بمراسم تناسب أهمية الحدث، يؤدي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية لولاية جديدة، بعد غد الثلاثاء المقبل.
ويؤدي الرئيس السيسي اليمين الدستورية في العاصمة الإدارية، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، التي تفوق فيها على 3 منافسين.
وحول تفاصيل هذا اليوم، حصلت "العين الإخبارية"، حصريا على دراسة توثيقية للمفكر والمؤرخ القضائي الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، توضح إجراءات وطقوس ومراسم القسم الدستوري.
العرف البرلماني لأداء اليمين
يقول الدكتور محمد خفاجي إن العرف البرلماني المصري العتيق جرى على أن الرئيس يصل مقر مجلس النواب في موكب رئاسي تتخلله عروض جوية في السماء بطائرات حربية وهليكوبتر تحمل أعلام مصر والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، احتفالا بتنصيب الولاية الجديدة.
وتبدأ مراسم أداء الرئيس لليمين الدستورية بمجرد وصوله مقر البرلمان، إذ يكون في انتظاره أمام القاعة الرئيسية للمجلس كل من رئيس مجلس النواب، ووكيلي المجلس، والأمين العام للمجلس، ويقف الجميع في صف بأولوية التقدم من الأعلى منصبا للأقل، للترحيب بوصول الرئيس.
ثم بعد ذلك يدخل الرئيس المجلس لاستعراض حرس الشرف وعزف السلام الجمهوري، الذي يعقبه توجهه للاستراحة الخاصة برئيس الجمهورية داخل مجلس النواب، في حين يتوجه كل من رئيس المجلس والوكيلين والأمين العام للقاعة ليقوم الأول بافتتاح الجلسة، في انتظار دخول رئيس الجمهورية إلى قاعة النواب.
وفى اللحظة السابقة، يكون أمين عام مجلس النواب واقفا على الباب الأيمن للقاعة، ويعلن بصوت جهوري عن قدوم الرئيس بقوله "رئيس الجمهورية"، وعقب ذلك يتلو رئيس المجلس كتاب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات الوارد للمجلس بإعلان نتيجة انتخابات مصر.
ويتضمن الكتاب المادة الثانية التي تنص على فوز عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، ثم يتلوه رئيس مجلس النواب إعمالاً للمادة 144 من الدستور، ويدعو الرئيس لأداء اليمين الدستورية، يعقبها مباشرة دون فاصل زمني إطلاق المدفعية 21 طلقة.
كلمتان للأمة
وعقب أداء الرئيس لليمين الدستورية، يلقي رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية كلمتين للأمة، وكما هو الشأن في السوابق البرلمانية في مصر، فهو خطاب لا يخضع للمناقشة البرلمانية.
وبعد انتهاء الكلمة الرئاسية، يقدم رئيس مجلس النواب التهنئة للرئيس ويعلن رفع الجلسة، ويغادر رئيس الجمهورية القاعة بصفة منفردة ومن خلفه رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ويلحقه رئيس مجلس النواب، ثم وكيلا المجلس والأمين العام، ليصطف حرس الشرف لأداء النشيد الوطني من الموسيقى العسكرية، وتنتهي مراسم القسم الرئاسي.
وعن مدى مشاركة رؤساء وملوك الدول الأخرى في مراسم أداء القسم الرئاسي والسوابق البرلمانية، يشير خفاجي إلى أن السوابق البرلمانية التاريخية تجيز حضور رؤساء وملوك الدول جلسة أداء اليمين الدستورية للرئيس.
ولفت إلى أنه في عام 1981، دخل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك (رحل عام 2020)، إلى قاعة مجلس الشعب وبرفقته الرئيس السوداني وقتها جعفر نميري (رحل عام 2009)، بعد لحظات من دخول الدكتور صوفي أبوطالب رئيس مجلس الشعب حينها القاعة.
وأوضح أنه في حالة حضور رؤساء أو ملوك عرب أو أجانب، يجلس الرئيس الضيف على يسار الرئيس المنتخب وعلى يمينه رئيس مجلس النواب.
أما رؤساء البرلمانات، فلهم أن يشاركوا في الحضور من خلال الشرفة، وإذا تمت دعوة أحد رؤساء برلمانات العالم، فإنه يجلس وحده في قاعة المجلس بجوار مقعد رئيس الحكومة.
أما الوفود، فتشارك من خلال الشرفات، حسب الدرجات والمستويات السياسية والدبلوماسية والبرلمانية في العالم سواء كان الاتحاد البرلماني الدولي أو الاتحادات الإقليمية.
ويلفت نائب رئيس مجلس الدولة المصري، في دراسته التي حصلت "العين الإخبارية" عليها، إلى أن الرئيس سيؤدي اليمين لأول مرة في وجود رئيس لمجلس النواب سبق له تولي رئاسة المحكمة الدستورية العليا.