مستشار بن لادن في لندن.. إصلاح أم خراب؟
كما غيرت جائحة كورونا شكل العالم، يبدو أنها منحت فرصة ذهبية لإرهابي بارز بتنظيم "القاعدة"، إما لبدء حياة جديدة وإما لإحداث فوضى.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت إن "المصري عادل عبدالباري، المتحدث باسم زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، عاد بيننا مجددًا"، إذ حصل على ما يمكن وصفه بفرصة ثانية لـ"يكون مواطنًا جيدًا"، أو فرصة جديدة لـ"نشر الخراب".
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قضت محكمة أمريكية بضرورة إطلاق سراح باري مبكرا لأسباب "إنسانية" تتعلق بإصابته بالسمنة المرضية والربو، الأمر الذي يجعله عرضة لالتقاط فيروس كوورنا المستجد في السجن.
وهذا الأسبوع، التقطت صورة لرجل تم تحديد هويته بأنه عبدالباري، المولود في مصر، خارج شقته المكونة من طابقين في لندن، وتقدر قيمتها بمليون جنيه إسترليني، والموجودة بالمبنى الذي كان يعيش فيه قبل سجنه، وحيث تقيم زوجته وعائلته.
وفيما أشارت الصحيفة إلى عدم وجود بهجة لعودة عبدالباري، قال محاميه الأمريكي "بعد كل هذا الوقت، كل ما يريده عبدالباري هو الاستمتاع بحياة هادئة مع عائلته"، لكن من المفهوم أن جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 5) وشرطة العاصمة أقل تفاؤلًا بعودته.
واعتقلت السلطات البريطاني عبدالباري عام 1999 قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة بعد معركة قانونية طويلة، وحكم عليه بالسجن 25 عامًا في فبراير/شباط 2015، عن دوره في واحدة من أسوأ الفظائع الإرهابية حول العالم.
وقتل حوالي 224 شخصا وأصيب الآلاف في انفجار شاحنة مفخخة لتنظيم القاعدة خارج السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا عام 1998، وكان عبدالباري الناطق باسم بن لادن ومستشاره الإعلامي جزء من المكيدة.
ولد عبد الباري ونشأ لعائلة من الطبقة المتوسطة بالعاصمة المصرية القاهرة، وبعدما اغتالت جماعة "الجهاد الإسلامي" المصرية المتطرفة الرئيس أنور السادات عام 1981 إثر معاهدة السلام مع إسرائيل، كان عبد الباري أحد مئات المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم وسجنوا.
درس عبدالباري القانون أثناء فترة سجنه، وعندما سمح له بالسفر عام 1991 إلى الولايات المتحدة لتمثيل الجماعة قانونيًا، توجه بدلًا من ذلك إلى لندن، وتقدم بطلب اللجوء السياسي.
ومنحته بريطانيا وضع اللاجئ في 30 مارس/آذار عام 1993، وفي عام 1997 حصل على إذن بالبقاء لأجل غير مسمى كلاجئ.
وفي هذا الوقت، انضمت إليه زوجته رجاء وأطفاله الثلاثة، وأنجب الزوجان ثلاثة أطفال آخرين في لندن.
وبحلول فبراير/شباط 1998، اندمجت جماعة "الجهاد" مع "القاعدة"، وبدآ سويًا استهداف المدنيين الأمريكيين. وأصدر أسامة بن لادن وأيمن الظواهري فتوى تحث المسلمين على قتل الأمريكيين، من بينهم المدنيون، في أي مكان حول العالم. فيما نشرت جماعة "الجهاد" بيانا تهدد فيه بالانتقام من الولايات المتحدة في الرابع من أغسطس/آب من العام نفسه.
وبعدها بثلاثة أيام، نفذ تنظيم القاعدة تفجيرا خارج السفارات الأمريكية في نيروبي وكينيا ودار السلام وتزانيا. وفي الشهر التالي داهمت الشرطة منزل ومكتب عبدالباري، وألقت القبض عليه.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA=
جزيرة ام اند امز