منذ عام 1995م بذلت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها في الخليج جهوداً مضنية ومتواصلة لعودة قطر تحت المظلة الخليجية والعربية
منذ عام 1995م بذلت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها في الخليج جهوداً مضنية ومتواصلة لعودة قطر تحت المظلة الخليجية والعربية، إلا أنها دأبت على نكث التزاماتها الدولية، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد دول الخليج والدول العربية، واستمرت في طيشها ومراهقتها السياسية وعبثها بالمنطقة. الانتهاكات الجسيمة التي مارستها الدوحة، سراً وعلناً، طوال الأعوام الماضية بهدف شق الصف الخليجي والعربي، وتحريض الشعوب للخروج على تلك الدول عبر بوق الإرهاب المفضل «الجزيرة»، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية منها جماعة الإخوان المسلمين، وداعش، والقاعدة، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران لضرب استقرار تلك الدول داخلياً وخارجياً. لذلك كان لابد من قرار صارم يكبت جماح قطر الإرهابية لتعود لوضعها الطبيعي، فالكي كان آخر علاج والعضو الفاسد كان يجب أن يبتر.
قطر تعلم أن حبل الكذب قصير جداً، إلا أنها لا زالت تمارس الكذب والخداع والمروق من الحقيقة، وكأن العالم لا يمتلك الأدلة التي تدين قطر على أفعالها، فلا مجال أمامها للهروب من الواقع، وليس هناك خيار تستند عليه للحصول على براءة من جرائمها الخطيرة
تابعنا التسجيلات المسربة للمكالمات الهاتفية لحمد بن خليفة ورأس حربته حمد بن جاسم مع الرئيس الليبي معمر القذافي حينها، التسجيلات وما حملته من تفاصيل لمؤامرة على المملكة العربية السعودية والرغبة في تقسيمها، تؤكد عمق الأزمة الخليجية مع الدوحة، كما تؤكد عمق العلاقة التي كانت تجمعهم، وبالتالي عمق المؤامرة أيضاً.
كذلك شاهدنا التسجيلات الهاتفية المسربة بين مستشار أمير قطر حمد بن خليفة بن عبدالله العطية والإرهابي البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان يتآمران فيها على إثارة الفوضى في البحرين وبثها في قناة الجزيرة.
وكذلك تسجيل صوتي آخر يعود للعام 2011 بين ضابط قطري وحسين الأحمر، حيث كشف عن أحد فصول الدور القطري في اليمن، ومساعي الدوحة المبكرة لإفشال المبادرة الخليجية ودفع الأوضاع اليمنية نحو الحرب الأهلية.
قطر تعلم أن حبل الكذب قصير جداً، إلا أنها لا زالت تمارس الكذب والخداع والمروق من الحقيقة، وكأن العالم لا يمتلك الأدلة التي تدين قطر على أفعالها، فلا مجال أمامها للهروب من الواقع، وليس هناك خيار تستند عليه للحصول على براءة من جرائمها الخطيرة والمتكررة، والأدهى من ذلك أنه لا تزال هناك جرائم قطرية أخرى أخطر وأكثر بكثير مما أعلن عنه لم يفصح عنها بعد.
الجميع يتمنى لقطر أن تعود للصف الخليجي، فما يربطنا بالشعب القطري من أخوة وحب ومودة يختلف تماماً عما بيننا وحكومة قطر. وهذا ما أكدته دول السعودية والإمارات والبحرين، عندما فرقت بين خلافها مع حكومة قطر في الوقت الذي أعلنت أنها سند لشعبها.
حل أزمة قطر سهل وبسيط جداً وهذا ما أكده وزير الخارجية، عادل الجبير، عندما ذكر أن الحل فقط يتمثل في قرار سياسي تلتزم فيه قطر بالامتناع عن دعم وتمويل ورعاية الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى ووقف حملات التحريض. هذا الحل سيكون في مصلحة قطر وشعبها أولاً ثم في مصلحة وحدة الخليج واستقراره، لنكون على موعد مع غد مشرق، نقضي فيه على كل ما يؤدي إلى الإرهاب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة