من الضروري الترشيد والتوعية بضرورة استعمال البدائل المُقلّلة لتلويث البيئة للحصول على أفضل جودة من خلال الهواء والطاقة النظيفة
ذكر الله عزّوجلّ الأرض في القرآن الكريم ووردت في أكثر من موضع، وهذا دليل على أن للأرض أهمية كونية وارتباط بالإنسان جغرافياً ودينياً وإنسانياً، وتباينت في كل موضع ذُكرت فيها واختلفت معانيها.
لقد احتفل العالم بيوم خاص في 22 من شهر إبريل وهو يوم الأرض وذلك بهدف توعية الناس بأهمية المحافظة على الأرض ككوكب مهم يجب الاهتمام به، نظراً لتزايد المُلّوثات البيئة الصناعية التي تُخلّفها الصناعة والتغيّرات المناخية التي تجعل من كوكب الأرض مُعرّضا للخطر إذا ما تداركنا هذا الأمر، فالوعي الكافي لأهمية المحافظة على البيئة وإشراك الجميع بذلك سيجعل من كوكب الأرض بيئة نظيفة وطاقة مستدامة وبفضل الجهود المبذولة من الدولة في توعية الناس بأهمية هذا اليوم والحفاظ على الموارد الطبيعية .
ولقد اشترك المجتمع الإماراتي بشكل خاص في التوعية البيئية من خلال إشراك فئات المجتمع لا سيّما الأطفال للمشاركة في الاحتفال بهذا اليوم لأهميته، ولقد أطلقت في هذا اليوم 22 إبريل الشيخة شمّا آل نهيان كتابها الجديد (بحثاً عن حلّ عالمي) خلال جلسة لرواية القصص في "مصدر بارك" بهذه المناسبة المميزة، مما يدعو الجميع للمشاركة وإشراك الأطفال في مسابقات وفعاليات للاستفادة والتوعية، وهذا الاهتمام الذي يحظى به هذا الحدث من الشيخة شمّا لهو دليل على أهمية اهتمام شيوخنا بهذا اليوم التاريخي والعالمي والذي يحتفل فيه العالم بأسره عن كوكبنا الذي نعيش عليه (الأرض).
من الضروري الترشيد والتوعية بضرورة استعمال البدائل المُقلّلة لتلويث البيئة للحصول على أفضل جودة من خلال الهواء والطاقة النظيفة
كما احتفلت بعض المؤسسات بهذه المناسبة ونظّمت شبكات لهذا اليوم انطلاقاً وإيماناً بأهمية تعزيز هذا الوعي لجميع فئات المجتمع، وتعليمهم جميع العادات وماذا يتطلّب منهم إزاء ما يمكن أن يفعلوه لحياة رشيدة، وحفاظاً على كوكب جميل وبيئة نظيفة وبناء مستقبل أخضر مُستدام بوضع جميع الركائز الأساسية لتحقّق ذلك .
ومن الضروري الترشيد والتوعية بضرورة الاقتصاد واستعمال البدائل المُقلّلة لتلويث البيئة للحصول على أفضل جودة من خلال الهواء والطاقة النظيفة، والتزام ذلك لا يفي بالغرض إذا ظلّ الإنسان على جهله، فكوكب الأرض مُعرّض لأخطار التلوث والنفايات المُسببّة لأمراض والإشعاعات الخطيرة، و لم يغفل بعض المسؤولين عن أهمية هذا اليوم، كما أنه لا بد من الإشارة إلى أهمية غرس لأشجار، ولقد حثّ الإسلام على ذلك وهو من أحبّ الأعمال التي أوصانا بها الرسول الكريم، وكثرت الأحاديث عن أهمية زراعة الأشجار لما لها من الفوائد العظيمة للإنسان والأرض، إذ تقوم بالحدّ من التلوث البيئي بصورة طبيعية، وتقوم بتخفيف درجات الحرارة مما يُؤدي إلى التوازن في البيئة، فضلاً عن المنظر الجميل الذي تخلقه في مساحات خضراء للكون، لهذا يبدو كوكب الأرض أجمل عندما تكون هذه المساحة الخضراء هي الغالبة، لهذا نهى الإسلام عن قطعها أو التسبّب في تشويه منظر الأرض بُخلّوها من هذه المساحة الخضراء .
وبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام فضل غرس الشجرة وكسب الأجر العظيم من وراء ذلك، مما يدّل على أن المؤمن مُطالب بالحفاظ على كوكبه الأرض في أبسط شيء وهو غرس الشجر وهذا الفعل يُعدّ إيجابياً؛ لأنه يجعل من الإنسان عضو فعاّل لبيئته، ولقد تّم تخصيص يوم للشجرة كونها جزء جميل في بيئة الأرض، ولقد أمر الرسول الكريم بضرورة عدم ترك الغرس حتى لو كان هذا العمل في آخر لحظة يتنفسها الإنسان في حياته بقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو بهيمة إلّا كان له به صدقة" رواه النَسَائي في سُننه، فهذا الثواب مستمر إلى يوم القيامة ولكم أن تتخيّلوا هذا الأجر الغير مُنقطع.
وهذا هو نهج الوالد زايد رحمه الله الذي جعل من صحراء الإمارات جنة لشعبه على الأرض، إذ كان رحمه الله من أوائل المحافظين على البيئة وزراعة الأشجار التي جعلت منه إنسان خير لهذا الكوكب في كل حالاته، فهو الرجل الذي ترك أثراً طيباً في كل مكان، ففي كل زيارة له يجعل من ذلك المكان يتحدث إلى يومنا، على سبيل المثال لا الحصر الشجرة التي قام بزرعها في جمهورية الهند وقام بسقيها ورعايتها آتت ثمرها وينعها على يد أبنائه، خاصة الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشجرة التي قام زايد بزراعتها وسقاها محمد مما يدل على أن المبادئ والقِيم التي غرسها الوالد زايد في شعبه وأبنائه لا زالت مُتوارثة، ولأهمية الشجر في الإمارات صرّح الشيخ هزاع بن زايد قائلاً: "من لا يرحم الشجر لا يرحم البشر" وهي مقولة تُؤكد ما كان يحبه زايد في غرس الخير في كل مكان، فرجل الصحراء والذي حصل على لقب (زايد رجل البيئة والإنماء) لعام 1993 في مهرجان الشباب العربي في بيروت خلال مسيرته وعطائه للأرض والإنسان ولُقبّ بقاهر الصحراء لأنه قهر بإرادته وعمله صحراء مُحولّاً إياها لواحة خضراء، وهذا الدور الكبير في حرصه على حماية البيئة ومكافحة التصّحر، زرع كل ذلك في شعبه ليعلموا من بعده أهمية الأرض والحفاظ على مواردها الطبيعية بشكر الله على هذه النعم والحفاظ عليها .
فالأرض هي الحضن الحقيقي للإنسان وهي الوطن الذي ينتمي إليه، فعليه أن يجعل من هذا المكان أجمل ما لديه ويُوليه اهتماماته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة