عمال النفط في أمريكا يصارعون البطالة بعد هبوط الأسعار
غادر الكثير من العاملين في قطاع النفط عملهم بعد تراجع أسعار النفط في الولاية الواقعة جنوب غربي البلاد
وجد العاملون في قطاع النفط حول كارلسباد في ولاية نيومكسيكو الأمريكية أنفسهم أمام خيارين، إما انتظار الانتعاش أو المغادرة بحثا عن مكان آخر للعمل ،بعدما سدّد الانخفاض الكبير في أسعار الخام ضربة موجعة للاقتصاد المحلي.
وغادر الكثير من العاملين في قطاع النفط في الولاية الواقعة جنوب غرب البلاد مواقع التخييم حيث كانوا يوقفون عرباتهم المقطورة بعدما كانت الرواتب المرتفعة تجذبهم إلى المكان.
ويمكن للعامل في هذه البلدة في حوض برميان ،حيث أكبر رواسب للنفط والغاز الطبيعي ، أن يحصل على 100 أو حتى 150 ألف دولار في السنة، وهو راتب أعلى بمرتين أو أكثر من معدل رواتب القطاع الخاص في المنطقة.
- الانهيار التاريخي يخفض حفارات النفط الأمريكي 60% في 7 أسابيع
- حفارات النفط الأمريكية تتراجع لأدنى مستوى في 80 عاما
وأفاد كلينون ويفر العامل في اللحامة والبالغ 34 عاما بينما كان يجلس في الظل خارج مقطورته في المخيّم أنه قال لزوجته في تكساس "أشعر بالكآبة لعدم ذهابي إلى العمل، لكنني متحمّس للعودة لرؤيتكم جميعا".
ويخطط بعد ذلك لبدء البحث عن عمل مجددا.
ويعمل الآلاف في منطقة كارلسباد في قطاع النفط، إما بحفر أو تشغيل الآبار أو بناء أنابيب النفط أو صيانتها.
وخسر العديد من هؤلاء العمال في مجال النفط المعروفين بعملهم الشاق والذي يتطلب قوّة جسدية وظائفهم في الأسابيع الماضية.
وفي 20 نيسان/أبريل، تراجع سعر برميل الخام الأمريكي بشكل كبير حتى أنه بلغ تحت الصفر لمدة وجيزة، بينما امتلأت الخزانات على وقع انهيار الطلب الذي تسبب به تفشي فيروس كورونا المستجد.
وخلال الأسبوع الفائت، تراجع عدد منصات النفط العاملة في حوض برميان بأكثر من النصف مقارنة بما كان الوضع عليه قبل عام.
ويقول مراقب العمال المسؤولين عن أنابيب النفط البالغ 48 عاما إنه تم اقتطاع خمسة دولارات في الساعة من راتبه بينما تم تخفض ساعات عمله من 80 إلى 40 في الأسبوع.
ولم يكن بإمكان الكثير من الشركات التي تعتمد على النفط الصمود لولا خطة الإنقاذ الطارئة التي أطلقتها الإدارة الأميركية لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وفي غياب أي توجيهات من منتجي النفط، كان من الضروري إغلاق بعض الآبار. وقال مايكل باسيت الذي يدير عمليات شركة خدمات نفطية "لم يعد لدينا أي شيء نعمل عليه".
وأفاد أنه في مسعى لإبقاء العاملين في اللحامة على رأس عملهم في الوقت الحالي، طلب منهم مديرهم تحويل الأسلاك الفائضة عن الحاجة إلى شوّايات.
وانخفض عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي العاملة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى على الإطلاق، وذلك بناء على بيانات تعود إلى 80 عاما مضت، إذ قلص قطاع الطاقة الإنتاج والإنفاق للتعامل مع الانهيار الناجم عن فيروس كورونا في الطلب على الوقود.
وأفادت بيانات، من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة بأن عدد الحفارات هبط بواقع 34 حفارا إلى رقم قياسي عند 374 في الأسبوع المنتهي في 8 مايو/أيار الجاري، مقابل 807 حفارات قبل عام، وهو مؤشر على ضعف الإنتاج المستقبلي.