المركزي التركي يرضخ لأردوغان ويفزع المستثمرين بأكبر خفض للفائدة
المركزي التركي يرضخ لضغوط أردوغان ويخفض سعر الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات ونصف السنة.
خفّض البنك المركزي التركي، الخميس، سعر الفائدة من 24% إلى 19.75%، وهو أكبر خفض لأسعار الفائدة منذ عام 2002.
جاء ذلك بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، اليوم، بحسب بيان صادر عن البنك عقب انتهاء اجتماع شهر يوليو/تموز الذي عقدته لجنة السياسات المالية.
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة اليوم إلى أن هذه المرة الأولى التي يخفض فيها البنك معدل الفائدة منذ 4 سنوات ونصف السنة.
وذكر أن معدل خفض الفائدة بلغ 4.25 نقطة؛ مشيرا إلى سعر الفائدة الذي تم خفضه، اليوم، كان قد تم إقراره في 25 فبراير/شباط 2015.
وفي تعليق على القرار، اعتبرت وكالة "بلومبرج" أن محافظ البنك المركزي التركي الجديد، مراد أويسال فاجأ الأسواق بتنفيذ أكبر خفض لسعر الفائدة منذ التحول إلى استهداف التضخم في عام 2002؛ ما جعل مصداقيته مع المستثمرين على المحك من خلال السعي لإرضاء رغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في خفض تكاليف الاقتراض.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الخميس، قالت إنه بعد مرور أقل من 3 أسابيع على تنصيبه من قبل أردوغان، أشرف مراد أويسال على خفض بنسبة 425 نقطة أساس في سعر الفائدة الرئيسي في تركيا؛ حيث خفضتها لجنة السياسة النقدية في البلاد إلى 19.75٪ الخميس.
وأشارت إلى أن هذا أول خفض منذ عام 2016، وجاء بعد انقسام الاقتصاديين حول إلى أي مدى سيذهب البنك المركزي، مع متوسط 34 توقعها عند 21.5٪، فيما توقع محلل واحد انخفاضا أكثر من 350 نقطة أساس.
ولفتت إلى أن تغيير الاتجاه الحاد نحو تخفيف القيود النقدية ينطوي على خطر تخويف المستثمرين الذين يشعرون بالقلق من التضخم سعياً وراء نظرية أردوغان غير التقليدية التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة بدلاً من كبح نمو الأسعار.
وأقال الرئيس أردوغان المحافظ السابق مراد جتينقايا لإخفاقه في اتخاذ إجراءات، ليترك أويسال أمام تحد يتمثل في كيفية التغلب على المطالب المتضاربة للرئاسة والأسواق.
في السياق، قال تيموثي آش، الخبير الاستراتيجي في مؤسسة "بلوباي لإدارة الأصول" ومقرها لندن، في رسالة بالبريد الإلكتروني قبل اتخاذ القرار: "إن خطة اللعبة هي تخفيض الأسعار الفائدة قدر المستطاع، أو بالأحرى بقدر ما يسمح السوق لهم بالإفلات بهذه الفعلة".
وأضاف: "تم تعيين أويسال على افتراض أنه لا يزال أو كان يتبع السيناريو الرئاسي، وهو خفض معدلات الفائدة".
ويبدو أن محافظ البنك المركزي الجديد مراد أويسال قد أخضع قرارات البنك لرغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعرف بعدائه لأسعار الفائدة المرتفعة، التي يقول إنها تزيد التضخم، على النقيض من الفكر الاقتصادي التقليدي.
في السادس من يوليو/تموز الجاري، أظهر مرسوم رئاسي نشر بالجريدة الرسمية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرر عزل مراد جتينقايا من منصبه كمحافظ للبنك المركزي، وعين نائبه مراد أويسال بدلا منه، على خلفية أحدث تقرير صدر عن معهد الإحصاء التركي، يوضح انكماش الاقتصاد 2.6% في الربع الأول من العام الجاري.
قالت 3 مصادر مطلعة لرويترز، الشهر الجاري، إن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إقالة محافظ البنك المركزي مراد جتينقايا تم التعجيل به عندما قاوم جتينقايا طلبات في يونيو/حزيران لخفض للفائدة بمقدار 300 نقطة أساس.