أثارت صور رئيس ائتلاف "دولة القانون" بالعراق، نوري المالكي، الذي ظهر خلالها حاملا بندقية في المنطقة الرئاسية، جدلا واسعا بمنصات التواصل الاجتماعي.
وفي إحدى الصور التي سربتها مواقع ومنصات مقربة من قوى ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي"، ظهر نوري المالكي داخل مكتبه وهو يرتدي بِزَّة عسكرية بدت مترهلة ولا تتناسب مع مقاس جسده.
وجاءت تلك الصور بالتزامن مع اقتحام أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للمنطقة الرئاسية المحصنة ببغداد، عصر أمس الأربعاء، والتي تضم مقار ومؤسسات حساسة من بينها البعثات الدبلوماسية ومنازل لكبار قادة القوى السياسية بينهم نوري المالكي.
وأظهرت مقاطع فيديو متظاهرين يدخلون مبنى البرلمان في المنطقة المحصنة، أمس، ويتوعدون بـ"قطع" رأس نوري المالكي بوصفه العدو اللدود لزعيمهم الصدر.
وكان الصدر وجه أنصاره بعد نحو ساعتين من دخول المنطقة المحصنة بالانسحاب وخاطبهم قائلا "رسالتكم وصلت وأرعبت الفاسدين".
وعقب عودة الهدوء للمنطقة المحصنة ليل أمس، إثر انسحاب المتظاهرين، ظهر المالكي مسلحاً في الصور التي لاقت سخرية وانتقادا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال بعض النشطاء في تعليقات تهكمية على الصفحات الشخصية، "نوري علم دار"، في إشارة إلى الشخصية الشهيرة في المسلسل التركي "وادي الذئاب".
وعلق أنصار الصدر على الصور أيضا في حساباتهم الشخصية، بأن "المالكي ظهر مسلحاً يجول المنطقة الخضراء عقب انسحاب المتظاهرين.. أين كنت عند الاقتحام؟".
ووصف مراقبون صور المالكي بأنها وإن حركت عاصفة سخرية، ولكنها لا تخلو من دلالات خطيرة تنذر ببدء فصل دام في العراق.
المراقبون قالوا إن هذه الصور تحمل "رسائل مسلحة"، تبادلها المالكي مع أنصار الصدر، وهي بمثابة إعلان للمواجهة وعدم الاستسلام.
ويعيش الصدر والمالكي خصومة معقدة تعود إلى عام 2008، وتصاعدت ما بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتطورت لاحقاً عقب التسريبات الصوتية الأخيرة لرئيس الوزراء الأسبق.