"صفر ميل".. فيلم يرصد معاناة الصيادين بغزة
الفيلم يتضمن مقابلات مع الصيادين لعرض جزء مما يواجهونه من رحلة الخطر اليومي بفعل ملاحقتهم من الزوارق البحرية الإسرائيلية.
أطلق مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين، الثلاثاء، فيلماً قصيراً بعنوان "صفر ميل" يسلط الضوء على معاناة الصيادين جراء الاعتداءات الإسرائيلية في بحر قطاع غزة.
وعلى مقربة من مرفأ الصيادين في غزة، نظم مركز الميزان لحقوق الإنسان فعالية إطلاق الفيلم، وعرض صوراً للصيادين وفيديو قصيراً عن معاناتهم، لرفع الوعي إزاء تداعيات القيود الإسرائيلية المفروضة على حق الصيادين الفلسطينيين في العمل، وفي مستوى معيشي لائق.
وعُقدت الفعالية بدعم من الاتحاد الأوروبي، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، وبحضور وفد من الاتحاد الأوروبي ونقابة الصيادين.
وتضمن الفيلم مقابلات مع الصيادين، تعرض جانباً مما يواجهونه من رحلة الخطر اليومي التي يعيشونها بفعل ملاحقتهم من الزوارق البحرية الإسرائيلية.
وفي كلمته خلال الفعالية، طالب سمير زقوت، نائب مدير مركز الميزان، السلطات الإسرائيلية بالكف عن فرض قيود تعسفية على حركة الصيادين، ووقف الاعتقالات التعسفية، والاستخدام غير المشروع للنيران الحية، والامتناع فوراً عن الاستيلاء على معدات وقوارب الصيد وإتلافها وتدميرها.
وأضاف: "يجب على المجتمع الدولي توفير الحماية للصيادين، وتمكينهم من العمل بحرية، من أجل مصلحتهم الاقتصادية ومصلحة الاقتصاد الفلسطيني".
بدوره، قال توماس نيكلاسون، القائم بأعمال ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس: "في هذا اليوم، نذكر أنفسنا والعالم بأن غزة لا تزال تعيش تحت الإغلاق التام، وما زالت تعاني من الانتهاكات المستمرة على حقوق الإنسان".
وأشار إلى معاناة غزة خلال السنوات الطويلة من الإغلاق، قائلاً: "يعاني سكان غزة بشكل يومي من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وقد ساهم هذا الوضع في زيادة معدلات الفقر والفقر المدقع في قطاع غزة".
ونبه إلى أن الفقر يحرم الفلسطينيين في غزة من الوصول إلى حقوق الإنسان الأساسية والعيش بكرامة، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزماً بدعم الفلسطينيين في غزة حتى يتم احترام حقوقهم الإنسانية.
وشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي لإعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، ومواصلة بناء الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل، كجزء من حل الدولتين على أساس معايير معروفة.
وأظهرت أرقام نشرها مركز الميزان الحقوقي خلال الفعالية أنه منذ عام 2015 وحتى 20 أغسطس/آب 2019، قتل الاحتلال الإسرائيلي 5 صيادين وأصاب 105 آخرين واعتقل 374 صياداً، بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال على خلع ملابسهم والسباحة من مركبهم، للوصول إلى الزورق الحربي.
وأكد التقرير أنه تم الاعتداء على الصيادين جسدياً، وتوجيه إهانات لفظية بحقهم خلال التحقيق معهم في ميناء أسدود، كما استولت القوات الإسرائيلية على 113 مركباً مع معداتها خلال هذه الفترة، وتم تقطيع شباك الصيد وتخريب مراكب وأدوات الصيد 55 مرة.
وأكد التقرير أن مهنة الصيد في قطاع غزة شهدت تدهوراً متسارعاً في السنوات الأخيرة، وتراجعت أوضاع الصيادين وأسرهم الاقتصادية والاجتماعية بشكل خطير أفضى إلى إفقارهم، بحيث أمسوا أكثر الفئات ضعفاً وحاجة للحماية.
وأضاف: "لا يقتصر الفقر هنا على المفهوم التقليدي الذي يقيس الفقر بالافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، بل تجاوزه إلى المفهوم الشامل الذي يشمل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وانحسار فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية، إضافة إلى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع وانعدام فرص المشاركة في اتخاذ القرارات".
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA=
جزيرة ام اند امز