"حصار بهدف الاستسلام".. طالبان تخطط لتجويع القوات الأفغانية
تُركت القوات الخاصة الأفغانية لتواجه مصيرها في الوقت الذي فرض فيه مسلحو طالبان حصارا على المدن الكبرى وقطعوا طرق الإمداد الأساسية.
ووفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية، تسيطر حركة طالبان حاليا على 85٪ من أراضي أفغانستان، بخلاف قطع سبل إمداد الذخيرة للقوات الحكومية.
وجاءت سيطرة طالبان الإرهابية على مساحات شاسعة من الأراضي بعد انسحاب القوات الأمريكية والبريطانية في وقت سابق من هذا الشهر بعد اتفاق سلام مهّد خروجهم ولم يتبق سوى 600 جندي أمريكي لحماية السفارة الأمريكية في كابول والمطار الدولي بالعاصمة فيما تواصل القوات الغربية انسحابها.
وشنت حركة طالبان هجوما كبيرا في الأسابيع الأخيرة واستولوا على مساحات من الأراضي وأجبروا آلاف الجنود على الفرار أو الاستسلام والاستيلاء على ترسانة من الأسلحة الثقيلة الأمريكية.
وفي عدة مناطق، اقتحم مسلحون السجون، وأطلقوا سراح النزلاء للانضمام إلى صفوفهم أثناء احتلالهم لمنازل مهجورة.
وذكر مواطن أفغاني يقيم في ولاية هلمند لصحيفة "التايمز" البريطانية، أن الصراع تسبب أيضًا في نقص الغذاء؛ وقال: "المدنيون يعانون.. قذائف الهاون منتشرة في كل مكان.. نحن محاصرون في منازلنا ونفد منا الغذاء".
وأضاف :"لا نريد أن تحتل طالبان هذه المدينة مرة أخرى، لكن الطريقة التي يسيطرون بها على عشرات المناطق تجعل القوات الحكومية تستسلم".
وقال تيمور شاه، وهو صحفي يعيش في المدينة، إن "وجود طالبان بات محسوسا في كل مكان في مدينة قندهار، لكنهم لم يتمكنوا من دخول المدينة بعد.. يمكننا سماع إطلاق نار متقطع في الغرب والجنوب الغربي".
وتتهاوى إمدادات الأسلحة الحكومية بسرعة كبيرة، ما دفع بعض القادة المحليين إلى الاعتقاد بأنهم تعرضوا للخيانة من قبل حكومة كابول.
وقال عناية الله بابور فرهمند، مسؤول بارز في الحركة الوطنية الأفغانية، وهو حزب عرقي معارض لحركة طالبان، لـقناة تولو نيوز الأفغانية، إنه : "لقد اتصلنا بهم مرارًا.. طلبنا من جهات أمنية رفيعة المستوى، بما في ذلك وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ووزير الداخلية.. لكن للأسف ، هم لا يولون الاهتمام المطلوب لإمداد قوى الانتفاضة الشعبية".
وتسيطر طالبان على مساحات شاسعة من المناطق الريفية، مما يسمح لها بمحاصرة المراكز الحضرية بسهولة، ففي الشمال حمل آلاف السكان السلاح وانضموا إلى القوات الحكومية لصد مقاتلو الحركة..
يأتي ذلك في الوقت الذي ظهرت فيه لقطات مروعة تظهر إعدام 22 من الكوماندوز الأفغان أثناء استسلامهم.
وفي المقطع الذي نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تم إطلاق النار على الرجال من مسافة قريبة بعد لحظات من تسليم البنادق.
وفر مئات الجنود الأفغان بالفعل عبر الحدود إلى طاجيكستان بينما تجتاح الحركة البلاد وتتركها على وشك الانهيار.
وفي الوقت الحالي يهرع كل من يملك القدرة على مغادرة أفغانستان إلى الفرار بأقصى ما يستطيع ووفقا للصحيفة فإن سوق السلع المستعملة في كابول مليء بالسجاد وأدوات المطبخ وغيرها من السلع التي باعتها العائلات لجمع الأموال للفرار.