مرض فقدان الشهية العصابي.. هوس الرشاقة المميت
الإصابة بفقدان الشهية العصابي تبدأ حين يسعى الشخص إلى فقدان الوزن، ويستمر بذلك حتى لو وصل لما دون الوزن المناسب لعمره وطوله.
كثيرون يحلمون بوزن مثالي وقوام متناسق، ويسعون لتحقيق ذلك باتباع الحميات الغذائية وممارسة الرياضة، لكن في بعض الأحيان يتمادى المهووسون بحلم الحصول على جسد رشيق في تطبيق نظام غذائي صارم وممارسة تمارين قاسية، لينتهي الأمر بإصابتهم بمرض فقدان الشهية العصابي.
ويعاني المصابون بفقدان الشهية العصابي من خوف مرضي من اكتساب الوزن، ويسعون للتحكم بأوزانهم بشكل صارم والحصول على أقل سعرات حرارية ممكنة، وبعضهم يلجأ لأساليب أكثر حدة، مثل تقيؤ الطعام بعد تناوله، أو استخدام الملينات لمنع الجسم من امتصاص العناصر الغذائية، وتناول مكملات ومساعدات غذائية بدلا عن الطعام، لتكون المحصلة النهائية جسدا نحيلا وهزيلا إلى حد خطير.
أسباب فقدان الشهية العصابي
لم تُحدَّد الأسباب بدقة حتى اليوم، لكن هناك عوامل عدة ترتبط بالإصابة به:
أسباب جينية
يرتفع خطر الإصابة عند وجود أشخاص ضمن العائلة مصابين بنوع من أنواع اضطرابات الأكل، كما يشيع بين النساء أكثر من الرجال، وتسبب البيئة الاجتماعية التي تركز بشكل مفرط على شكل ووزن الجسم بارتفاع احتمال الإصابة بهذا النوع من اضطرابات الأكل، كما ينتشر غالبا بين أصحاب المهن التي تتطلب وزنا منخفضا وتولي اهتماما خاصا للشكل، مثل راقصي الباليه وعارضات الأزياء ومضيفات الطيران.
أسباب نفسية
عدم الرضا عن النفس وقلة الثقة بها والقلق الزائد للسعي إلى فقدان الوزن، أحد أسباب الإصابة بهذا المرض.
أهم الأعراض
يصيب اضطراب فقدان الشهية العصابي المراهقين بشكل خاص، ويعاني 3 من كل 100 مراهق منه، ويصعب على الأهل في كثير من الأحيان الجزم بأن ابنتهم أو ابنهم يعاني من هذا الاضطراب على وجه التحديد، إلا أن هناك أعراضا عدة تؤكد أن الشخص يحتاج تدخلا سريعا لمساعدته، أبرزها:
أعراض سلوكية
- خوف شديد من اكتساب الوزن
- تناول كميات قليلة جدا من الطعام
- تجاهل عدة وجبات من الطعام
- التقيؤ العمد بعد تناول الطعام
- تكرار قياس الوزن
- عدم الاقتناع بالوزن المناسب لطوله وعمره والإصرار على فقدان المزيد
- ممارسة التمارين الرياضية القاسية
- رفض تناول الطعام في الأماكن العامة
- التوجه إلى الحمام مباشرة بعد الانتهاء من تناول الطعام
أعراض جسدية
- فقدان الوزن بشكل كبير
- الإرهاق
- الأرق
- الدوار والإغماء
- انقطاع الدورة الشهرية عند النساء
- انخفاض ضغط الدم
- الجفاف
- تصبُّغ الأصابع باللون الأزرق
- تساقط الشعر وتكسره
- تآكل الأسنان
العلاج
التحدي الأكبر يكمن في إقناع المصاب بفقدان الشهية العصابي بأنه مصاب به بالفعل، وأن فقدانه للوزن سيجرّ عليه مخاطر صحية كثيرة.
ويتضمن العلاج عادة مزيجا من العلاج النفسي المعتمد على دعم العائلة بشكل خاص، إضافة إلى العلاج بالأدوية النفسية.
ومن المعروف أن الرعاية النفسية للمصاب وتوفير بيئة تساعده على الثقة بنفسه والرضا عنها من شأنها مساعدته على تخطي هوسه بفقدان الوزن، ومحاولته الوصول إلى الكمال المفترض.
وفي حال استمرار فقدان الوزن بشكل يهدد حياة المصاب، يُفضَّل نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة.
وتستدعي بعض الحالات إدخال المصابين إلى مصحات خاصة لتقديم برامج صحية وغذائية ونفسية لعلاجهم، وتعويض فقدان الكتلة العضلية الحاصل لديهم.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز