"المحيسني" مفتي الإرهاب.. من دعم "الحمدين" للدعاية للعثمانيين بسوريا
علاقته بقطر بدأت من إمامته للجامع القطري في مكة، ومن ثم انتقاله للإقامة بالدوحة بعد فراره من باكستان قبل أن يغادرها لتركيا.
فتاوى تكفيرية، قتل أبرياء، تجنيد شباب، تاريخ إجرامي كبير يملكه الإرهابي عبدالله المحيسني في سوريا، التي حل بها لتنفيذ أجندة قطر وتركيا من نشر فكر ضلالي ودور تخريبي ودعم التنظيمات المتطرفة، في محاولة للسيطرة على البلد الذي مزقته الحرب منذ 2011.
وبينما يصطف العالم كله لمحاربة الإرهاب، وقفت قطر وتركيا في الجهة الأخرى عبر تقديم جميع أنواع الدعم للمتطرفين، ولم تتوقف مساعي البلدين مادياً ومعنوياً وإعلامياً نحو زرع الفتن والخراب عربياً وأفريقياً ودولياً.
ذمم رخيصة اشترتها قطر وتركيا بينها عبدالله بن محمد بن سليمان المحيسني، المعروف اختصاراً بـ"عبدالله المحسيني"، وهو داعية سعودي هرب إلى باكستان بعد تأييده سلسلة هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، في الولايات المتحدة، التي رفضها العالم كله كونها شوهت صورة العرب والمسلمين لدى الغرب.
علاقته بقطر بدأت من إمامته للجامع القطري في مكة المكرمة، ومن ثم انتقاله للإقامة بالدوحة بعد فراره من باكستان؛ إثر تضييقات حكومية قبل أن يغادرها لتركيا ثم سوريا ودعم علني لا محدود لمدة 6 سنوات، ومن ثم خشيت على نفسها من الضغوطات الدولية وصنفته إرهابياً في مارس/آذار 2018 بينما تموله سراً عبر الشريك أنقرة.
المتطرف، الذي لا تقبله دولة للعيش بها، لقي حفاوة كبيرة في الدوحة؛ حيث شارك بشكل رسمي عام 2012 في المؤتمر الثاني لرابطة علماء المسلمين بعنوان "أحكام النوازل السياسية".
جهزته الدوحة وعملت على بزوغ نجمه عبر "قناة الجزيرة"، بوق تنظيم الحمدين الإرهابي، ومن ثم أرسلته إلى سوريا في الربع الأخير من عام 2013، لتنفيذ المهام التي ستوكل إليه بدعم ومساندة الفصائل الإرهابية، التي يحصل العديد من قادتها وأفرادها على رواتب شهرية من الدوحة.
وفي أغسطس/آب 2013، التحق المحيسني بصفوف إرهابيي جبهة النصرة، بعد نشاطه في جمع الأموال والتبرعات للتنظيم عبر عدد من الحملات، التي سبق أن أعلن عنها عبر حسابه الشخصي في "تويتر".
كما كان له باع كبير في ضم المقاتلين الإرهابيين إلى جبهة النصرة في سوريا، فكان بين فترة وأخرى يظهر وهو يعدهم بالحور العين والنصر المؤزر، وضرورة الانضمام إلى جبهة النصرة، وهو الذي عرف عنه صاحب الوسم #نفير_المبتعثين الذي حرض وغرر بالطلبة المبتعثين للانخراط في جبهة النصرة للحرب.
ثم عمل كقاضٍ شرعي يحكم بين الفصائل المختلفة مثل تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة الموالية لـ"القاعدة"، و"أحرار الشام"، حتى حدث الصدام بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، في فبراير/شباط 2014، فبدأ يتخذ مواقف مع جبهة النصرة.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014، نظم مركز بروكنجز التابع للنادي الدبلوماسي القطري، جلسة نقاش تناولت مستقبل الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا، ضمت أحد مقاتلي جبهة النصرة وإحدى أذرعها الإعلامية "بلال عبدالكريم" (48 عاماً)، الذي ظهر لاحقاً في صورة جمعته بعبدالله المحيسني؛ للاطمئنان عليه بعد إصابته في إحدى المواجهات.
وآنذاك تساءلت العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية عن كيفية خروج هذا الإرهابي من حلب إلى الدوحة مباشرة، ثم عاد بعد ذلك للظهور مع المحسيني مرة أخرى.
وساهم المحيسني بعلاقاته مع تنظيم الحمدين في جمع الأموال من قطر لتأمين وتطوير المدفعية والأسلحة المتقدمة للمليشيات المتطرفة في سوريا.
وفي 2016، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مالية على 4 من قيادات جبهة النصرة، من بينهم المحيسني الذي وصفته بأنه مسؤول تجنيد مقاتلين شمال سوريا، وجزء من "دائرة القيادة الداخلية" لجبهة النصرة.
وعام 2017، صنفت دول الرباعي العربي (الإمارات والسعودية ومصر والبحرين) قائمة من 59 فرداً و12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها كان على رأسها عبدالله المحيسني.
