"تايمز": الشباب التركي سيواجه استبداد أردوغان
مع استمرار الانتقادات الدولية لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القمعية يظل الأمل في الشباب لمنع انحدار البلاد إلى هوة الاستبداد
مع استمرار الانتقادات الدولية لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القمعية، ومحاولاته تشديد قبضته على السلطة، يظل الأمل في الشباب لمنع انحدار البلاد إلى هوة الحكم الأوتوقراطي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية على موقعها الإلكتروني، بعنوان "الشباب التركي سيقف ضد انحدار أردوغان إلى الحكم الأوتوقراطي"، التقت مراسلة الصحيفة هانا لوسيندا سميث في إسطنبول عددا من الشباب قبل أسابيع من انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تمهد لصلاحيات واسعة لأردوغان.
وقال أحد الشباب واسمه ييغيت كان كاران (21 عاما)، إنه يدرس النظام القانوني الذي يعاني من الانهيار، ولكنه يأمل في المستقبل رغم أنه لا يستطيع أن يتذكر تركيا قبل أردوغان.
وأضاف كاران وهو طالب في السنة الأولى بكلية القانون بجامعة مرمرة "كان حلمي أن أكون محامياً تجارياً، لكنني أدركت هذا العام أنني أريد أن أكون محاميا في مجال حقوق الإنسان، الوضع صعب ولكن ربما يمكننا تغييره بعد أردوغان، وتحسين نظامنا القانوني من الداخل".
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي ستعقد في 24 يونيو/حزيران المقبل، ستقود إلى إصلاحات دستورية تلغي نظام الديمقراطية البرلمانية الذي خلفه كمال أتاتورك، الأب المؤسس لتركيا، منذ قرن تقريبًا.
وبدلا من هذا النظام، سيحكم تركيا رئيس يمتلك صلاحيات تنفيذية وسلطة منفردة للتوقيع على قوانين جديدة، واختيار مجلس الوزراء وحل البرلمان، وهذا النظام الجديد هو من بنات أفكار أردوغان، ويخشى معارضوه أنه سوف يستخدمه في ترسيخ سلطته الاستبدادية المتصاعدة.
في المقابل، تعهد جميع المرشحين الرئيسيين الثلاثة الذين ينافسون أردوغان على الرئاسيات؛ محرم إينجه، وميرال أكشينار ذات التوجه القومي، والمرشح الكردي صلاح الدين دميرتاش، بالتخلي عن النظام حالة فوزهم، ووضع دستور آخر يعتمد مرة أخرى على الحكم البرلماني.
ورجحت الصحيفة أنه في ظل حالة الاستقطاب العميق وانقسام الآراء، وترنح الليرة التركية جراء فرض أردوغان هيمنته المتكررة على البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة، ربما تشهد الانتخابات منافسة شرسة.
ومع أجواء الشك السياسي، يسود انقسام في استطلاعات الرأي بشأن ما إذا كان أردوغان يستطيع الفوز بالرئاسة في الجولة الأولى، أو أنه سيضطر لخوض جولة ثانية، وإذا كان يجب أن يتحد مرشحو المعارضة وراء مرشح واحد.
بدوره عمر فاروق إر (21 عاما)، وهو طالب آخر في مرمرة "في المدرسة يعلموننا كيف يجب أن يكون النظام، على نحو مثالي. روح الدستور".
وأضاف "نتعرف على النظام الجديد من الإنترنت. إنه أمر جيد لتعليمنا - نحن نتعلم كيف لا ينبغي أن يكون النظام، وكيف ينبغي أن يكون".
ووفقا للصحيفة، ليست الشكوك حول الدستور هي المشكلة الوحيدة التي يواجهها النظام القانوني في تركيا، حيث تعرض الجهاز القضائي لقمع أردوغان، بعد استبعاد أكثر من 4 آلاف قاضٍ ومدعٍ عامًا، أي 25 من إجمالي عددهم، منذ محاولة الانقلاب في يوليو/تموز 2016.
كما تجاوزت السجون قدرتها الاستيعابية بنحو 232 ألف شخص متهمين بالارتباط بجماعة الداعية المنفي بأمريكا فتح الله كولن، ولا يزال عديد منهم ينتظرون اتهامات رسمية.
وأوضحت الصحيفة أن أصوات الشباب الأتراك، ستكون حاسمة في هذه الانتخابات، حيث من المتوقع أن يصوت 1.5 مليون شاب للمرة الأولى، لكن مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب إلى أكثر من 20%، يهجر العشرات من الشباب الأتراك المتعلم بلدهم للبحث عن عمل في الخارج.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg
جزيرة ام اند امز