محيط الأقصى يتحول لثكنة عسكرية إسرائيلية
حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، بنشرها مئات الجنود في البلدة
حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، بنشرها مئات الجنود في البلدة، وتعزيز الحواجز العسكرية المنتشرة في البلدة وبين أزقتها، لتقليص وصول الفلسطينيين للمسجد الأقصى خلال الأيام الحالية التي تشهد اقتحامات كبيرة من مئات المستوطنين إحياءً لعيد الفصح اليهودي.
إجراءات الاحتلال العسكرية والأمنية المشددة في المسجد الأقصى ومحيطه انعكست على الوجود الفلسطيني في الأقصى، وفق المسؤولين الفلسطينيين، الذين أشاروا إلى دور تلك الإجراءات في تراجع كبير في أعداد الفلسطينيين المتواجدين في الأقصى للدفاع عنه.
وكانت قرارات اعتقال المقدسيين وإبعاد الفلسطينيين عموماً عن المسجد الأقصى أبرز تلك الإجراءات التي بدأ الاحتلال اتخاذها منذ عدة أشهر، وارتفعت وتيرتها من مطلع الشهر الجاري، لتأمين حركة اقتحامات المستوطنين للأقصى خلال عيد الفصح.
ويقول مسؤولون فلسطينيون، إن الدفاع عن المسجد الأقصى أمام هجمات المستوطنين المتطرفين، بات يقتصر على عدة مئات، يتوزعون على ساعات النهار، بينما كان في مثل هذه الأيام من العام الماضي، يتواجد آلاف الفلسطينيين في ساحات الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم داخل الأقصى.
واقتحم منذ ساعات الصباح أكثر من 180 مستوطناً متطرفاً الأقصى، بحراسة مشددة وفرتها قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال، بحسب مدير الأقصى الشيخ عمر كسواني.
وأوضح كسواني لبوابة "العين" أن عددا من الحاخامات المتطرفين تقدموا مجموعات المستوطنين، وقدموا شروحات حول مزاعم ملكية اليهود للمسجد الأقصى، مشيراً إلى تصدي حراس الأقصى وسدنته وطلبة العلم الشرعي وعموم المصلين للمستوطنين بهتافات التكبير.
ولليوم السادس من أيام عيد الفصح يقتحم الأقصى مئات المستوطنين يومياً تلبيةً لدعوة أطلقتها 22 منظمة صهيونية، للإسرائيليين لإحياء العيد في الأماكن المقدسة، خصوصاً المسجد الأقصى.
واعتبر مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين، أن اقتحامات المستوطنين عبارة عن استفزازات واعتداءات واضحة موجهة ضد قدسية وحرمة المسجد الأقصى، وتأتي استجابة لدعوات الاقتحامات الجماعية التي بدأت قبل حلول الأعياد اليهودية.
وحذر مفتي فلسطين خلال تواجده في الأقصى منذ ساعات الصباح، من خطورة هذه الاقتحامات، وحمّل سلطات الاحتلال كافة عواقب وتداعيات هذه الاقتحامات والتدنيس المتواصل للمسجد الأقصى، في ظل تقديمها كل الحماية لهم.
ثكنة عسكرية
وأضاف، أن كل من يدخل المسجد الأقصى يلاحظ أنه تحول لثكنة عسكرية، بسبب التواجد الكثيف لأعضاء وأفراد الأمن الإسرائيلي على اختلاف مسمياتهم.
الناشط المقدسي فخري أبو دياب رئيس لجنة حي سلوان المجاور للمسجد الأقصى، يروي حلقات المعاناة التي كابدها للوصول إلى الأقصى اليوم وغيره من أبناء الحي الملاصق للمسجد، بقوله: اضطررت لقطع أكثر من ثلاثة كيلومتر خلال ساعتين ونصف الساعة للوصول إلى الأقصى البعيد 300 متر فقط عن منزلي، ولا يحتاج للوصول إليه في الوقت الطبيعي أكثر من 5 دقائق.
ويضيف أبو دياب لبوابة "العين"، الاحتلال حوّل القدس إلى منطقة عسكرية مغلقة، وحول البلدة القديمة وسط القدس إلى ثكنة عسكرية، ينتشر في طرقاتها مئات الجنود، ويقطع بينها الحواجز العسكرية، فيما تحلق الطائرات العسكرية في سماء البلدة القديمة على مدار الساعة منذ بدء عيد الفصح اليهودي.
ويشير إلى الحالة الأمنية التي تفرضها قوات الاحتلال في البلدة القديمة من خلال تدقيق تفتيش الفلسطينيين المارين من البلدة للوصول إلى الأقصى، حيث يتعرضون لتفتش دقيق، يتخلله إهانات وإذلال متعمد ضد الفلسطينيين، كل ذلك من أجل توفير الأمن والراحة للمستوطنين.
ويلفت أبو دياب إلى أن تلك الإجراءات حققت هدفها المتمثل في تقليص الحضور الفلسطيني للمسجد الأقصى خلال فترات أعياد اليهود، وهو ما يقلق الناشط المقدسي ويحذر من استغلال الاحتلال والمستوطنين ضعف الحضور لتكثيف اعتداءاتهم بحق الأقصى.