الإسراء والمعراج.. الأقصى يشكو تأثيرات الإبعاد والتحقيق
في ذكرى الإسراء والمعراج يشكو المسجد الاقصى من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
قضى الشيخ ناجح بكيرات طوال ساعات النهار في أقبية التحقيق بسجن المسكوبية بدلًا من أن يقضيه في أروقة المسجد الأقصى احتفالًا بذكرى الإسراء والمعراج التي اعتاد إحياء طقوسها في مثل هذا اليوم من كل عام داخله قبل أن يبعد عنه قبل 3 أشهر بقرار إسرائيلي.
في طريق عودته من سجن المسكوبية عرج بكيرات، إلى أقرب الشوارع المطلة على المسجد الأقصى، "هنا رأيت آلاف الأطفال والنساء والرجال يتوافدون للمسجد للصلاة فيه وإحياء ذكرى صاحب المسرى".
"استعدت تفاصيل الإسراء بالرسول محمد صلى الله وسلم إلى الأقصى، والعروج به من المسجد الواقع بين براثن الاحتلال الصهيوني إلى السماء" يقول بكيرات لبوابة "العين" الإخبارية، مضيفًا: "أتوقف هنا وأبدأ بعقد مقارنة بين تفاصيل الرحلة النبوية المعجزة وبين حال الأقصى اليوم".
"إنه يبكي من مصيره .. ويبكي حال المسلمين المستضعفين حوله، ويشكو عربدة الاحتلال الصهيوني عليه وعلى رواده"، يقول بكيرات المبعد عن الأقصى للشهر الثالث على التوالي.
وأبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 100 فلسطيني، معظمهم من مدينة القدس عن المسجد الأقصى، في إجراء شرعته قبل نحو 5 أشهر في محاولة لمنع الفلسطينيين من التدفق للأقصى للتصدي لممارسات المستوطنين المتطرفين وسلطات الاحتلال داخل الأقصى وفي محيطه.
وتتخذ سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات أمنية وعسكرية مشددة لتقييد دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى الواقع وسط البلدة القديمة في القدس المحتلة، منها قرارات الإبعاد عن الأقصى، والاعتقال، وسحب الهوية، ومنع الشباب من دخوله في أوقات كثيرة، بينما تسمح للمستوطنين باقتحامه يوميًّا عدا الجمعة والسبت من كل أسبوع.
لكن تلك الإجراءات لم تمنع إدارة المسجد الأقصى التابعة لمديرية أوقاف القدس الاسلامية، من إقامة الاحتفالات داخل الأقصى لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، بحسب مدير الأقصى عمر الكسواني.
لم تأبه إدارة الأقصى بإجراءات الاحتلال، وأقامت احتفالين كبيرين لإحياء الإسراء والمعراج، أحدهما لتكريم آلاف الأطفال من حفظة القرآن الكريم.. لكن ما يزعج المسؤولين الفلسطينيين "فتح الأقصى أمام آلاف المستوطنين المتطرفين في الأعياد اليهودية، بينما يقيد دخول المسلمين إليه في مناسباتهم الدينية"، يقول الكسواني.
ويضيف مدير الأقصى لبوابة "العين" الإخبارية، أكثر من 10 آلاف زحفوا للأقصى منذ مساء أمس، وباتوا يحيون فيه ليلة الإسراء والمعراج، ويستلهمون فيه عبر الإسراء والمعراج، ويجددون فيه العهد لصاحب الذكرى بأن لا يتركوا الأقصى يواجه الاحتلال وحيدًا.
إلا أن الاحتلال لا يترك مناسبة للفلسطينيين دون أن يعكر صفو احتفالاتهم الدينية والوطنية، فعمل منذ ساعات صباح اليوم على منع فرق الكشافة من الدخول للمسجد الأقصى لإحياء الإسراء والمعراج، ومنع تلك الفرق من التجوال في شوارع القدس لإحياء ذكرى ترتبط بذاكرة مدينتهم.
تنغيص الاحتلال على الفلسطينيين ومحاولة إفساد طقوس ذلك اليوم، هي رسالة للعالم أجمع برأي الكسواني "تشكو إجراءات الاحتلال وممارساته الظالمة بحق الأقصى".. مهما اشتدت تلك الإجراءات فإنها لن تجفف منابع المرابطين فيه للدفاع عن الأقصى بحسب بكيرات.
aXA6IDMuMTQ3Ljc2LjE4MyA= جزيرة ام اند امز