رقائق خشبية في أعماق المحيط عمرها 19 مليون عام

البحث يقدم أول دليل على الإطلاق على أن الأشجار قد تسافر آلاف الأميال من منازلها الجبلية لتستقر عبر مصبات الأنهار والبحار والمحيطات
الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة والأعاصير والعواصف الموسمية هي المسؤولة عن نقل كميات ضخمة من الخشب أعماق المحيط قبل 19 مليون عام، وفقا لعلماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية.
ويُظهر البحث المنشور في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في 21 أكتوبر الجاري أول دليل على الإطلاق على أن الأشجار قد تسافر آلاف الأميال من منازلها الجبلية عبر مصبات الأنهار والرواسب الشاسعة الممتدة تحت سطح البحار لتستقر في أعماق المحيطات.
وقام فريق البحث بفحص العينات الأساسية المأخوذة من قاع المحيط على بعد أكثر من ألف ميل من شواطئ بنجلاديش، في خليج البنغال، التي تم الحصول عليها بواسطة سفينة الأبحاث R / V Joides Resolution التي تديرها الولايات المتحدة، وتعد جزءا من البرنامج الدولي لاستكشاف المحيطات.
وقامت السفينة بتمديد آلية حفر على بعد أكثر من ميلين من سطح المحيط إلى قاع الأرض وحفر أكثر من نصف ميل أسفل في الرواسب.
ثم قام الفريق بنقل العينات إلى المختبر، وحللوا العينات الأساسية الناتجة عن عملية الحفر، واكتشفوا رقائق الخشب في الطبقات الرملية في أعماق المحيط يعود تاريخها إلى 19 مليون سنة.
وأظهر تحليلهم أن الأخشاب في معظم الطبقات تأتي من مصادر الأراضي المنخفضة، لكن طبقة واحدة تحتوي على خشب من أشجار الجبال.
وقالت سارة فيكينز الباحثة الرئيسية بالدراسة: "لقد وجدنا قطعا صافية من الصنوبريات، وتنمو هذه الأشجار على بعد ميلين فوق مستوى سطح البحر في جبال الهيمالايا".
وأضافت "من المحتمل أنه قد تم اقتلاع الأشجار خلال العصر الجليدي الأخير من جراء إطلاق كميات كبيرة من المياه من خرق السد الطبيعي الناشئ عن أحد الأنهار الجليدية أو الانهيارات الأرضية".
ووجد العلماء أيضا خشبا من الأراضي المنخفضة، ومن المحتمل أن تكون هذه الرقاقات الخشبية قد حملت إلى البحر بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات خلال الرياح الموسمية أو الأعاصير التي حدثت مرات عدة قبل 19 مليون عام.
وتابعت فيكينز "بصرف النظر عن الكشف عن المسافة المذهلة التي يمكن أن تنقلها الأنهار إلى البحر بسبب الأحداث الطبيعية، فقد وجدت الدراسة أن خشب الأشجار هذا جزء مهم من دورة الكربون".
ويتواجد معظم الكربون على كوكب الأرض في الصخور، لكن الباقي يتدفق بأشكال مختلفة بين البر والجو والمحيطات، ويشق طريقه عبر النباتات والحيوانات والميكروبات.
وفي الهواء، قد يكون الكربون جزءا من ثاني أكسيد الكربون أو الميثان أو غازات الدفيئة الأخرى التي يمكن أن تسخن الحرارة في الجو، ما تسبب في تأثير الدفيئة، وتشير النتائج إلى وجود طريقة غير معترف بها من قبل يمكن أن يظل الكربون بها مغلقا بعيدا.
وتقول فيكينز: "عندما نحاول حساب كمية الكربون في جميع أجزاء دورة الكربون، لم نكن نعرف عن هذه الغابة من الأشجار المجزأة المدفونة في قاع المحيط.. نحن الآن بحاجة إلى إضافته إلى المعادلة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTc1IA== جزيرة ام اند امز