محلل عراقي لـ"العين": مقاومة شديدة في الفلوجة رغم الأزمة الإنسانية
الدكتور عبدالمطلب النقيب، أستاذ العلاقات الدولية العراقي، يؤكد أن أهالي الفلوجة يقاومون تنظيم داعش رغم الأزمة الإنسانية في المدينة
قال الدكتور عبدالمطلب النقيب، أستاذ العلاقات الدولية العراقي، إن هناك مقاومة كبيرة في مداخل مدينة الفلوجة، وخاصة في حي الشهداء الذي يتمركز حوله الحشد الشعبي بكافة أسلحته وكذلك قوات مكافحة الإرهاب.
وأضاف النقيب في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية أنه "كانت الخطة الموضوعة أن تدخل هذه القوات من حي الشهداء، ولكن التنظيمات الإرهابية المتواجدة بالمدينة قامت بعمل مصدّات قوية وحفرت أنفاقا جعلت مهمة اقتحام المدينة تفشل حتى الآن".
وأضاف النقيب أن "هناك نقطة جوهرية تتمثل فيما حدث بالجرما، القضاء الذي يبعد عن حدود الفلوجة بحوالي 25 كيلومترا، من نسْف المساجد ونهب الأموال وقتل عدد ليس بقليل من الشباب العراقي، أدى إلى أن يقوم الرجال والشباب في الفلوجة بتنظيم وحدات دفاع شعبية مستقلة لحماية المدنيين سواء من الحشد الشعبي أو تنظيم داعش الإرهابي، وهذا خلق حالة جديدة للمقاومة من داخل مدينة الفلوجة".
وأرجع النقيب عدم تنسيق القوات الشعبية المتمركزة داخل مدينة الفلوجة مع الجيش العراقي إلى الحصار الكامل الذي تشهده المدينة من قبل الحشد الشعبي من الخارج، ومخاطر تنظيم داعش الإرهابي من الداخل.
وأشار إلى أن عددا من العائلات حينما حاولوا الخروج من الجرما في وقت سابق، فقامت عناصر الحشد الشعبي بالتضييق على النساء والشباب، ما جعل شباب الفلوجة يرفضون المغادرة حتى لا يتم إلقاء القبض عليهم بدعوى أنهم ضمن عناصر تنظيم داعش، ويتم إعدامهم.
وتوقع النقيب، أن تستمر معركة تحرير الفلوجة لفطرة طويلة، حيث كان من المتوقع أن يسيطر الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب على المدينة من خلال حي الشهداء، إلا أن هذا الحي شهد هجوما معاكسا وصد الهجمات التي قامت بها القوات من قبل عناصر تنظيم داعش، ما أدى إلى سقوط شهداء من الجيش العراقي.
وقال النقيب "إن هذا يجعلها معركة صعبة جدا بسبب وجود أكثر من 60 ألف مدني تحت الحصار معرضين لقصف الراجمات والطائرات والمدفعية"، مشيرا إلى أن المعركة لن تنتهي في الفترة التي أُعلن عنها عند بداية تحرير الفلوجة وهي أسبوع.
وأوضح أن الأهمية الاستراتيجية للفلوجة تتمثل في أنها تتواصل مع المدن الأخرى إلى "هيت"، وهذا التواصل في غرب دجلة إلى المناطق والأقضية الأخرى التي تحت سيطرة داعش.
وقال إن "التنظيم الإرهابي قام مؤخرا بهجمات جديدة ضد مدينة "هيت" التي سيطر عليها الجيش العراقي من قبل، وسيطر على بعض الأحياء داخل المدينة".
وأضاف أن "الفلوجة تعتبر من أهم المناطق الاستراتيجية لأنها لا تبعد سوى 50 كيلومترا عن العاصمة العراقية بغداد، كما أن المدينة لها رمزية عند الشعب العراقي لأن القوات الأمريكية حاولت دخولها مرتين ولم تستطع السيطرة عليها، وكبّدتها المقاومة العراقية حينها خسائر بشرية هائلة".
وشدد على أن تنظيم داعش الإرهابي يرفض دخول المدنيين من الفلوجة، ولكن هناك أنباء تأتي من داخل المدينة تشير إلى السكان ينتقلون من منطقة إلى أخرى بداخلها أثناء تعرض المدينة للقصف سواء كان جويا أو عن طريق الراجمات والمدفعية، حيث إن المدينة تمتد على مساحات واسعة ومسطحة، ولهذا فإن حركة المدنيين في المدينة غير مقيدة باستثناء خلال القصف العشوائي للمدفعية بسبب عدم وجود إحداثيات دقيقة للمدينة.
وعن احتمالية حدوث أزمة إنسانية في الفلوجة، قال النقيب: "المدينة تمر بأزمة إنسانية منذ فترة طويلة، والحصار المفروض الآن عليها جعلها تزداد، خاصة النساء والطفال والجرحى، وهناك أمور كثيرة يعاني منها المدنيون في الفلوجة مثل نقص الأدوية والغذاء".
وأضاف أن "تنظيم داعش الإرهابي لا يهتم بهذه الأمور، ولكنه يزيد من معاناتهم"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا تستطيع توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة ويوجد 5 آلاف أسرة محاصرة داخل المدينة لا يستطيعون الوصول إلى المخيمات الموجودة على حدود المدينة.
aXA6IDMuMTQwLjE5NS4yMDUg جزيرة ام اند امز