بالفيديو .. تعاون جروس سهَّل للهلال مهمة افتراس الأهلي
صحيح أن الهلال قدَّم عرضًا هو الأروع منذ بداية الموسم الحالي، لكن جروس ساهم في تألق الزعيم بعدما فشل في إدارة اللقاء.
عندما تُحلق عاليًّا جدًّا فمن الطبيعي أن يكون سقوطك مدويًا، وأن يكون على يد صياد ماهر، حكمة تلخص مباراة الهلال والأهلي، اليوم، في نهائي كأس ولي العهد التي انتهت هلالية بامتياز.
كان منطقيًّا أن يسقط الرقم القياسي الأهلاوي في تجنب الهزيمة على يد الهلال الذي استمد شهرته من قدرته على القنص، مهما بلغت براعة الفريسة، ومهما استعصت عليه في أوقات سابقة.
لكن في تفاصيل المباراة التي انتهت هلالية بهدفين من توقيع الشمراني في الدقيقة 3 والعابد في الدقيقة 32، لهدف من توقيع الجاسم في الدقيقة 90 أشياء فنية تذكر، ساهمت في حسم شوطها الأول على الأقل لصالح الزعيم، وظهور الراقي بمظهر غير راقٍ على الإطلاق.
صحيح أن الهلال ومدربه دونيس تفوقوا على أنفسهم في الشوط الأول وقدموا عرضًا هو الأروع ربما منذ بداية الموسم الحالي، بحسن الانتشار واللياقة العالية والضغط الدفاعي والهجومي بطريقة مثالية كما يقول الكتاب.
لكن في رأيي أن جروس ساهم في تألق الهلال بعدما فشل في إدارة اللقاء، بداية من اختيار التشكيل والإصرار على إشراك "البطيئين" فيتفا وماركينيو من بداية اللقاء على حساب حسين مقهوي وإسلام سراج، وهو ما سمح لخط وسط الهلال بالسيطرة على منطقة المناورات تمامًا.
جروس أشرك معتز هوساوي العائد بعد غيبة أساسيًّا، وفي المقابل زج دونيس بعبده عطيف لأول مرة أساسيًّا، ومعه نواف العابد وناصر الشمراني اللذين شاركا في المباريات الأخيرة من دون انتظام.
أبرز أخطاء الأهلي في الشوط الأول هي ضعف التغطية الدفاعية وسهولة اختراق المدافعين سواء من خلال فتح جانبي الملعب الذي برع الهلال في تطبيقه عبر الشهراني والزوري والعابد والدوسري.
الخطأ الثاني سوء انتشار لاعبي الأهلي خصوصًا في منطقة المناورات بوسط الملعب، حيث ظهر لاعبوه تائهين لا يجدون بعضهم داخل الملعب، وتمريراتهم مقطوعة كأنهم يلعبون معًا لأول مرة.
الخطأ الثالث المستمر منذ عودة ماركينيو هو عدم وجود رؤية واضحة لدوره مع سلمان المؤشر داخل الملعب حيث يلعب الاثنان ناحية اليسار ويميلان للهجوم، والنتيجة أن كليهما لا يقوم بدور الجناح ويفقد الفريق رئته اليسرى طوال المباراة.
يحسب على جروس "المغرور" إصراره على بقاء فيتفا وماركينيو حتى نهاية الشوط الأول رغم وضوح عدم فاعليتهما الهجومية أو الدفاعية، وكان عليه الدفع بلاعبي وسط مقاتلين يستطيعان المساهمة مع تيسير ووليد في الضغط الدفاعي على لاعبي الهلال ومنعهم من التمرير بحرية.
حتى التبديل الذي أجراه مع بداية الشوط الثاني، كان أغرب من تشكيلة البداية؛ حيث سحب وليد باخشوين لاعب المحور الدفاعي، وأشرك إسلام سراج لاعب الوسط الأيمن، مع إعادة ماركينيو ليلعب بجوار تيسير الجاسم البعيد عن مستواه في مواجهة خماسي وسط هلالي مرعب.
حتى الهدف الذي سجله تيسير قبل نهاية المباراة بدقيقة لم يأتِ من جملة تكتيكية أو تحرك جماعي مميز وإنما من تسديدة.
في المقابل تميز دونيس في الشوط الأول فقط بمفاجأته التكتيكية التي تمثلت في الانتشار المثالي للاعبي وسطه في الملعب، لدرجة أنه في أي لقطة كنت تشاهد 4 لاعبين من الهلال على الأقل مقابل لاعبين أو لاعب واحد من الاهلي، وهذا الانتشار منح اللاعب الجديد في التشكيلة عبده عطيف الفرصة للظهور بمستوى جيد في غياب الضغط الأهلاوي عليه.
كذلك تميز الفريق في الضغط الدفاعي المبكر على لاعبي الخط الخلفي للأهلي ليجبروهم على الوقوع في أخطاء تمرير كثيرة استغلها لاعبو الهلال في شن هجمات مرتدة خطيرة كان يمكن لو ترجموها إلى أهداف أن تصبح فضيحة كروية لفريق الأهلي.
كما تميز الزعيم في الضغط الهجومي بوجود أكثر من لاعب في كل هجمة للهلال لإعطاء اللاعب صاحب الكرة اختيارات متعددة للتمرير أو التسديد.
لكن ما يحسب على دونيس والهلال تراجع المستوى في الشوط الثاني، وهو تراجع لم يكن له مبرر فني سوى تأثر اللاعبين بالجهد الخارق الذي بذلوه في الشوط الأول.