أحمد جاب الله.. من هو القيادي الإخواني التونسي المطرود من فرنسا؟
هو بين الرعيل الأول في حركة النهضة الإخوانية بتونس، اختار لنفسه «خط العنف» في شبابه ثم سافر إلى فرنسا التي دشن فيها «مفرخة» لنشر أفكار التنظيم في أوروبا.. إنه القيادي الإخواني أحمد جاب الله.
برز اسمه مجددا، مع كشف إذاعة «أوروبا 1» عن مغادرته إلى تونس، وقررت السلطات الفرنسية أيضا إصدار قرار يحظر دخوله مجددا إلى البلاد.
- متواطئون مع إخوان تونس.. مذكرة جديدة بحبس «قاضي النهضة»
- قاد «مفرخة للإرهاب» بفرنسا.. «عجوز النهضة» يعود لتونس مطرودا ومحظورا
من هو؟
جاب الله من الشخصيات التي نشأت في حضن الإسلام السياسي في سبعينيات القرن الماضي ضمن مجموعة كان يتحكم فيها قيادات إخوانية في مقدمتهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وصالح كركر وبن عيسى الدمني، بحسب مراقبين.
وبين عامي 1978 و1979 كان جاب الله من ضمن الشباب الإسلامي في الجامعة الذي يعتبر «خط العنف» إحدى الأدوات لإحراج السلطة.
وفي الثمانينيات من القرن الماضي، انتصر جاب الله لأفكار الغنوشي ضد مورو، بعد أن اندلعت معركة أيديولوجية بين الشخصيتين حول المرجعية الفكرية.
عاصر جاب الله (68 عاما)، الفكرة الأولى لتأسيس حركة النهضة الإخوانية سنة 1981 إلا أنه غادر البلاد إلى فرنسا في السنة ذاتها لاستكمال تعليمه في جامعة السوربون بباريس من ضمن مجموعة من الطلبة الذين كان يرسلهم الحبيب بورقيبة للدراسة في الخارج دون اعتبارات فكرية وأيديولوجية في تلك الفترة.
وعمل خلال وجوده في فرنسا على توطيد نفوذ حركة النهضة الإخوانية، والتغلغل في المجتمع الفرنسي وتجنيد الجالية التونسية.
وصفته صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، في تقرير سابق لها، بأنه رجل ذو شعر أبيض ونظارة على أنفه، وينحدر من أصل تونسي، مشيرة إلى أنه يحمل سيرة ذاتية متناقضة؛ فهو إمام، وأستاذ علم اللاهوت، ومدرس علوم الإسلام في السوربون.
في المقابل هو الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي أصبح بعد ذلك منظمة مسلمي فرنسا، إحدى أذرع تنظيم الإخوان بفرنسا.
ويمثل جاب الله الذي زار تونس عدة مرات، الشخصيات المقربة للغنوشي، وخيط رابط للحركة الإخوانية مع أوروبا وخاصة فرنسا من خلال استقطاب الجالية التونسية هناك.
نشر أفكار التنظيم
وفي تقرير لها تحت عنوان «في سان دوني.. مدرسة الأئمة بمرمى العدالة»، سلطت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية الضوء على جاب الله والمؤسسة التعليمية التي يرأسها، ودورها في نشر أفكار تنظيم الإخوان بالبلاد.
وذكرت الصحيفة أن المدعي العام الفرنسي في مدينة بوبيني بإقليم «سين سان دوني» فتح تحقيقًا أوليًا بشأن «خيانة الأمانة» و«إخفاء خيانة الأمانة»، ضد إدارة المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الواقع في سان دوني بالضاحية الشمالية لباريس.
ويقوم المعهد بتدريب الأئمة والمدرسين في المدارس القرآنية وأيضًا المواطنين العاديين الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية أو الاقتراب من الإسلام.
ويتخرج فيه سنوياً نحو 1500 طالب، لكن الصحيفة الفرنسية وصفت ذلك المعهد في تقريرها -آنذاك- بأنه يعد بمثابة «مفرخة للتطرف».
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMjkg جزيرة ام اند امز