الهلال تعاقب عليه عدد من الرؤساء وعشرات المدربين الفطاحلة وجيش من اللاعبين محليا وخارجيا أنفق عليهم مئات الملايين دون الفوز بكأس آسيا.
يمرّ الفريق الهلالي في أوج عنفوانه الفني والبدني، والذي بإمكانه أن يصل بعيدا في البطولات التي يخوضها محليا وقاريا بفضل كم اللاعبين وتجانسهم وجودتهم الفنية وخبرة وشخصية الفريق التي يتمتع بها داخل الملعب على المستوى الفردي والجماعي.
العقدة الأزلية في التأزم الهلالي تكمن في بطولة آسيا، فالهلال تعاقب عليه عدد من الرؤساء وعشرات المدربين الفطاحلة وجيش من اللاعبين النوادر محليا وخارجيا الذين أُنفق عليهم مئات الملايين دون جدوى.
وبغض النظر عن الظروف والدعم اللوجستي الذي رافق الفريق حتى صدارة ترتيب الفرق في الدوري مقارنة مع البقية، لكنه لا يقلل من مكانة وإمكانيات أفراده في السير بالفريق في الظروف الصعبة من المباريات وخطف الفوز، خاصة وأنه ابتعد بفارق 6 نقاط عن الوصيف النصر، مما يجعله الأقرب لإحراز بطولة الدوري برغم بقاء 8 مباريات عن خط النهاية.
العقدة الأزلية وهي بيت القصيد في التأزم الهلالي الذي لازم لاعبين وإداريين ومدربين وجمهور تكمن في بطولة آسيا، فالهلال تعاقب عليه عدد من الرؤساء وعشرات المدربين الفطاحلة وجيش من اللاعبين النوادر محليا وخارجيا الذين أُنفق عليهم مئات الملايين دون جدوى.
ولعل ذكرى الخسائر التي مرت طوال عقدين من الزمن تحكي الواقع المرير، فمنذ الخسارة الكبيرة أمام فوركاوا الياباني بـ4 أهداف في الرياض عام 1988 كأول مسلسل لخروج النهائيات، ومرورا بالخسارة المذلة في 2002 أمام سامسونج، وأقول المذلة بحكم تواجد الفريق الكوري في مباراة الإياب في الرياض بـ 13 لاعبا فقط، حتى إن الحارس الاحتياطي لعب كمهاجم، لتتبعها خسارة سيدني الشهيرة، ذلك الفريق الهزيل، ويختمها فريق أوراوا، الذي لا يقل عن الفريق الأسترالي ضعفا وهوانا، وأخيرا مشاركة الفريق المخيبة للآمال في الموسم الماضي التي جمع فيها نقطتين من أصل 18 نقطة وضعته في المركز الأخير بدوري المجموعات!
كثيرون أكدوا أن عقدة البطولات الآسيوية النفسية تراكمت دون حلول ناجعة طوال 20 عاما، كونه الهاجس الأكبر والمسيطر على أذهان محبيه ولاعبيه، بل يزداد تفاقما عاما بعد آخر للفريق الأكثر عددا في المشاركات والمباريات، فالنصر مثلا رصيده 34 مباراة ووصل للعالمية، والاتحاد 67 مباراة ووصل مرتين للعالمية، فيما لعب الهلال حتى الآن 140 مباراة دون نتيجة،
كمتابع رياضي وجدت تعاطفا كبيرا من خارج محيط محبي الهلال لتمني فوزه هذه المرة بكأس آسيا، ليس لأنه أكثر اكتمالا، ففي سنوات مضت مرّ لاعبون أفذاذ، لكن بعد هذا العمر لمن شارفت أعمارهم الـ 30 دون أن يتذوقوا الوصول للعالمية، نقول لهم هلالكم بطل قادم حتى لو قلتم هرمنا من هذه اللحظة!
*نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة