طابعة ثلاثية لإنتاج اللحوم.. تقنية ثورية تحت "حراسة مشددة"
يشهد مجال إنتاج اللحوم غير الحيوانية طفرات متسارعة، وهو ما يجسده سعي شركة إسبانية لصناعة لحوم عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ويوضح جوزيبي سكيونتي الرئيس التنفيذي لشركة "novameat" الإسبانية أن عمله ليس جديداً، "فالعديد من الشركات الناشئة بدأت بالفعل بتصنيع اللحوم وشرائح الدجاج واللحوم منذ سنوات".
لكنه يرى أن "التحدي اليوم هو في إطلاق الجيل الجديد من هذا الاختراع، والمتمثّل بابتكار نسيج مطابق للحوم".
وتعمل شركة سكيونتي على جيل جديد من اللحوم المُصنّعة والنباتية بالكامل داخل مصنع تجريبي، لافتا إلى أن ما تتطلع إليه شركته يُعتبر بمثابة "كأس مقدس" لهذه التقنية.
ويلفت سكيونتي إلى أن "المستهلكين لا يرغبون فقط بتذوق طعم اللحم، بل يريدون تجربة حسية مشابهة لتناول شريحة لحم بقري أو صدر دجاج أو لحم الخنزير"، مشددًا على أن شركته باتت قريبة من هذا الإنجاز.
ولهذا الهدف، بدأت شركة Novameat في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة الأجزاء الدقيقة من اللحوم المصنعة، وكان التحدي بالنسبة لها إيجاد آلة تمكنها من توفير قطع لحوم بشكل سريع يلبي النطاق التجاري، وهو ما تمكنت من القيام به عبر آلة سرّية تخضع لحراسة شديدة بعيداً عن عدسات الكاميرات.
ويضيف سكيونتي: "بدأنا العمل بطابعة ثلاثية الأبعاد، ولكن في ما بعد، أنشأنا آلة ضخمة خاصة بنا لنتمكن من صناعة قطع لحم ضخمة وبتفاصيل دقيقة وبكميات كبيرة".
ويتكون الدجاج المصنّع من قبل الشركة من بروتين البازلاء وعصير الشمندر والطحالب وزيت دوّار الشمس.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ازدهر قطاع اللحوم النباتية، واجتذبت مئات الملايين من الدولارات من أصحاب رؤوس الأموال. لكن الصناعة تعرضت للاضطراب مؤخراً وسط تقارير عن انخفاض المبيعات ومقالات إعلامية تتساءل عما إذا كانت هذه اللحوم مجرد بدعة.
من هنا، يعتبر سكيونتي أن "المنافسة في هذا القطاع أضرت بالإنتاج، لكن هذا طبيعي في عالم الأعمال".
وتعد شركة novameat واحدة من الشركات الناشئة التي تستفيد من زيادة طلب المستهلكين على بدائل لحوم الحيوانات، مدفوعة بالاهتمام بالمزايا الصحية وحماية الحيوانات وتقليل انبعاثات الكربون.
ويقول الخبير في البروتينات البديلة والباحث في جامعة باث كريس براينت: "المنتجات الحيوانية هي من أكبر الأسباب لتغير المناخ والمشاكل البيئية الأخرى"، وفقا لموقع "يورونيوز" الإخباري.
ويضيف: "بالمقارنة بين المنتجات النباتية والحيوانية، نرى أن الأولى تُنتج غازات الاحتباس الحراري أقل من الثانية بنسبة 98%، كما أنها تستهلك الأراضي الزراعية بنسبة أقل أيضاً".
ويتابع قائلًا: "صناعة اللحوم البديلة تطورت على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث قطعت تكنولوجيا الأغذية قفزات كبيرة إلى الأمام. لقد تحسنت المنتجات المعروضة بشكل كبير وتحسن مذاقها وأصبحت أرخص وأكثر صحة وملاءمة".
وتم استثمار أكثر من 600 مليون دولار في الإجمالي في قطاع اللحوم المزروعة العام الماضي، وسوق البروتين البديل، الذي يشمل اللحوم المقلدة المصنوعة من النباتات والفطريات واللحوم المزروعة في المختبر.
ستحدث هذه الصناعة تحولا جذريا في نظامنا الغذائي حيث يتجه الناس نحو استهلاك هذه الأنواع من المنتجات.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أطلقت شركة تدعى Believer Meats منشأة بقيمة 123 مليون دولار في ولاية كارولينا الشمالية، قالت إنها نها ستكون أكبر مصنع للحوم المزروعة في العالم، ومن المقرر أن تنتج 10000 طن من المنتجات بمجرد تشغيلها.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز