انكفاء إيراني في أسبوع العراق.. دمج الحشد وانتفاضة بالبصرة
غلق مقرات الحشد الشعبي ودمجها في الجيش، واستمرار انتفاضة أهالي البصرة ضد تدخلات إيران، والحرب على داعش.. أبرز أحداث الأسبوع بالعراق.
شهد العراق، الأسبوع الماضي، سلسلة أحداث كان أبرزها غلق كل مقرات مليشيات الحشد الشعبي ودمجها في القوات المسلحة، واستمرار انتفاضة أهالي البصرة ضد تدخلات إيران.
- دمج "الحشد الشعبي" بالجيش.. دولة المليشيات الإيرانية تسيطر على العراق
- إنهاء "الحشد الشعبي".. مبادرة مشكوك فيها لوقف التدخل الإيراني بالعراق
يأتي هذا فيما لا تزال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي مستمرة، مع تواصل هجماته والعثور على مقبرة جماعية ضمن المجازر التي ارتكبها في نينوى.
ضم مليشيات الحشد للجيش
بدأ العراق أسبوعه بأمر ديواني صادر عن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، القائد العام للقوات المسلحة، ينص على إغلاق جميع مقرات الحشد الشعبي داخل المدن وخارجها، وربطها رسمياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وإنهاء جميع تسميات المليشيات المنضوية في الحشد واستبدالها وتسميتها بعسكرية (فرقة، لواء، فوج.. إلخ) خلال مدة شهر.
وفي أول رد فعل سياسي على قرار عبدالمهدي بإنهاء دور المليشيات، أشاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بقرار رئيس الوزراء واعتبره الخطوة الأولى الصحيحة نحو بناء دولة قوية.
وقال الصدر، الذي يتزعم كتلة "سائرون" النيابية الحاصلة على المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق في مايو/أيار 2018، في تغريدة على حسابه في تويتر عقب قرار عبدالمهدي: "ما صدر عن رئيس مجلس الوزراء بما يخص الحشد الشعبي أمر مهم وخطوة أولى صحيحة نحو بناء دولة قوية لا تهزها الرياح من هنا وهناك، إلا أنني أبدي قلقي من عدم تطبيقها بصورة صحيحة".
وأردف الصدر: "ما يهمني هنا أن تكون سرايا الإسلام التي أمرت بتأسيسها سابقا هي المبادرة الأولى لذلك ومن فورها، وعلى الأخ أبو ياسر التطبيق فورا، وذلك بغلق المقرات وإلغاء الاسم وغيرها من الأوامر".
وأضاف الصدر: "من هنا أعلن انفكاكها عني انفكاكا تاما لا شوب فيه، فيما إذا ألحقت بالجهات الأمنية الرسمية".
الدمج.. نزع لمخالب إيران أم سيطرة للمليشيات ؟
وأثار قرار عبدالمهدي شكوك الخبراء والمراقبين للشأن العراقي من إمكانية تطبيق هذا القرار أو أنه قد يكون مخططا إيرانيا للسيطرة على القوات المسلحة العراقية بالكامل.
وأشار الخبراء إلى أنه من خلال دمج هذا العدد الهائل من المسلحين الموالين لإيران في القوات المسلحة العراقية، ستتمكن إيران من قيادتها وفي الوقت ذاته إبعاد الحشد الشعبي من أي عقوبات قد تفرضها واشنطن عليها لارتباطها المباشر بالحرس الثوري ومشاركتها في العمليات الإرهابية الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
فيما رأى آخرون في القرار "نزعا لمخالب إيران بالعراق"، مؤكدين أن هذا القرار مفاجئ وصادم لمليشيات الحشد، خاصة بعد تسمية وزيري الدفاع والداخلية، وحصول العراق على دعم دولي غير مسبوق مع انتهاء زيارة مجلس الأمن الدولي لبغداد، بشأن التصعيد القائم بين واشطن وإيران.
وأوضح الخبراء أن القرار يعد خسارة فادحة للحشد الشعبي وإيران بالعراق، مستدلين على ذلك بأن المرسوم أقر بمهلة محددة لتنفيذ الالتزامات، مع إلغاء مسميات فصائل الحشد وإغلاق الكيانات الاقتصادية التابعة له ومنع حل الأسلحة، إضافة لتأييد التيار الصدري وتيار الحكمة وعصائب أهل الحق للقرار.
وتتكون المليشيات من 70 فصيلا مسلحا تأسست عام 2014 بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني وبأوامر من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي، بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
مجلس النواب العراقي يمدد فصله التشريعي
في غضون ذلك قرر مجلس النواب العراقي، الثلاثاء الماضي، تمديد فصله التشريعي الثاني لمدة شهر واحد.
وقالت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، في بيان لها، إن "المجلس قرر تمديد فصله التشريعي لمدة شهر واحد لإنجاز القوانين المهمة المرتبطة بتعزيز واقع المواطنين"، مشيرة إلى أن الدور الرقابي للنواب سيستمر في اللجان النيابية ومحافظاتهم".
البصرة تواصل انتفاضتها ضد تدخلات إيران
وتزامنا مع الأحداث السياسية في بغداد؛ تواصلت الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة الأسبوع الماضي في ظل إجراءات أمنية مشددة شنتها القوات الأمنية العراقية والمليشيات للحد من استمرار المظاهرات التي تطالب بإنهاء النفوذ الإيراني وبالخدمات الرئيسية.
وقال عضو تنسيقية المظاهرات في البصرة أمجد المالكي، لـ"العين الإخبارية": "اعترضت قوات مكافحة الشغب وقوات الصدمة (قوة تابعة لشرطة طوارئ البصرة) المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم، واعتقلت عدداً منهم".
وبيّن أن "ملاحقة المتظاهرين ومنعهم من التجمع من قِبل القوات الأمنية استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل في شوارع المدينة".
وأكد المالكي أن "مطالب المتظاهرين تتمثل في إنصاف احتجاجات العام الماضي، ومحاسبة المتسببين، وتوفير الخدمات وفرص العمل، والمطالبة باستقالة الحكومة المحلية في المحافظة بشقيها التشريعي والتنفيذي، وإنهاء نفوذ المليشيات".
سجون العراق تكتظ بالإرهابيين
وعلى صعيد متصل، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية بأوضاع ثلاثة سجون في شمال العراق تكتظ بآلاف المعتقلين من الرجال والنساء والأطفال.
وكشفت المنظمة، في تقرير لها نشر الخميس الماضي على موقعها الرسمي، أن "مراكز الاحتجاز المكتظة للغاية في نينوى تحوي آلاف السجناء العراقيين، معظمهم بتهم تتعلق بالإرهاب، لفترات طويلة في ظروف مهينة للغاية، بحيث ترقى إلى حد سوء المعاملة".
وقالت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط بالإنابة في هيومن رايتس ووتش، إن "الحكومة العراقية تحتاج بشدة إلى إعادة بناء مراكز الاحتجاز وإعادة تأهيلها، وينبغي للعراق إبقاء المحتجزين في مكان لائق، بما يتماشى مع المعايير الدولية".
وبحسب إحصائيات نقلتها المنظمة عن أحد خبراء السجون العراقيين دون أن تكشف عن اسمه، تبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لمراكز الحبس الاحتياطي الثلاثة في شمال العراق الواقعة في محافظة نينوى والمتمثلة بسجون تلكيف، والفيصلية، والتسفيرات، 2500 شخص.
ووصل عدد المحتجزين خلال يونيو/حزيران الماضي في السجون الثلاثة إلى 4 آلاف و500 سجين ومحتجز تقريبا، من بينهم 1300 شخص حُوكموا وأدينوا وكان ينبغي نقلهم إلى سجون بغداد. لكن بحسب الخبير، لم تتخذ السلطات العراقية بعد الخطوات اللازمة لنقلهم، رغم مرور 6 أشهر على إدانة بعضهم.
مقبرة جماعية
وإلى جانب الأحداث السياسية، شهد العراق العديد من الأحداث الأمنية التي تركزت أغلبيتها في محافظات نينوى وبغداد والأنبار وصلاح الدين وديالى.
وأعلنت شرطة نينوى، الأربعاء الماضي، العثور على مقبرة جماعية في ناحية القيارة جنوب الموصل تضم رفات نحو 19 شرطيا.
وقال النقيب رائد الجبوري، الضابط في قيادة شرطة نينوى لـ"العين الإخبارية" إن "الرفات لعناصر من الشرطة قُتلوا على يد إرهابيي داعش خلال سيطرتهم على الموصل بين عامي 2014 و2019"، مشيرا إلى أن الشرطة سلمت الرفات لدائرة الطب العدلي في الموصل.
الحرب على داعش
وفي السياق ذاته، ذكر بيان لخلية الإعلام الأمني أن "٣ مسلحين من تنظيم داعش قُتلوا في غارة لطيران التحالف الدولي استهدفت موقع وجودهم غرب جبل المنايف جنوب قضاء البعاج غرب الموصل"، مضيفا أن القوات العراقية قتلت هي الأخرى ٧ مسلحين من التنظيم في عملية عسكرية بمنطقة الصخيرات غرب الموصل.
وأسفر انفجار عبوة ناسفة، الخميس الماضي، عن إصابة مدنيين اثنين في منطقة النباعي ببغداد، وأكد مصدر أمني عراقي لـ"العين الإخبارية" أن "المصابيْن جراء انفجار العبوة الناسفة أصيبا بجروح في مناطق مختلفة من الجسم، ونقلا على أثرها إلى المستشفى، بينما بدأت القوات الأمنية بالتحقيق في منطقة الانفجار لمعرفة الفاعلين".
وضمن الأحداث الأمنية التي شهدها العراق، كشفت خلية الإعلام الأمني، الخميس الماضي، عن اعتقال مسلح من داعش كانت مهمته نقل مسلحي التنظيم من موقع لآخر.
وتابعت الخلية، في بيان لها: "اعتقلت قوة من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية أحد إرهابيي داعش كان ينقل مسلحي التنظيم من موقع لآخر في محافظة الأنبار"، مشيرة إلى أن الداعشي المعتقل تمكن حتى الآن من نقل أكثر من 15 إرهابيا، مستغلاً معرفته بالمنطقة.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA==
جزيرة ام اند امز