وخلال مارس/آذار 2018، وفي محاولة لذر الرماد في العيون وفي اعتراف رسمي متأخر، صنفت الدوحة المحيسني على قوائمها للإرهاب، لتورطه فى دعم وتمويل الإرهاب بدول المنطقة، وهو ما اعتبره حينها مراقبون تم بأوامر أمريكية وضغط أوروبي.
ومن أداة لتنظيم الحمدين الإرهابي إلى سلاح بيد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستخدمه للحصول على دعم جميع الفصائل الإرهابية، وإظهار عدوانه على سوريا بشكل مغاير، وأنه قادم لنجدتهم وليس لنهب ثرواتهم.
ففي الرابع والعشرين من أغسطس/آب 2016، شنت تركيا عملية "درع الفرات" العسكرية في شمالي سوريا، بدعوى إقامة منطقة فاصلة على حدودها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أجرت صحيفة "يني شفق" الموالية لنظام أردوغان، حواراً مع "المحيسني"، أخذ خلاله يبكي وينوح على أطفال سوريا، مطالباً أردوغان عبر استخدام آيات قرآنية محرفة عن مكانها الصحيح بنجدتهم، ونسى أو تناسى هذا الإرهابي كيف ساهم هو والمتطرفون من أمثاله في مقتل مئات الآلاف من الأطفال ليس في سوريا ولكن في العالم كله.
كما ترحم خلال الحوار على سلاطين الدولة العثمانية وعدّد إنجازاتهم دون أن يذكر المذابح والأهوال ووقائع النهب والجرائم، التي يشيب لها الولدان للعثمانيين، حيث يمتلئ تاريخهم بسيئات خلفوها في كل مكان وطأت بها أقدامهم.
وبشكل متكرر، حل الإرهابي المحيسني ضيفاً على برامج قناة الجزيرة القطرية، التي وفرت له دعماً إعلامياً كبيراً، لمساعدته في تجنيد واستقطاب العناصر المقاتلة من أنحاء العالم، لدعم الاحتلال التركي لسوريا.
وبينما يحظى بحفاوة على وسائل إعلام دول تحالف الشر، تضعه وسائل الإعلام في مكانه الصحيح كإرهابي قتل الأبرياء وساهم في زيادة الاضطرابات في سوريا وغيرها من الدول العربية.
فضمن حلقات برنامج "سفراء الظلام" على قناة دبي، نال الإرهابي عبدالله المحيسني عن جدارة لقب "سفير الظلام".
وخلال البرنامج، تناول اللواء ركن طيار متقاعد محمد القبيبان خبير استراتيجي وعسكري سعودي، علاقة المحيسني بقطر، التي نتج عنها تأسيس "خلية الدوحة" التخريبية، التي عملت في سوريا، تنفيذاً لأجندة الدوحة الظلامية؛ حيث لم تجد قطر أفضل منه لتزج به في سوريا لتنفيذ مخططاتها ودعمه بالأموال الطائلة.
وأشار إلى أن الدوحة توجته في منصب قيادي بجبهة النصرة، ومن بعدها جبهة تحرير الشام، ولم يعد غريباً أن يدافع المحيسني عن أرباب قطر.
وأضاف: "هذا هو واقع التنظيمات الإرهابية، بأنها تشترى بالأموال؛ حيث تعمل تحت غطاء الدفاع عن الدين الإسلامي، وهو بريء منها تماماً".
وأشار إلى أن الدوحة عملت على استقطاب من ترى فيهم ضعف النفس وحب المال والشهرة، واستخدامهم لفرض أجندتها، وإيصال ما تريد أن توصله إلى العالم أجمع.
وتابع: "للأسف، كانت هناك شريحة كبيرة من الشباب في السعودية والمنطقة العربية تتابع المحيسني، نظراً لما يتمتع به من ثقل علمي، واستطاعت أن توظف مثل هذه الشخصيات، وهذا يدل على وجود مخطط واضح لتحريك التنظيمات الإرهابية، وأن يضمن تعبئة هذه التنظيمات بشكل مستمر، بشخصيات تكون مرغوبة بشكل مسبق في بلدانها".
وأكد أن "مثل هذه الشخصيات تتخذ من الدين شماعة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية".
وفي ظل المعارك المحتدمة حالياً بين الجيش السوري والقوات التركية المدعومة من الفصائل الإرهابية في إدلب (شمال شرق)، أعاد الإعلام التركي وبشكل مكثف نشر مقابلة الإرهابي عبدالله المحيسني مع صحيفة يني شفق التركية، التي يستنجد خلالها بأحفاد العثمانيين لإعطاء صورة مغايرة عن العدوان التركي، الذي يلاقي رفضاً داخل البلاد وكذلك عربياً ودولياً.
ومني الجيش التركي بخسائر كبيرة خلال المعارك في إدلب السورية، التي بدأت منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، سواء في قتلى من الجنود أو المعدات والآليات العسكرية.
ومؤخراً، طالب المحيسني أنصاره بضرورة المشاركة في قتال الجيش الوطني الليبي، وفق تسجيل مصور جرى تداوله حديثاً على مواقع التواصل كنوع من الدعم لقطر وتركيا، اللتين تسهمان في إرسال مرتزقة ودعم المليشيات لسرقة ونهب خيرات الشعب اللليبي.