قمة السعودية مايو 2023.. محطة عربية تاريخية جديدة

القادة العرب على موعد لقمة جديدة تجمعهم، ولكن هذه المرة في المملكة العربية السعودية.
فقد كشف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية المشرف على شؤون مجلس الجامعة، أن الموعد المقرر لعقد القمة العربية الثانية والثلاثين بالمملكة العربية السعودية سيكون في الـ١٩ من مايو/أيار المقبل.
وأضاف زكي، في تصريحات له اليوم الأحد، أن الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط أجرى مشاورات مع حكومة المملكة العربية السعودية، التي رحبت بعقد القمة في ذلك التاريخ.
وتعد هذه القمة هي الثانية التي ستجمع القادة العرب خلال 6 أشهر، بعد قمة الجزائر التي عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
السفير زكي أشار إلى أن القمة ستسبقها عدة اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار المسؤولين والوزراء تمهيدا لانعقادها على مدار 5 أيام.
تجدر الاشارة إلى أن عام 2023 من المنتظر أن يشهد أيضا انعقاد كل من قمة عربية تنموية في موريتانيا، والقمة العربية الأفريقية في المملكة العربية السعودية.
وتمتلك الجامعة العربية وجودا مهما وتاريخا بارزا بين المنظمات الدولية، فقد أُعلن ميثاقها العام في مارس/آذار 1945، أي قبل تأسيس منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها.
وطوال تاريخها الممتد شهدت الجامعة اجتماعات قمة في لحظات تاريخية فارقة، واحتفظت أحداثها بتواجد أساسي في الذاكرة السياسية.
قمم مختلفة
وتستعرض "العين الإخبارية" أبرز القمم العربية منذ تأسيس جامعة الدول العربية..
شهدت مسيرة القمم العربية منذ تأسيسها انعقاد 31 قمة عادية، آخرها كان في الجزائر، و14 قمة طارئة، و4 قمم اقتصادية تنموية، إضافة إلى 10 قمم عربية إقليمية (4 قمم عربية أفريقية و4 قمم عربية لاتينية، وقمة عربية أوروبية وقمة عربية إسلامية أمريكية)، والقمة العربية الصينية التي استضافتها السعودية نهاية العام الماضي.
ومن بين تلك القمم هناك قمم تحمل أهمية خاصة، بسبب التوقيت التي عقدت خلاله أو القرارات الصادرة عنها.
وتصدرت القضية الفلسطينية جدول أعمال القادة العرب منذ أول قمة عربية طارئة عام 1946 تلاها الملف الإيراني وتدخلات طهران في شؤون دول المنطقة.
وكما كانت القضية الفلسطينية هي المحرك لعقد أول قمة عربية قبل 76 عاما، فإنها كانت هي الداعي لاعتماد دورية القمم العربية مجددا على إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، وذلك خلال قمة القاهرة الطارئة في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
ونجحت جامعة الدول العربية على امتداد تاريخها في القيام بالعديد من الإنجازات رغم التحديات التي واجهتها، وما تزال.
ومن أبرز تلك الإنجازات دعمها لجهود الدول العربية لنيل استقلالها، حيث برز دور الجامعة على سبيل المثال في مجال دعم جهود التحرر في دول مثل الجزائر، واليمن، والسودان، الأمر الذي كان له أثر في اتساع حجم عضوية الجامعة، لتشمل 22 دولة عربية بعد أن كان عدد الدول الموقعة على الميثاق التأسيسي 7 دول.
أيضا نجحت الجامعة العربية في تسوية بعض المنازعات العربية-العربية، وتشجيع التعاون العربي-العربي عبر مجموعة المنظمات المتخصصة التي تشكلت على مختلف المستويات داخل إطار الجامعة وخارجه.
وتأتي القمة العربية العادية الـ32 في السعودية وسط آمال عربية أن تكون من بين تلك القمم الهامة في مسيرة القمم العربية، بنجاحها في تعزيز التضامن ولم الشمل العربي، وتقديم خارطة طريق لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.
القمم العربية.. قرارات تاريخية
على مدار أكثر من 70 عاما صدر عن اجتماعات القمم العربية عدة قرارات تاريخية.
أول قمة رسمية.. تحول تاريخي
وشهدت قمة القاهرة عام 1964م تحولاً تاريخياً في مسيرة العمل العربي المشترك، إذ اكتسبت الصفة الرسمية للقمم العربية، وتعد أول قمة عربية عادية.
ومن أهم قرارات تلك القمة اتخاذها قرارا بدورية انعقاد القمم العربية سنويا، حيث يجتمع ملوك ورؤساء دول الجامعة العربية مرة في العام على الأقل.
وشددت في مضامين قراراتها على وجوب تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه، ودعت إلى إنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية.
ميثاق التضامن العربي
أيضا من القمم الهامة القمة التي عقدت في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية في سبتمبر/أيلول عام 1965م، وتوجت أعمالها بالموافقة على ميثاق التضامن العربي والالتزام به ودعم قضية فلسطين في جميع المحافل الدولية وتأييد نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية وحل الخلافات الدولية بالطرق السلمية.
سلاح النفط العربي
ومن بين القمم التاريخية القمة العربية العادية السادسة بالجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 1973 والتي تضمن بيانها الختامي: إقرار شرطين للسلام مع إسرائيل: الأول: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس. الثاني: استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.
وأقرت قمة الجزائر "استمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة، والقيام بإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية".
كما رحبت بانضمام الجمهورية الموريتانية إلى جامعة الدول العربية.
وقف الحرب الأهلية بلبنان
قمة الرياض الطارئة (أكتوبر/تشرين الأول 1976) عقدت بدعوة من السعودية والكويت لبحث أزمة لبنان، بمشاركة كل من السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واتخذت القمة قرارات مهمة، تناولت الدعوة إلى ضرورة وقف الحرب الأهلية، التي اندلعت عام 1975 وتعزيز قوات الأمن العربية الحالية لتصبح قوات ردع داخل لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إلى لبنان.
قمة بغداد.. مقاطعة مصر
أيضا من القمم الفارقة في تاريخ القمم العربية قمة بغداد 1978، بسبب ما نتج عنها من تباينات عربية حول ملف السلام مع إسرائيل عقب توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد عام 1978.
ورفضت تلك القمة الاتفاقية، وقررت نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى تونس ومقاطعتها وتعليق عضوية مصر في الجامعة.
قمة فاس..مشروع عربي للسلام
أما قمة فاس المغربية الطارئة (سبتمبر/أيلول 1982)، فقد تضمنت تحولا هاماً في ملف التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث اعترفت فيها دول عربية ضمنيًا بوجود إسرائيل، بإقرار مشروع عربي للسلام معها، من بين بنوده انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كما أعلنت القمة أن أي اعتداء على أي قُطر عربي هو اعتداء على البلاد العربية جميعا، على خلفية الحرب العراقية-الإيرانية.
قمم الدار البيضاء.. تنقية الأجواء العربية وعودة مصر
قمة الدار البيضاء الطارئة (أغسطس/آب 1985): أكدت الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية.
أما قمة الدار البيضاء الطارئة (مايو/أيار 1989)، تم فيها إعادة مصر إلى عضوية الجامعة العربية وغاب عنها لبنان الذي تنازعت على السلطة فيه حكومتان.
قمم القاهرة.. إدانة غزو العراق ودعم فلسطين
من القمم العربية الهامة أيضا، قمة القاهرة الطارئة (أغسطس/آب 1990)، وعقدت إثر الغزو العراقي لدولة الكويت، ومن أبرز قرارتها: إدانة العدوان العراقي على الكويت، وعدم الاعتراف بضم الكويت إليه، وبناء على طلب السعودية تقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي لتساهم في تحرير الكويت.
أيضا قمة القاهرة الطارئة (يونيو/حزيران 1996): أكدت مجددا شروط السلام الشامل مع إسرائيل، وهي: الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس والجولان والجنوب اللبناني، والتوقف عن النشاط الاستيطاني والتضامن العربي مع دولتي البحرين والإمارات ضد التهديد الإيراني.
كذلك هناك قمة القاهرة الطارئة (أكتوبر/تشرين الأول 2000)، التي عقدت إثر أحداث العنف التي تفجرت في الأراضي الفلسطينية بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وتضمن بيانها الختامي قرارا بإنشاء صندوقي تمويل باسم "انتفاضة القدس" و"صندوق الأقصى".
قمة شرم الشيخ 2015.. دعم الشرعية باليمن:
في قمة شرم الشيخ (مارس/آذار 2015) : تم خلالها الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية عربية، تشارك فيها الدول اختياريا، وتتدخل هذه القوة عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وأيد بيانها الختامي الإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية ضمن عملية عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن.
قمة نواكشوط (يوليو/تموز 2016) :
وخلالها تم فيها إقرار دمج القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية مع القمة العربية العادية لتكون مرة كل أربع سنوات.
قمتا عمان والظهران..دعم القدس
وشهدت قمة عمان (مارس/آذار 2017) مطالبة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
أما قمة الظهران السعودية (أبريل/نيسان 2018) فقد أطلق عليها "قمة القدس" وتم فيها التأكيد على بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ومطالبة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
قمة مكة 2019.. إدانة إيران والحوثي
قمة مكة الطارئة ( مايو/أيار 2019) عقدت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأكدت إدانة للأعمال التي تقوم بها المليشيات الحوثية الإرهابية، وما تقوم به إيران من سلوك ينافي مبادئ حسن الجوار، مما يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز