"كن عيني".. مكتبة صوتية للمكفوفين في الجزائر
شباب متطوع في الجزائر يشرف على توزيع 120 تسجيلا صوتيا على المكفوفين، بعد حملة تبرعات من الجزائر وخارجها
ظهر بالجزائر في السنوات الأخيرة عدد من المبادرات الشبابية التطوعية الخيرية والثقافية التي مست عدداً من شرائح المجتمع الجزائري، وهي المبادرات التي يؤكد عدد من المتابعين لها بأنها تنم عن درجة الوعي الكبيرة التي بات يتمتع بها الجيل الحالي من شباب الجزائر.
ومن بين أهم المبادرات والأولى من نوعها في الجزائر، تلك التي قام بها شباب متطوع بولاية باتنة (شرق الجزائر) وهي "مشروع المكتبة الصوتية للمكفوفين" التي اختار لها القائمون عليها شعار "كن عيني".
وبحسب أصحاب المبادرة، فإن الهدف منها هو تعويض النقص الكبير الذي تعاني منه المكاتب الصوتية، في وقت أكد عدد من المكفوفين في عاصمة الأوراس باتنة أن هذه المبادرة تساعدهم كثيراً في الاطلاع والدراسة.
ونجح الشباب المتطوع في توزيع أول دفعة من التسجيلات الصوتية قدرت بـ 120 تسجيلاً صوتياً بثلاث لغات وهي العربية والإنجليزية والفرنسية، وهي التسجيلات الصوتية التي جاءت على شكل تبرعات من بعض المناطق الجزائرية وحتى من دول عربية، من بينها مصر والعراق وفلسطين.
وأطلق شباب المبادرة قبل 6 أشهر مبادرة للتبرع بالتسجيلات الصوتية، وكان شعارهم في ذلك "كن بصراً لمن لا يبصر"، وبمشاركة عدد من الجمعيات المحلية التي ساهمت في إنجاح أول مباردة في الجزائر لفئة المكفوفين.
المبادرة التي أشرف عليها حوالي 10 شباب من مدينة باتنة ووزعوا التسجيلات الصوتية بالمكتبة العمومية التي خصصت جناحاً بالمكفوفين، وبمدرسة صغار المكفوفين للمدينة، لم تتوقف فقط عند فكرة "كن عيني"، بل أشرفوا على أول مسابقة من نوعها في الجزائر باسم "كن مبهراً" لفئة المكفوفين، والتي شارك فيها باحثون وطلبة جامعيون من فئة المكفوفين، في نوعي المسابقة الصوتية والأدبية.
وتقدر المنظمة الجزائرية للمكفوفين عدد المكفوفين في الجزائر بحوالي 200 ألف مكفوف من أصل 4 ملايين معاق يشكلون نسبة 10 % من المجتمع الجزائري.
ومن بين أكثر المشاكل التي تقف عائقاً أمام المكفوفين في الجزائر عدم تصنيفهم ضمن المعاقين بنسبة 100 %، وكذا صعوبة اندماجهم في وسط المجتمع خاصة فيما يتعلق بالتوظيف سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة.