راشد العريمي
كاتب اماراتي
كاتب اماراتي
على الرغم من المكابرة الفارغة والصراخ الذي يحفل به خطابها السياسي والإعلامي، فإن معالم البؤس تبدو جلية على حكومة قطر بعد شهر ونصف من المقاطعة العربية لها
في مواجهة مطالب الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، ومن ورائها دول عربية أخرى قريبة من اتخاذ الموقف ذاته تذرعت قطر بـ"السيادة"
قطعت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين صباح الاثنين الخامس من يونيو علاقاتها مع قطر، وكان القرار الحازم مصحوباً بإجراءات موجعة من بينها إغلاق الحدود والأجواء والمياه الإقليمية أمام قطر
ستكون الإجراءات الخليجية سريعة وحازمة، ولا يُستبعد تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي وفي الجامعة العربية، بعد أن أصبح دورها داخل البيت الخليجي والبيت العربي تخريبياً
نعرف أن قطر ستلجأ كعادتها إلى الصمت أو الإنكار، وستنفي عقد مثل هذا اللقاء، لكن ما لا يعرفه صانعو السياسة القطرية أنه لا أسرار في عالم اليوم
على المرء أن يتسلح بكثير من السذاجة، بل بكثير من التغابي، ليصدق ما أعلنته قطر من أن التصريحات التي بثتها وكالة الأنباء الرسمية للدولة كانت نتيجة قرصنة إلكترونية طالت إلى جانب موقع الوكالة حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي التي بثت التصريحات ذاتها.
من السمات التي أصبحت ملازمة للمنطقة العربية في السنوات الأخيرة، تسارع الأحداث وتواليها إلى الحد الذي يجعل ملاحقتها أمراً مجهداً للمتابع والمراقب على حد سواء
ليس ثمة خلاف على أن المنطقة العربية تعيش أخطر مراحلها ربما منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990
من الأمور المسلّم بها والمتفق عليها أن الثقافة من بين أهم الأسلحة القادرة على تحجيم خطر الإرهاب، وتقليل الخسائر الهائلة التي تلحق بالدول العربية والإسلامية مع الانتشار الوبائي للأفكار المتشددة التي تلاقي بيئة اجتماعية واقتصادية وسياسية توفر حاضنة اجتماعية