أبو منتظر الحسيني.. المليشياوي الإيراني في منصب حساس بالعراق
من الجيش العراقي والأسر والتجنيد بإيران إلى فيلق القدس ومليشيا الحشد.. مسيرة دموية لتحسين عبد مطر العبودي الملقب بأبو منتظر الحسيني.
يستعد "أبو منتظر الحسيني" العميد في فيلق القدس جناح مليشيا الحرس الثوري الإيراني الخارجي الذي يتولى حاليا قيادة عمليات مليشيا الحشد الشعبي، لتسلُّم منصبه كسكرتير عسكري لرئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ضمن خطة قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني للقضاء على الجيش العراقي.
وأكد مسؤول في رئاسة وزراء العراق لـ"العين الإخبارية" أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي يعتزم إصدار أمر ديواني بتعيين أبو منتظر الحسيني سكرتيرا عسكريا له خلال الأيام المقبلة بعد منحه رتبة فريق ركن في الجيش العراقي، الأمر الذي سيمنح الحسيني ومليشيات الحشد الشعبي دورا كبيرا في قيادة المؤسسة العسكرية العراقية.
ورغم عدم ظهوره على الواجهة خلال السنوات الماضية إلا أن تحسين عبد مطر العبودي الملقب بـ"أبو منتظر الحسيني" كان إحدى الشخصيات المليشياوية التي تسعى لترسيخ النفوذ الإيراني على الملفات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية في العراق عبر دوره كقيادي في مليشيا بدر.
وبات الحسيني يظهر في الواجهة منذ عهد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وبرز دوره بشكل أكبر مع تسلم عبدالمهدي الحكومة في 24 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018 الماضي، حيث كان توليه ومجموعة من قادة الحشد المناصب العليا في الحكومة العراقية شرطا إيرانيا على عادل عبدالمهدي مقابل حصوله على منصب رئيس الوزراء.
ولد تحسين عبد مطر العبودي في بغداد عام 1961، وعمل ضابطاً برتبة ملازم في الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن المنصرم، قبل أن يؤسر من قبل القوات الإيرانية عام 1987، وبعد أسره جنده الحرس الثوري في صفوف فيلق بدر (الجناح العسكري للمعارضة العراقية الشيعية في إيران).
وتلقى تحسين عبودي وهو اسمه الإيراني، الذي يأتي في مقدمة أحد أبرز عملاء فيلق القدس في العراق، العديد من الدورات الخاصة بتنفيذ العمليات الإرهابية ومن ضمنها تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات من قبل الحرس الثوري.
ويعتبر العبودي أحد عمداء الحرس الثوري من العراقيين الذين ما زالوا يخدمون في صفوف فيلق القدس، وكانت تربطه علاقات قوية مع العميد حميد تقوي أحد قيادات الحرس الثوري الذي قتل في سامراء شمال بغداد في المعارك بين المليشيات وتنظيم داعش عام 2014.
وبعد عودته إلى العراق عام 2003 إبان سقوط نظام حزب البعث، حصل العبودي على رتبة عسكرية عالية من الحكومة العراقية وفقا لمبدأ الدمج في القوات المسلحة العراقية.
وكلف معسكر رمضان، أحد معسكرات الحرس الثوري المختصة بالشأن العراقي، العبودي خلال السنوات الأولى من عودته إلى العراق بمهام مخابراتية من خلال إسناد منصب قيادة الجهاز المركزي في مليشيا بدر والمجلس الأعلى في العراق أحد أفرع الاطلاعات الإيرانية المختص بمراقبة الشؤون المتعلقة بالعمليات والاستخبارات في العراق، إضافة إلى العمل لتنفيذ الخطة الإيرانية بإشعال حرب طائفية لإضعاف النظام السياسي الجديد في العراق لصالح نظام ولاية الفقيه الإيراني، واستنساخ التجربة الإيرانية في العراق كجزء من المشروع التوسعي الإيراني للسيطرة على العراق والشرق الأوسط، وقد تمكن العبودي وبدعم من الحرس الثوري من دخول مجلس النواب العراقي بعد فوزه في الانتخابات التشريعية ضمن كتلة بدر عام 2005.
وبعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل، وتشكيل مليشيات الحشد الشعبي بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني وبأوامر مباشرة من سليماني، تولى العبودي قيادة العمليات في المليشيات نظرا لقربه من سليماني وتمتعه بعلاقات قوية مع السفير الإيراني الحالي في بغداد إيرج مسجدي الذي كان حينها المساعد الأول لسليماني في العراق.
واتخذ العبودي من الحرب ضد داعش فرصة لتنفيذ مهامه الجديدة التي كلف بها من قبل إيران التي تمثلت بتنفيذ عمليات إبادة جماعية في صفوف المدنيين العراقيين بحجة محاربة داعش في محافظات الموصل وصلاح الدين والأنبار ومناطق حزام بغداد، خصوصا في مدينة جرف الصخر التي نفذت فيها المليشيات الإيرانية مجازر عديدة.
وضمن خطة سليماني الجديدة لإعادة ترتيب أوراق النفوذ الإيراني في العراق، خصوصا في ظل الضغوطات التي تتعرض لها إيران ومليشياتها في العراق من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي، دفعت إيران بأسماء عدد من شخصيات الظل التابعة لها للواجهة لتسلم أدوارها في إدارة الملفات الحساسة في الحكومة العراقية كالملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية، حيث تخشى طهران أن يخرج العراق من تحت سيطرتها.
ولعل الجيش العراقي المقرب من الولايات المتحدة الأمريكية الذي أثبت خلال السنوات القليلة الماضية دوره الفعال في محاربة الإرهاب وعدم الانخراط في المشاكل الطائفية أصبح الهدف الأبرز والعائق أمام تحركات الحرس الثوري ومليشياته، لذلك حرك سليماني أتباعه لنيل مناصب قيادية عليا في الجيش العراقي ليكون الجيش خاضعا لسيطرته في إطار مشروع القضاء على هذا الجيش واستبداله بمليشيات الحشد الشعبي.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز