الجزيرة العربية لن تسمح لإيران بغرس شوكتها في خاصرة العرب (اليمن) عبر مليشيات حوثية تعتمد الأيديولوجيا الإيرانية
الفكرة الأساسية التي ذهبت خلفها كل المساعدات التي تحصل عليها الحكومة الشرعية في اليمن من أصدقائها العرب، والخليجيين على وجه الخصوص، هي فكرة تاريخية وقضية لن تقبل الانقسام أو التراجع، ولن يقبل أي حل سياسي مهما كان إلا عندما يكون هذا الحل ضمانا صريحا وواضحا بأن الجزيرة العربية لن يوجد في خاصرتها مشروع فارسي كذلك الذي نشأ في لبنان قبل أربعة عقود من الزمن.
الجزيرة العربية فيها دول عربية أصيلة تشترك بالتاريخ والجغرافيا وتتنفس ذات الهواء، ولذلك تشعر بالمصير المشترك وهي حساسة لكل ما قد يتسبب في اختلال في التركيبة التاريخية والجغرافية والديمجرافية لهذه المنطقة، قبل عقود من الزمن استطاعت إيران أن تمرر مشروعها في لبنان وتنشئ مليشيا (حزب الله) وذلك في غفلة وتهاون من أصحاب المسؤولية في كثير من البلدان العربية، ولكن لن يتم السماح لها بتكرار ذات التجربة في اليمن.
الخيار الوحيد أمام الأزمة اليمنية وأمام الحزم والإصرار العربي، هو أن تخرج إيران غير مأسوف عليها، فها هي اليوم تضحي بالشعب اليمني من خلال زجه في صراع بين الإخوة، إيران ترسل السلاح تلو السلاح من أجل أن يقتل الأخ أخاه في اليمن
القضية محسومة في هذا الجانب على المستويات الرسمية والشعبية، ولن تقبل المساومة ومهما كانت ردود الأفعال متفاوتة بين بعضها، إلا أن الحقيقة الوحيدة أن صناعة مليشيات جديدة في خاصرة الجزيرة العربية (اليمن السعيد) سوف تشكل خطرا على شعوب المنطقة جميعا وبلا استثناء، لن تسمح شعوب الجزيرة العربية ولا قادتها السياسيون أن يصحوا مستقبلا على مليشيات تهدد أمنهم، وهذا مطلب مشترك لا تتخلف عنه شعوب المنطقة ولا حتى قياداتها.
الجزيرة العربية لن تسمح لإيران بغرس شوكتها في خاصرة العرب (اليمن) عبر مليشيات حوثية تعتمد الأيديولوجيا الإيرانية، ومهما كانت المواقف الدولية فما سوف يتم هو أن اليمن سيظل خطا أحمر أمام اختراقه بهذه الطريقة التي تعمل إيران على تنفيذها، هذا تأثير بعيد سوف يطال اليمن نفسه الذي سوف تعمل إيران عبر مليشياتها الحزبية على إثارة الفتنة فيه وتقسيم تاريخية الطويل وفق أجندة إيرانية سوف تستخدم اليمن لإيذاء جيران اليمن.
الخيار الوحيد أمام الأزمة اليمنية وأمام الحزم والإصرار العربي، هو أن تخرج إيران غير مأسوف عليها، فها هي اليوم تضحي بالشعب اليمني من خلال زجه في صراع بين الإخوة، إيران ترسل السلاح تلو السلاح من أجل أن يقتل الأخ أخاه في اليمن تحت مفاهيم عنصرية تعمل إيران على زرعها في أرض اليمن الطاهرة، التي عرفت عبر التاريخ مفاهيم الأخوة بين شعبها الأصيل.
ليس هناك خيار آخر عندما يكون التاريخ حاضرا والمصلحة الوطنية والاستراتيجية هي الأساس في رؤية دول التحالف، وهذا يعني أن الأزمة اليمنية هي من صنع إيران وبسببها، ولذلك فلا خيار عن إزالة المتسبب والصانع من المشهد السياسي في اليمن، إيران بنظامها الفارسي ترسل الصواريخ للحوثيين لكي يؤذوا إخوانهم من اليمنيين وجيرانهم من العرب، هذا الخيار لن يكون مقبولا ولن تتوقف الحرب بكل وضوح ما دام هناك خطر إيراني يهدد الأمن القومي والاستراتيجي لخاصرة الجزيرة العربية، هذه هي الرسالة النهائية لحل الأزمة في اليمن بغض النظر عن طرق الحلول سواء كانت عسكرية أو سياسية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة