مما لا شك فيه أن تبديد مخاوف طرفي الصراع ضرورة حتمية، تكاد تكون الضمانة الوحيدة التي ستدفع عجلة السلام في المنطقة.
سبعون عاماً من الندب والبكائيات التي لم تعد تجدِ طائلاً في واقع تفرض فيه الحرب معادلة يحلها الأقوى والأكثر تأثيراً وأثراً، فالصراع العربي الإسرائيلي لا يزال يراوح مكانه منذ آخر مواجهة حقيقية في حرب 1973.
قد يسمي بعض الجهلة الصفاقة التي ارتكبت في العام 2006، حرباً لكنها ليست أكثر من فعل صبياني نفذه محور "الممانعة للإضرار بالقضية الفلسطينية"، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف إسرائيل عن الاستفزاز الشعبي والرسمي، فيما بادر العرب في الجهة المقابلة بتقديم عدد من المقترحات والمبادرات، أغلبها يمنح الوجود الإسرائيلي شرعية السلام، مقابل الحقوق الفلسطينية التي أقرتها المواثيق العالمية.
قد لا يكون هناك تصور واضح عن الصيغة المحتملة لإنهاء الخلافات بشكل نهائي وقاطع، إذ إن ما كبر وتجذر في سبعين عاماً لن يُحل في أيام معدودة، لكن الأجيال المقبلة تمتلك الحق في أن تعيش بلا مخاوف، ومن الضروري تجريد الخلاف من تفسيراته الدينية
من جهتها، لم تتخل الحكومات العربية -على مر تاريخها- عن تأكيد موقفها وتحمل ما أوجبته على نفسها في سبيل مناصرة الحق الفلسطيني دبلوماسياً واقتصادياً ولوجستياً، وعلى الرغم من ذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال تحمل أصواتاً تنعق بالخيانة والاتهامات بالتخاذل والتقاعس، فيما لم تقدم هذه الفئة سوى الصراخ الأجوف، وتأييد الأبواق التي تشبهها ممن يدينون بالولاء لحركات الإرهاب وأعوانها .
إن المشكلة الجوهرية تكمن في توسيع رقعة المشكلة الفلسطينية-الإسرائيلية لتصبح مشكلة عربية، وإذ يستمر العرب في الحفاظ على مبدئهم الراسخ في دعم الحق الفلسطيني، فإن منح هذه القضية حجمها الحقيقي وحصرها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيصب لمصلحة الشعب الفلسطيني ويتيح لشعوب المنطقة فتح قنوات تواصل مع دولة إسرائيل باعتبارها جزءاً من الشرق الأوسط.
مما لا شك فيه أن تبديد مخاوف طرفي الصراع ضرورة حتمية، تكاد تكون الضمانة الوحيدة التي ستدفع عجلة السلام في المنطقة، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق لو شعر أحدهما بعدم الأمان، كأي علاقة طبيعية تحكمها المصالح: الأمان شرطها الأول، وهي البوابة للوصول إلى الاستقرار في الشرق الأوسط .
قد لا يكون هناك تصور واضح عن الصيغة المحتملة لإنهاء الخلافات بشكل نهائي وقاطع، إذ إن ما كبر وتجذر في سبعين عاماً لن يُحل في أيام معدودة، لكن الأجيال المقبلة تمتلك الحق في أن تعيش بلا مخاوف، ومن الضروري تجريد الخلاف من تفسيراته الدينية واجتهادات الرابحين من استمراره، إذا رغبنا في إنهاء حالة العداء العربية-الإسرائيلية لتحقيق سلام عادل للشعوب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة