنية من خلال مصلحة الجماعة. حدثت هذه الخيانة للجماعة الأم (إخوان مصر) عشية الاحتفال بثورة مصر في ميدان التحرير، دفعوا شباب ثورة يناير الذين هم أصحابها، خارج المنصة ومنعوا زعيم شباب الثورة من إلقاء كلمته، وأخذها كبيرهم الشيخ القرضاوي من خارج نص الثورة، ومن خارج مصر ليسرق معهم وهج انتصار الثورة. سلوكهم هذا يشبه أنثى طائر الوقواق التي تتحين الفرصة النادرة فتنقض على عش غيرها، وتلقي ببيضة واحدة إلى الخارج وتضع بيضها، وعادة ما تفقس بيضة طائر الوقواق قبل بيضة الطائر الضحية، وعلى سلوك أبيه يبدأ فرخ الوقواق، بدحرجة بيض أو فراخ الطائر الأصلي ويلقي بها إلى الخارج.
فـ«إخوان» اليمن لن يستفيدوا من مثلهم الشعبي: «أشتي لحمي من كبشي، وأشتي كبشي يمشي» فلن يستقيم مسك العصا من الوسط، طرفاها «حوثي» و«عفاشي»، فسوف تنكسر، عندما يتعلق بوسطها بثقله ولاية الفقيه.
* نقلا عن الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة