الفنان العراقي أحمد وحيد لـ"العين الإخبارية": عقوبة "المحتوى الهابط" تثير الاستغراب (حوار)
الفنان العراقي الشاب أحمد وحيد يعمل "ستاند آب كوميدي"، ونال شهرة واسعة خلال وقت قصير، بسبب طبيعة المضامين التي يقدمها وطريقة التداول والتشخيص للكثير من القصايا والموضوعات التي تعنى بهموم المجتمع.
وحيد من مواليد محافظة البصرة عام 1983، وأمضى سنواته السبع الأولى في الكويت، ثم انتقل بعدها مع العائلة للعيش في العراق، فكان مزيجا ما بين بيئتين ولكن منبعها يصب عن شاطئ الخليج العربي.
وحيد حاصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، وظهر في بادئ الأمر عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحاكي المتلقين بمقاطع مصورة ينتقد من خلالها أداء الطبقة السياسية وبعض الحالات الاجتماعية بطريقة ساخرة ناقدة.
الفنان الشاب أجاد في تقليد الشخصيات والرؤساء حتى أصبحت بعض الأدوار أيقونته نحو الدخول إلى قلب المتلقي وتحقيق المقبولية الكبيرة.
ظهر أحمد وحيد عام 2016 في أول برامجه الساخرة بعنوان "مسموطة"، عبر تقنيات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت طرح مواضيع متنوعة بأسلوب تهكمي فكاهي.
وبعد نحو عامين قدم وحيد مسرحية "انتخبوا حمورابي"، وهي ذات طابع سياسي بمضمونها العام وجال من خلالها بشتى أنواع الموضوعات التي تكتنف المشهد العراقي وتشكل محور اهتمام الرأي العام، وتوالت بعدها سلسلة من البرامج الساخرة بينها "بنج عام"، و"آخر ظهور"، و"قط أحمر"، والتي نالت متابعة جماهيرية واسعة.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الفنان العراقي أحمد وحيد، للحديث عن مسيرته الفنية، وإلى نص الحوار:
كيف استطعت كسب ود المشاهدين خلال عمر فني ليس بالطويل؟
لا أعد نفسي من المشهورين، فالطريق ما زال طويلا، وإنما أستطيع القول إني قدمت أعمالا حازت على رضا الجمهور، وهذا لا يعني الوصول إلى النجومية، كون ذلك يتطلب زمنا تراكميا يحتاج سنوات، يمكن من خلاله الحكم وإطلاق التوصيف بالشهرة من عدمها.
اخترت الفن الساخر للحديث عن قضايا اجتماعية وسياسية.. ألا ترى أن ذلك مجازفة بالنفس؟
نعم، الأمر ليس سهلا، والحقيقة لم أتعرض إلى أي تهديد أو مضايقة، وربما يأتي ذلك لأني أقدم رسالة ناقدة ساخرة لا تستهدف الجوانب الشخصية للمسؤول، بمعنى أني أطرح فنا كوميديا له طابع أخلاقي، وهو ما يخفف شيئا من وطأة الأمر.
هل تؤمن بدخول الفن الساخر في المنطقة السياسية؟
قطعا لا أومن بذلك.. ربما اعتمدنا هذا اللون لحداثة التجربة الديمقراطية في العراق، وطبيعة الأخطاء المتراكمة للحكومات المتعاقبة، وقدمنا موضوعات ومضامين شتى ولكن لم يتغير من الواقع شيء، لذا بدأ الجمهور يصاب بالملل والضجر والرتابة، وهو ما دفعنا مؤخرا إلى تناول القضايا الاجتماعية التي تزخر بكثير من المفردات التي تلامس حياة ومصير المجتمع.
ما رأيك في الحملة التي أطلقتها السلطات الأمنية بشأن صناع "المحتوى الهابط"؟
عندي ملاحظات كثيرة بشأن تلك الحملة التي جاءت بشكل مفاجئ ودون إشعار سابق، ما وضع أغلب صناع المحتوى أمام خرق قانوني في لحظة وضحاها، فلا يمكن محاكمة الأفراد والجهات دون تعريفهم بنصوص الخرق في القوانين والتشريعات، لذا أرى أن "المحتوى الهابط" تهمة يعاقب عليها بالحبس والغرامة على حين غفلة.
كما أن الأحكام التي صدرت بحق مروجي ما يعرف بـ"المحتوى الهابط"، جاءت متباينة بين الحبس 6 أشهر وعامين وهكذا، الأمر الذي يثير الاستغراب بشأن تباين الأحكام لنفس التهمة، كذلك ليس من العدل والإنصاف أن تُطوع مواد عقابية قديمة مضى على تشريعها عقود طويلة، على عصر ظهرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي، لابد من وجود تشريعات ولوائح جديدة ومفهومة تتناسب مع حداثة ما يجري وتنص بشكل واضح على ماهية "المحتوى الهابط"، دون أن يكون ذلك توصيفا فضفاضا قابل للتأويل والاجتهاد.
هل ستتواجد في الموسم الرمضاني المقبل؟
نعم سأقدم الجزء الثالث والأخير من البرنامج الكوميدي "قط أحمر"، بعد أن حقق نجاحا في نسختيه الأولى والثانية خلال الموسمين الماضيين.
هل تريد أن توجه كلمة عبر "العين الإخبارية"؟
نعم.. أوجه كلمتي إلى شريحة الفنانين، وأدعوهم إلى أن يكونوا قريبين من معاناة الجمهور، وتداول القضايا التي تعنى بهم وتترجم احتياجاتهم، لتوصيلها إلى السلطات وأصحاب القرار.