الاعتقالات بالضفة .. محاولات لخلط الأوراق وإجهاض الانتفاضة
خبراء يرون أن حملة الاعتقالات الإسرائيلية المستمرة في الضفة والقدس، تأتي في سياقات مدروسة وضمن محاولات إجهاض الانتفاضة وخلط الأوراق.
يرى خبراء فلسطينيون، أن حملة الاعتقالات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية والقدس، لا سيما ضد كوادر بارزة من حركة "حماس" تأتي في سياقات مدروسة وضمن محاولات إجهاض الانتفاضة وخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية.
وقال المحلل السياسي الدكتور أحمد عوض، إن حملة الاعتقالات الإسرائيلية مستمرة ومتصاعدة في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، معتبراً أن استهداف قيادات وكوادر بارزة من حركة "حماس" على وجه الخصوص له علاقة بالقضاء على أية بنية تنظيمية لها، ومحاولة لخبطة الأوراق في الساحة الفلسطينية.
واعتقلت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، 13 فلسطينيا، بينهم قياديان بارزان من حماس هما وزير الأسرى الأسبق وصفي قبها، ورأفت ناصيف، بعد يوم من اعتقال البرلماني عبد الجابر فقهاء وهو أيضا قيادي من حماس.
وأوضح عوض، في حديثه لبوابة "العين"، أن إسرائيل تعتقل بحجة الدواعي الأمنية أو إحباط العمليات وملاحقة الأموال، دون إغفال الجوانب السياسية لمنع نهوض البنى التنظيمية لحركة حماس التي أخذت بالظهور وكان من دلالاتها فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت للعام الثاني على التوالي.
وخلال الأسابيع الأخيرة كثفت قوات الاحتلال اعتقالاتها في الضفة الغربية مركزة على طلبة حماس وكوادر منها، كان أبرزهم القيادي نزيه أبو عون، فيما يخضع قادة آخرون للاعتقال منذ فترات طويلة.
اعتقالات مدروسة
ويرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن هذه اعتقالات مدروسة من قبل الاحتلال، "تهدف لإجهاض نهضة المقاومة في الضفة وضرب بعض القيادات الفاعلة وإحباط انتفاضة القدس وقتل روح التحدي في الشارع الفلسطيني".
واندلعت الانتفاضة الحالية مطلع أكتوبر الماضي بعد ازدياد وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني عليه، فيما قتل خلالها نخو 208 فلسطينيين مقابل مقتل 34 إسرائيليا.
وذهب المدهون في حديثه لبوابة "العين" إلى أن هذه الاعتقالات تريد "تغييب وجوه لهم أثر واضح في إعادة ترتيب حركة حماس أو على الأقل إعادة صياغة معادلة القوة داخل مناطق الضفة".
ما بعد عباس
وقال: "يبدو هناك ترتيبات متسارعة لتهيئة الظروف لما بعد الرئيس (محمود) عباس، والاحتلال يسعى لتفريغ صوت العقل والحكمة والقوة ويخلي الساحة".
وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مرحلة ما بعد عباس (81 عامًا) في ظل انسداد الأفق السياسي الفلسطيني ووسط أنباء أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
واستبعد المدهون نجاح الاعتقالات في احتواء الانتفاضة، متوقعا أن تعمل على تحفيزها.
ورأى أن هذه الاعتقالات "ستفرز قادة مقاومين ميدانيين في الضفة يمكنهم اتخاذ قرارات واسعة خصوصا أننا أمام حالة تطرف إسرائيلي وانفلات للمستوطنين، مما سيستوجب ردود فعل واسعة في ظل فوضى واضطراب الحالة السياسية في المقاطعة".
وشن الشبان الفلسطينيون عشرات العمليات الفدائية التي غلب عليها الطابع الفردي خلال الأشهر السبعة الماضية ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين.
محاولة يائسة
حركة حماس من جهتها، اعتبرت على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، أن الاعتقالات في صفوف قياداتها وأنصارها في الضفة الليلة الماضية "محاولة يائسة لإجهاض الانتفاضة".
وقال أبو زهري في بيان تلقت بوابة "العين" نسخةً منه إن هذه الاعتقالات "لن تفلح في تحقيق أهدافها، وأن المقاومة ستستمر رغم كل التحديات"".
ورأى أن هذه الاعتقالات وغيرها من الجرائم الإسرائيلية "تدلل على كذب الاحتلال في ادعاءات السلام، وأنه عدو حقيقي لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية".
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز