محللون: قطر تدفع المنطقة للتصعيد وعليها الرضوخ للإجماع العربي
الدوحة تستقوي بقوى خارج الإطارين الخليجي والعربي
محللون دوليون يرصدون تصعيد سياسي وعسكري ملحوظ بسبب تعنت قطر واستمرار ممارسات الدوحة الداعمة للإرهاب بما قد يدفع الأزمة لمستوى خطير.
دخلت الأزمة القطرية أسبوعها الخامس، فيما لا تزال قطر تواصل تعنتها، وعدم الاستجابة الجدية والتعامل بحكمة تقتضيها مصالح المنطقة مع المطالب التي وجهتها الدول العربية لها بالتوقف عن دعم الإرهاب وتمويله.
المهلة التي أقرتها المطالب العربية تنتهي في الثالث من يوليو/تموز الجاري، أي بعد يومين، مما يدق ناقوس خطر بتصعيد سياسي وحالة احتقان تسببت فيها الحكومة القطرية، التي انشقت عن الإجماع العربي، وهو ما ينذر بدوره بمخاطر تهدد المنطقة.
- الخارجية السعودية: قطر لم تلتزم بتعهداتها
- سفير الإمارات بموسكو للغرب: أتريدون أموال قطر الملوثة بالدماء؟
واستعرض عدد من المحللين الدوليين الأسباب التي قد تقود الأزمة مع قطر لمرحلة أخطر بما يمثل تهديدا واضحا للمنطقة.
ويقول فراس معداد، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة "أي أتس إس ماركت" إن التعنت القطري أسهم في وضع أطراف الأزمة في موقف لا يمكن لأي منهم الرجوع عنه.
ويشرح معداد في لقاء خاص على شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية أن التعنت دفع الدول المقاطِعة لقطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إلى مواجهة دبلوماسية حادة كان من الممكن تخفيفها والتفاوض بشأنها – حيث مدت تلك الدول قائمة مطالب كان من الممكن التفاوض بشأنها، إلا أن تعنت الدوحة في التفاوض والسماح لقوات تركية بالدخول إلى الأراضي القطرية يدفع الأزمة إلى مستوى خطير.
وأشار المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إلى أن اللعبة القطرية المكشوفة ومحاولة تصدير فكرة وجود معسكرين في الأزمة غير مجدية.
تتداعي المشاريع والطموحات القطرية في المنطقة، بعد أن كشف الإجماع العربي الساعي للحفاظ على استقرار المنطقة والوطن العربي سياسيا وأمنيا وعسكريا، وعبرت عنه مواقف السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أمام أحقاد ومطامع تتخذ من الأزمة ذريعة للتدخل ومحاولات فرض السيطرة وهو ما بدا جليا في مواقف إيران وتركيا وانحازت له قطر. وهو معسكر يحمل أطماعا توسعية كبيرة في داخل الشرق الأوسط.
ويرى معداد أنه على قطر الآن بمحاولة لتهدئة الوضع عبر إجلاء القوات التركية من أراضيها وفتح باب المفاوضات فورا لتلافي أزمة قد تعصف باستقرار المنطقة إذا ما استمرت، والتعاطي بجدية مع المطالب العربية، بما ينزع فتيل أزمة تنذر بخطر يهدد الشرق الأوسط.
وختم المحلل السياسي بالقول إن فرصة القطريين في التفاوض تتلاشى بشكل سريع، ولا بد على القطريين الاستيعاب أنهم يدفعون المنطقة إلى حرب جديدة.
وشدد انه إذا ما ارتمت قطر في أحضان المعسكر الإيراني، فسيتم التعامل معها كما يتم التعامل مع الإيرانيين، وأنها ستكون بذلك فقدت مكانتها في المنطقة بشكل كامل ونهائي.
وعن المطالب العربية، تقول هيلما كروفت، رئيسة قسم التحليل الاستراتيجي الدولي بمؤسسة "أر بي سي كابيتال ماركيتس" إن تلك المطالب كان من الممكن بسهولة التفاوض بشأنها، خاصة أنها مطالب تمس الأمن القومي لعدد من الدول في المنطقة، وكان بالأحرى على قطر أن تقدم بعض التنازلات لدفع عملية المحادثات.
وأضافت أن المقاطعة هدفها دفْع قطر لمراجعة سياساتها الإقليمية فيما يخص قضايا تمويل الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، بالإضافة الى دعم حركات متطرفة ومدرجة في قوائم الإرهاب، إلا أنها ترى أن التعنت قد يدفع إلى مواجهة أكثر حدة في المستقبل بين قطر وجيرانها.
ألمحت كروفت إلى أن هناك بوادر لتصعيد اكبر في تلك الأزمة، خاصة مع الاستفزازات الإيرانية المتكررة في المياه الإقليمية للدول المجاورة في الخليج العربي، وليس آخرها ذلك الاستفزاز الذي تصدت لها القوات البحرية السعودية.
ففي 16 من شهر يونيو/حزيران الجاري اعتقلت القوات البحرية السعودية 3 من الحرس الثوري الإيراني من قارب تم ضبطه قرب حقل مرجان النفطي.، واعلن مصدر سعودي مسؤول لاحقا أن القوات السعودية تصدت لثلاثة زوارق بحرية دخلت مياهها الإقليمية.
وحذرت كروفت من أن التواجد التركي العسكري داخل قطر يصعّد من حدة التوتر بشكل خطير، وذلك بسبب رفض قطر الدخول في مفاوضات واستقوائها بقوى خارج الإطارين الخليجي والعربي.