مع اقتراب الثالث من نوفمبر يوم بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية، تحتدم المنافسة بين المرشحين لدخول البيت الأبيض.
موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين القاضية "إيمي كوني باريت" في المحكمة الدستورية العليا، يشكل فعليا أبرز الانتصارات التشريعية للرئيس ترامب والمحافظين بشكل عام، فالمحكمة العليا في أمريكا أصبحت تضم ستة من قضاتها من المحافظين مقابل ثلاثة فقط من الليبراليين، والحقيقة أن هذه الخطوة تضاف إلى سجل الانتصارات التشريعية للرئيس ترامب خلال الأربع سنوات الماضية.
معركة تعيين القاضية إيمي هي معركة الجمهوريين مع الديمقراطيين وهذا استنتاج بديهي، ولكن الأبعد من ذلك يدور حول الاحتمالات التي يضعها الجمهوريون في حال اضطروا للدخول في جدال قانوني إذا لم تكن نتائج الانتخابات الأمريكية مرضية لهم، ورغبوا في الدخول في سجال قانوني قد يصل إلى المحكمة العليا كما حدث في العام 2000م وإعادة فرز الأصوات التي أتت لصالح جورج بوش الابن.
القاضية إيمي في عقدها الخامس، وهي أم لسبعة أطفال وتوصف بأنها كاثوليكية متدينة، ويصفها الرئيس ترامب بأنها ذكية ومتمكنه، ولكن ذلك ليس هو كل المطلوب من جانب الرئيس ترامب الذي بإمكانه أن يوظف هذا الانتصار التشريعي في تعيينها ضمن مكاسبه الانتخابية، من خلال جلب أصوات النساء المحافظات في أمريكا وهو أمر مهم بالنسبة للرئيس ترامب في هذا التوقيت.
عملياً فإن الرئيس ترامب بتمكنه من تعيين القاضية "إيمي" قد سجل هدفاً في اللحظات الأخيرة من مباراته مع الديمقراطيين، ولكن المباراة الانتخابية لم تنتهي بعد فنحن على بعد أيام من الثالث من نوفمبر والذي يشكل الموعد النهائي الحاسم، ولكن بالتأكيد فإن تعيين قاضية محافظة في هذا التوقيت هو نصر كبير لترامب ومن المؤكد أنه سيجلب له الكثير من المؤيدين وخاصة مناهضي الإجهاض والإنجيليين الذين يشكلون صفقة انتخابية كبيرة.
انتماء القاضية إيمي الكاثوليكي له تأثير كبير على شريحة كبيرة من الناخبين ممن يأتون من أمريكا الجنوبية تحديدا، وكذلك الفئات الكاثوليكية الأمريكية ذات الأصول الأوروبية، وهذا ما يؤكد أن انتصار ترامب في تعيينها في المحكمة العليا ليس عملية انتخابية فحسب بل هو انتصار أيضا لفئة كبيرة من الشعب الأمريكي الداعم للمحافظين، وهذا جزء من حرب مستمرة بين الديمقراطيين والجمهوريين للسيطرة على المحاكم الأمريكية، التي تحقق انتصارا للمحافظين فلا زالوا مستمرين في تواجدهم في أهم المواقع حيث لهم ستة أعضاء في المحكمة العليا من أصل تسعة.
ولكي نفهم حاجة الجمهوريين لقضاة محافظين فإنه لابد من أن ندرك أن الجمهوريين يستخدمون القضاء لمساعدتهم في تفكيك الكثير من المشروعات التي تقدم من قبل الديمقراطيين من خلال مسار قانوني يخدم مصالحهم، ولكن في النهاية لابد وأن ندرك أن الفوز بتعيين القاضية - إيمي - هو اختيار محكم استطاع ترامب الحصول عليه قبل الموعد النهائي للانتخابات الأمريكية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة