عيال زايد يجدون من وطنهم العناية والاهتمام اللذين لا مثيل لهما بين الأمم، فما أجمل أن ترى أبناءك يربون بين يديك وتحت ناظريك
منذ نشأة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، كان والدنا زايد الخير طيَّب ﷲ ثراه لا يترك مجلسًا أو مقعدًا إلا ويؤكد فيه ومن خلاله أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وأن أبناء الإمارات هم أبناؤه، فلا زالت حياتنا ممهورةً ببصماته التي لا تنسى، وكيف تنسى وله أبناءٌ يسيرون على نهجه لا يألون جهدًا لتوفير سبل العيش الكريم لأبناء الإمارات، يبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن وإعلاء مكانته، فذللوا الصعاب وطوَّعوا المستحيل حتى غدى طريق الغد المشرق، نورًا يسير على هداه "عيال زايد".
عيال زايد يجدون من وطنهم العناية والاهتمام اللذين لا مثيل لهما بين الأمم، فما أجمل أن ترى أبناءك يربون بين يديك وتحت ناظريك، وما أصعب فراقهم وهم بعيدون عنك، ولأننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نعيش كأسرةٍ واحدة في بيتٍ متوحد، فإن أبناء الإمارات لا يأنسون وحدة ولا كللًا ولا مللًا وهم في غربة عنه، بحثًا عن العلم والمعرفة يغرفون من بحرها ما كتب ﷲ وشاء لهم، وكيف لهم أن يشعروا بذلك وهم يحظون بعناية الأب والأم من وطنٍ حنون يشرف قادته على أبنائهم في جميع حالاتهم، سواء للعلم أو العمل أو العلاج، قادة يعتنون بأدق التفاصيل لأبناء شعبهم ولا يتركون شاردة ولا واردة إلا وكان لها نصيبها الكافي من الحيطة والاهتمام .
وبالأمس القريب عُقد ملتقى عيال زايد في أستراليا برعايةٍ كريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي وضع ثقته في قياداتٍ شابه، أشرفت على هذا الملتقى ونجاحه، بحضور معالي سفير الإمارات في أستراليا والذي لازم الملتقى وكان حريصًا على الوجود بين أبنائه الطلبة، فملتقى عيال زايد في أستراليا كان له جميل الأثر في نفوس أبناء الإمارات في أستراليا ونيوزيلندا، فقد التقوا من خلاله إخوانَهم الطلبة من كل الولايات، واجتمعوا بقيادات إماراتية شاركتهم خطط الإمارات المستقبلية، وتقلدوا خلال هذا الملتقى وسام المستقبل وراية الغد الواعد .
ومن أستراليا انطلقت اللجنة المنظمة برئاسة سعادة محمد خليفة الهاملي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملين رسالة القيادة الرشيدة إلى "عيال زايد" في القارة الأمريكية، الرسالة التي عبروا عنها بالفعل وليس بالقول فقط، فقاموا بزيارات ميدانية إلى المستشفيات لعيادة المرضى من أبناء الإمارات ونقلوا إليهم تحيات القيادة واهتمامها بهم، ووقفوا على حاجاتهم ومتطلباتهم برعاية كريمة من سفارة الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الرابع من سبتمبر الجاري سينطلق ملتقى طلابي آخر يضم عيال زايد في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية لوس أنجلوس، من الطلبة الذين يجتهدون ليل نهار في سبيل العودة إلى وطنهم حاملين رايات العلم والمعرفة بأفضل العلوم وأرقى الشهادات .
ملتقى عيال زايد يلقي بظلاله كل سنة حول العالم، ليشد من أزر أبناء الإمارات في الغربة، ويدفع بهم إلى المزيد من البذل والعطاء في سبيل التحصيل العلمي المتميز، ولعل أبرز ما يميز ملتقى عيال زايد هو الرعاية الكريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ ﷴ بن زايد آل نهيان حفظه ﷲ ورعاه، واهتمام الدبلوماسية الإماراتية ممثلة بسفارات الدولة بهذا الملتقى وتوفيرها جميع متطلبات نجاحه، ومشاركة القيادات الإماراتية من أعلى المستويات في هذا الملتقى من وزراء وأصحاب المعالي والسعادة ومشاركة الطلبة طموحات الدولة وخططهم المستقبلية ليستعدوا من الآن لحمل راية الاستمرار في التميز والصدارة، وحقيقةً فإن القيادة الشابة من رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة والعمل الدؤوب الذين يقومون به في إيصال رسالة القيادة لأبناء الإمارات كان له أثره الواضح والجلي في إنجاح هذا الملتقى حتى قبل انطلاقه، علاوةً على الحضور الطلابي الكثيف المتوقع كما كان في السنة الماضية من جميع الولايات ومشاركتهم في فعاليات الملتقى، وهذا ما يثبت من غير شك مدى صلابة اللحمة الوطنية التي يعيشها أبناء الإمارات في الخارج مع وطنهم وقادتهم، ولا ننسى أن الوقوف على مستوى المبتعثين الدراسي وتذليل العقبات أمامهم من خلال هذا الملتقى يلقي بظلاله على المستوى العام للطلبة ويُعد حافزًا مهمًّا لهم لخوض غمار التحدي وكسب العلوم والمعرفة، وهناك جانبٌ آخر في هذا الملتقى قام برسم ملامحه رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة من عيادة المرضى والاطمئنان على صحتهم والوقوف على متطلباتهم ورفع التوصيات لتوفيرها وهو ما ترك انطباعًا طيبًا يجلي الصدور وله وقعه في نفوس المرضى ومرافقيهم، وللمتابع فإنه يظهر واضحًا وجليًّا التأثير من حيث رفع الروح الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء للوطن وقيادته بين أوساط الطلبة بمشاركتهم فعاليات الملتقى السابق أو اللاحق، ويبقى الأهم من ذلك كله المحاضرات والشفافية في الطرح التي تتضمنها فقرات الملتقى والتي تعد تحصينًا للمبتعثين من الأفكار المسمومة التي تبثها الجماعات الإرهابية والمتطرفة حول العالم .
ملتقى "عيال زايد" سيبقى عرسًا سنويًّا يحتضن أبناء الإمارات أينما وجدوا، فعيال زايد لا معنى للغربة عندهم، فهم في كنف دولة حنون وقادةٌ يعتنون، فأنى لهم أن يشعروا بالوحدة ووطنهم يحوفهم من كل الجهات حتى تكاد قلوبهم تتفطر من عِظَم الشوق إليه، ولسان حالهم يقول "أينما ذهبت أراك يا وطني"، اللهم وفق أبناء الإمارات المغتربين وسدد على طريق الخير والنجاح والتميز خطاهم، واشف مرضاهم وردهم إلينا سالمين يا رب العالمين.
همسة:
كل الشكر والتقدير لكل من وضع بصمة نجاح لهذا الملتقى الغالي باسمه وبأهدافه على قلوب "عيال زايد".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة