أبو زكريا.. من هو الزعيم الجديد لـ"داعش" في شرق آسيا؟
حتى وقت قريب، لم يكن الزعيم الجديد لتنظيم داعش في شرق آسيا، والتي تضم إندونيسيا وماليزيا والفلبين، وتايلاند، معروفا.
في الثاني من مارس/آذار الماضي، أعلنت القوات المسلحة الفلبينية أن "أبوزكريا" واسمه الحقيقي "جير ميمبانتاس"، هو أمير جنوب شرق آسيا الجديد لتنظيم "داعش"، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا ديبلومات".
ويُعرف أيضا باسم "فخر الدين حاج ستار"، وهو زعيم لجماعة إرهابية داعمة لتنظيم داعش في جنوب الفلبين تُعرف بـ"ماوت".
من هو أبو زكريا؟
اختيار أبو زكريا على رأس التنظيم في شرق آسيا جاء خلفا لعويضة مروهمبصر المكنى بـ"أبو ذر"، الذي سبقه في زعامة "ماوت"، وقُتل في مقاطعة لاناو ديل نورتي، في مارس/آذار 2019.
وبحسب مسؤول عسكري كبير، فقد كان أبو زكريا جزءا من "ماوت" التي فرضت حصارا على مدينة ماراوي في مقاطعة لاناو ديل سور، في مايو/أيار 2017، وقاتل القوات الحكومية في معركة استمرت 5 أشهر، قُتل خلالها حوالي 1200 شخص، معظمهم من المسلحين، فيما دُمر جزء كبير من المدينة.
آنذاك، كان أمير داعش في جنوب شرق آسيا "إسنيلون توتوني هبيلون"، الذي كان أيضا قائدا لجماعة "أبو سياف الإرهابية"، وعمر ماوت زعيم الجماعة التي تحمل نفس اسمه، قادة الحصار، لكنهما قتلا خلال كمين، في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وقالت الباحثة في مجال الإرهاب والعنف السياسي في مؤسستي "جالاتيا" و"سيمار سينتينل"، أولتا ليفينيا نابابان، إن "أبو زكريا كان ابن شقيق عليم عبدالعزيز ميمبانتاس، نائب رئيس مجلس الإدارة للشؤون العسكرية لجبهة مورو الإسلامية للتحرير"، وهي جماعة متمردة سابقة أصبحت تتعاون الآن مع الحكومة الفلبينية.
وأضافت أولتا، في حديث لصحيفة "ذا ديبلومات"، أن أبو زكريا "عضو في عشيرة (ميمبانتاس)، المشهورة جدا في بوتيج بمقاطعة لاناو".
لكن "عائلة ميمبانتاس تعارض فكر أبو زكريا الإرهابي"، وفق أولتا.
قيادة داعش في شرق آسيا
وجاء إعلان السلطات الفلبينية عن "أبو زكريا" قبل نحو أسبوع على إعلان التنظيم الإرهابي خليفته الجديد المزعوم، والذي لقب بأبو الحسن الهاشمي القرشي في 10 مارس/آذار.
وتقول منيرة مصطفى، المديرة التنفيذية في مجموعة "شاسير غروب" وهي شركة استشارات بحثية وتحليلية متخصصة في التحديات الأمنية، في تصريحات للصحيفة نفسها، إن "شعبية وتأثير أبو زكريا ستكون ضعيفة، وحتى لو استطاع سيكون لديه العدد القليل من الحلفاء والمتعاونين الماليزيين والإندونيسيين".
وحسب الباحثة نفسها، "هناك سببان لذلك، الأول هو أن نفوذ داعش وأيديولوجيته آخذة في التضاؤل، الثاني أن حركة التنظيم في المنطقة مدعومة من قبل التمردات المحلية، وهو أمر غير كاف بالنسبة لتشكيل تحالف من أعضاء من مختلف أنحاء المنطقة".
مطاردة أبو زكريا
ويبدو أن السلطات الفلبينية غالبًا ما تقلل من شأن مسألة القيادة المقاتلة الجديدة في محاولة لتغطية عملياتها حتى حدوث تطور كبير في السعي وراء القائد الجديد، كما حدث في حالة أبو ذر عندما تم الإعلان عن قيادته الجديدة من قبل السلطات في مانيلا.
وبالمثل، فإن إعلان القوات المسلحة الفلبينية عن أبو زكريا باعتباره أحدث زعيم لداعش جاء فقط بعد هجوم كبير في 1 مارس/آذار اجتاح قاعدته في قرية نائية في بلدة ماغينغ في لاناو ديل سور.
وقتل في المعركة ثلاثة من رجال أبو زكريا الذي نجا من العملية العسكرية، بحسب المعلومات المتوفرة.
وكان الجيش الفلبيني يطارد جماعة أبو زكريا منذ يناير/كانون الثاني، بحسب ما صرح الجنرال خوسيه ماريا كويربو في 2 مارس/آذار، مضيفًا أن تقريرًا استخباراتيًا حديثًا حذر من أن مجموعته ربما تستعد لجولة جديدة من الأعمال العدائية.
ونوّهت منيرة مصطفى بأن "أبو زكريا معروف لدى المتشددين الإقليميين لكن لا يزال هناك الكثير من المعلومات عن الزعيم الجديد يتعين الكشف عنها علنا، في ظل صمت إعلامي إزاء الرجل في وسائل الإعلام المحسوبة على التنظيم".
aXA6IDE4LjIxNy41Ny4xNjAg جزيرة ام اند امز