لقاطني المدن الكبرى.. تلوث الهواء سر إصابتك بالأرق
التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء ربما يضر بشكل كبير فرص الحصول على ليلة نوم جيدة لا سيما بالنسبة لسكان المدن.
حذّرت دراسة أمريكية حديثة من أن التعرّض لمستويات عالية من تلوث الهواء، ربما يؤثر بشكل كبير على فرص الحصول على ليلة نوم جيدة، لا سيما بالنسبة لسكان المدن، ما يتطلب زيادة حملات مكافحة أسباب التلوث في المناطق المأهولة مثل مركبات الديزل القديمة.
وقالت الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة "التايمز" البريطانية، إن أصحاب المنازل في المناطق المعروفة بأنها من بقاع التلوث، أكثر عرضة بنسبة 60% تقريبًا لحالات الحرمان من النوم، خلال فترة 5 سنوات مقارنة مع أولئك الذين يتنفسون الهواء الأنظف.
وتشير تقارير إلى أن تلوث الهواء يُساهم في نحو 40 ألف حالة وفاة مبكرة في بريطانيا وحدها سنويًا، ويعتقد أن الدراسة الأخيرة، التي طرحت خلال المؤتمر الدولي للجمعية الدولية لأمراض الصدر، تقدم الرابط الأكثر وضوحا حتى الآن بين التلوث والأرق.
وقال الباحثون، إن الأضرار التي لحقت بالجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي -المرتبطة عادة بالتعرض للتلوث- كان لها تأثير كبير على النوم، ما يعني أن التعرّض على المدى القصير لنوعية الهواء السيئة من المرجح أن يكون له تأثير على قدرة الناس على الحفاظ على مستوى جيد من النوم أثناء الليل.
وفي إطار الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات 1863 شخصًا بعمر 63 عامًا، لاختبار تأثير ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والجسيمات، وهما أكثر ملوثات الهواء شيوعًا.
وجمعوا بيانات المتطوعين من مواقع الرصد في 6 مدن أمريكية لتقدير مستويات تلوث الهواء في منزل كل شخص، وفصلهم إلى 4 مجموعات على أساس نوعية الهواء، وقد استخدمت تقنية قياس دورة الحركة والخمول (أكتغرافي) عن طريق جهاز مثبت على المعصم لقياس أنماط النوم للمشاركين.
ووجدت الدراسة، التي أجراها أكاديميون من جامعات تشمل "واشنطن" في سياتل و"كولومبيا" في نيويورك، وكلية هارفارد للصحة العامة، أن المجموعة التي لديها أعلى مستويات ثاني أكسيد النيتروجين على مدى 5 سنوات تزيد لديها بنسبة 60% احتمالات انخفاض كفاءة النوم؛ مقارنة بأولئك الذين لديهم أدنى المستويات.
وكان لدى المجموعة ذات التعرض الأعلى للجسيمات الصغيرة زيادة بنسبة 50% تقريبا في احتمال ضعف النوم، وتم تعديل الدراسة لمراعاة عوامل منها العمر والوزن ومشاكل النوم الحالية، والدخل وما إذا كان المتطوعون مدخنين.
وقالت مارثا بيلينجز، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة واشنطن، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "أظهرت الدراسات السابقة أن تلوث الهواء يؤثر على صحة القلب ويؤثر على وظائف التنفس والرئة، ولكن لا يعرف كثير عما إذا كان تلوث الهواء يؤثر على النوم".
وأضافت "اعتقدنا أنه من المحتمل أن يكون ثمة تأثير، وأن تلوث الهواء يُسبب تهيجًا في مجرى الهواء العلوي، وتورمًا واحتقانًا وربما يؤثر أيضًا على الجهاز العصبي المركزي، ومناطق المخ التي تتحكم في أنماط التنفس والنوم".
وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تعرّضوا لمستويات عالية من التلوث لمدة عام من المرجح أن يعانون أيضًا من مشكلات في النوم.
واختتمت بيلينجز بالقول: "تشير هذه النتائج إلى احتمال أن مستويات التعرّض لتلوث الهواء لا تؤثر فقط على أمراض القلب والرئة، ولكن أيضا نوعية النوم، وأن تحسين نوعية الهواء ربما يكون إحدى سبل تحسين صحة النوم".